عاقبة العالم غیر العامل

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات الولایة (شرحٌ عصرىٌّ جامعٌ لنهج البلاغة) / الجزء الرابع
القرآن والسنة

الناس على أربع: عالم، جاهل مقصر، جاهل مقصر بسیط وجاهل مرکب. فالعالم من یعلم المطلب على نحو الاجمال أو التفصیل; أی قد یکون له أحیاناً علم اجمالی بالشیء، وقد یکون له أحیاناً اُخرى علم تفصیلی. فهو یعلم مثلا على نحو الإجمال أنّ المسکر حرام وله أضرار على جسم الإنسان وروحه. أو أنّه رأى على نحو التفصیل أدلة حرمة المسکر وقد درس الآثار الضارة له على کل عضو من أعضاء البدن.

والجاهل القاصر من لایعلم، ولیس له من سبیل إلى العلم، وربّما کان بعیداً عن مراکز العلم فانغمس فی الغفلة والسهو.

والجاهل المقصر من له سبیل إلى العلم، إلاّ أنّ الکسل والإهمال لم یدعه یتجه إلى العلم، فیبقى فی جهله، مع ذلک فهو یعلم بجهله!

أی یدری أنّه لایدری.

وأمّا الجهل المرکب فهو من جهل ولایدری أنّه فی جهل. بل بالعکس یظن أنّه عالم وما یفهمه من الاُمور هو عین الواقع، وبعبارة اُخرى فهو: لایدری أنّه لایدری.

ویبدو أنّ الخطر والمسؤولیته التی تتوجه إلى الجاهل القاصر أقل من غیرها بالنسبة للطوائف الأربع، ویأتی بعده الجاهل المقصر ثم الجاهل المرکب; الذی قد یدفعه جهله المرکب لایجاد بعض المشاکل لنفسه والآخرین. إلاّ أنّ الأخطر من الجمیع هو العالم.

الذی لا عمل له. وإلى هذه الطائفة تعزى جمیع الکوارث التی تکبدتها البشریة طیلة التأریخ بما فیها النزاعات والحروب فی الماضی والحاضر.

فهم الذین یصنعون أخطر أسلحة الدمار الشامل التی تهدف إلى القضاء على الأبریاء من المجتمع البشری. وهم الذین یشعلون فتیل الحرب من أجل تحقیق مآربهم واطماعهم.

وأخیراً هؤلاء هم الذین یستحوذون على المواقع المتقدمة والمراکز الحساسة فی الأجهزة الإعلامیة ووسائل الدعایة لیمارسوا أوسع عملیة تضلیل لیشوهوا الحقائق فیسوقوا الجهال إلى نیران فتنهم ویقضوا على حیاتهم. وقد شبههم القرآن الکریم بالکلاب إذ قال: (فَمَثَلُهُ کَمَثَلِ الکَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَیْهِ یَلْهَثْ)(1).

والسؤال الذی یطرح نفسه هنا:ترى ما سر هذا التضاد بین العمل والعلم أولم یکن حریاً بهذا العالم أن یتجه إلى الصواب ویقود الناس إلیه؟

ویبدو الجواب واضحاً على هذا السؤال وهو أن أسس ودعائم إیمان هذا العالم إنّما هى فی الواقع ضعیفة خاویة، وإن انتحل الإسلام والعلم ظاهراً، إلاّ أنّ لسانه الباطنی «یقولون إن الله خالق جنّة ونار وتعذیب وغل یدین»(2).

کما قد یکون مؤمنا بالله إلاّ أنّه منقاد لهوى نفسه الذی یتغلب على إیمانه.

ونختتم هذا الکلام بحدیث عن علی(علیه السلام) فی أنّ التوارة قد اختتمت بخمس عبارات هى(3).

الأول: العالم الذی لا یعمل بعلمه فهو وابلیس سواء.

والثانی: سلطان لایعدل برعیته فهو وفرعون سواء.

والثالث: فقیر یتذلل لغنی طمعاً فی ماله فهو والکلب سواء.

والرابع: غنی لاینتفع بماله فهو والاجیر سواء.

والخامس: إمرأة تخرج من بیتها بغیر ضرورة فهى والاُمّة سواء.

اللّهم نسألک العمل بما نعلم من العلم الذی أفضته علینا فی ظل قبسات وعلوم نهج البلاغة لأمیرالمؤمنین علی(علیه السلام)، اللّهم ولاتقرنا مع الشیطان أبداً، اللّهم نسألک حسن العاقبة وأن تختم لنا بالخیر.

وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمین.

تم بعون الله المجلد الرابع من شرح نهج البلاغة

فی 17 شوال. عام 1422 هـ ویلیه المجلد الخامس ان شاء الله.


1. سورة الأعراف/176.
2. ورد ذلک عن عمر بن سعد حین اقترح علیه قتال الحسین(علیه السلام) فی کربلاء، واعطائه ملک الری، ففکر فی الأمر ثم انشد شعرا، زعم فیه أن یقتل الحسین(علیه السلام)ویفوز بملک الری ثم یتوب اله الله سبحانه. ألا لعنة الله على الظالمین.
3. الاثنی عشریة /206.
القرآن والسنة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma