«کَبَسَ الأَرْضَ عَلى مَوْرِ أَمْوَاج مُسْتَفْحِلَة، وَلُجَجِ بِحَار زَاخِرَة، تَلْتَطِمُ أَوَاذِیُّ أَمْوَاجِهَا، وَتَصْطَفِقُ مُتَقَاذِفَاتُ أَثْبَاجِها، وَتَرْغُوا زَبَداً کَالْفُحُولِ عِنْدَ هِیَاجِهَا، فَخَضَعَ جِمَاحُ الْمَاءِ الْمُتلاَطِمِ لِثِقَلِ حَمْلِهَا، وَسَکَنَ هَیْجُ ارْتِمَائِهِ إِذْ وَطِئَتْهُ بِکَلْکَلِهَا، وذَلَّ مُسْتَخْذِیاً، إِذْ تَمَعَّکَتْ عَلَیْهِ بَکَوَاهِلِهَا، فَأَصْبَحَ بَعْدَ اصْطِخَابِ أَمْوَاجِهِ، سَاجِیاً مَقْهُوراً، وَفِی حَکَمَةِ الذُّلِّ مُنْقَاداً أَسِیراً، وَسَکَنَتِ الأَرْضُ مَدْحُوَّةً فِی لُجَّةِ تَیَّارِهِ، وَرَدَّتْ مِنْ نَخْوَةِ بَأْوِهِ وَإعْتِلاَئِهِ، وَشَمُوخِ أَنْفِهِ وَسُمُوِّ غُلَوَائِهِ، وَکَعَمَتْهُ عَلَى کِظَّةِ جَرْیَتِهِ، فَهَمَدَ بَعْدَ نَزَقَاتِهِ، وَلَبَدَ بَعْدَ زَیَفَانِ وَثَبَاتِهِ».