أثلجتم صدری

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات الولایة (شرحٌ عصرىٌّ جامعٌ لنهج البلاغة) / الجزء الرابع
نظرة إلى الخطبةالخطبة 108

ذکر بعض شرّاح نهج البلاغة أنّ الإمام(علیه السلام) خطب هذه الخطبة حین تراجعت میمنة أهل العراق، ثم عادت لتهجم ثانیة بعد أن قادها مالک الاشتر وحمل على أهل الشام ففرقهم.(1)

فلما رأى ذلک الإمام(علیه السلام) خطب بهذا الکلام. فقد قال(علیه السلام): إنّی شاهدت فرارکم وهزیمتکم وتراجعکم عن صفوفکم بعد أن ذادکم عنها الجفاة من العرب من أهل البادیة: «وقد رأیت جولتکم(2)، وانحیازکم(3) عن صفوفکم تحوزکم الجفاة(4) الطغام(5) وأعراب أهل الشام».

والحال لا یلیق هذا بکم «وأنتم لها میم(6) العرب، ویا فیخ(7) الشرف، والانف(8) المقدم، والسنام الاعظم».

ولم أکن أتوقع هذا التراجع منکم، کما لا یلیق بکم، إلاّ أنّ الذی اثلج صدری معاودتکم الکر وازاحتکم لهم عن مواضعهم: «ولقد شفى وحاوح(9) صدری أن رأیتکم بأخرة تحوزونهم کما حازوکم، وتزیلونهم عن مواقفهم کما أزالوکم».

ثم وصف ذلک(علیه السلام) بقوله «حس(10) بالنصال(11)، وشجر(12) بالرماح، ترکب أولاهم أخراهم کالابل الهیم(13) المطرودة، ترمى عن حیاضها، وتذاد(14) عن مواردها».

وممّا لا شک فیه أن صفین کانت مقابلة بین عسکرین، ضم أحدهما أغلب الشخصیات الإسلامیة من قبیل بعض صحابة النبی(صلى الله علیه وآله) وابناء الصحابة ومن البیوتات الصالحة السابقة إلى الإسلام والإیمان، وقد کانت هذه الجماعة تحت إمرة الإمام علی(علیه السلام). وبالمقابل کان الطرف الآخر یتمثل فی الواقع ببقایا الجاهلیة والشرک والاراذل والاوباش من طلاب الدنیا وعبدة الأهواء الذین قدموا المیدان بدینار معاویة ودرهمه واجزل لهم فی العطاء، وفی مقدمتهم عمرو بن العاص الذی لم یبایع لمعاویة حتى اشترط علیه ولایة مصر.

وعلیه فعبارات الإمام(علیه السلام) بشأن أهل الشام والعراق کانت تمثل عین الواقع، بعیداً عن اُسلوب الحث والتشجیع والمبالغة.


1. جاء فی کتاب «وقعة صفین» «لنصر بن مزاحم»، حول سبب ایراد هذه الخطبة قوله: کان ذلک فی یوم السابع من صفر، و هو من الایام العصیبة فی حرب صفین، فی ذلک الیوم هاجم جیش معاویة قسماً من جیش الإمام امیرالمؤمنین(علیه السلام) و أجبروهم على التراجع إلى الخلف، فتألم الإمام على(علیه السلام) لذلک، و لام جیشه، وبعدها حرضهم و شجعهم على القتال، وقد قاد هجوماً شاملا بنفسه یصحبه مالک الاشتر، فهزم جیش معاویة و فرقهم، و بعدها خطب الإمام على(علیه السلام) فی جیشه هذه الخطبة. (کتاب وقعة صفین، /243 إلى /254، طبعة بصیرتى ـ قم المقدسة).
2. «جولة» من مادة «جولان» تعنی فی الأصل الدوران فی المیدان، ثم وردت بمعنى التراجع والحملة ثانیة، وهکذا وردت فی العبارة.
3. «انحیاز» ترک المواضع.
4. «الجفاة» جمع «الجافی» بمعنى السفلة من الناس و ذوی الخلق السیء و الخشن.
5. «الطغام» جمع «طغامة» الأوباش والأراذل.
6. «لهامیم» جمع «لهمیم» و«لهموم» وهو السابق الجواد من الخیل والناس.
7. «یافیخ» جمع «یافوخ» وهو من الرأس حیث یلتقی عظم مقدمه مع مؤخره، ووردت هنا کنایة عن القادة.
8. «الانف» المراد به الموضع البارز من الوجه، وتطلق العرب هذه الکلمة على المقدم.
9. «وحاوح» جمع «وحوح» صوت مع بحح یصدر عن المتألم.
10. «حس» بالفتح القتل.
11. «النصال» جمع «نصل» السهم.
12. «شجر» الطعن بالرمح.
13. «هیم» شدة العطش جمع «أهیم» أو «هائم».
14. «تذاد» من مادة «ذود» بمعنى الطرد و الدفع. 
نظرة إلى الخطبةالخطبة 108
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma