«أَمَّا بَعْدَ حَمْدِ اللهِ وَالثَّنَاءِ عَلَیْهِ، أَیُّهَا النَّاسُ فَإِنِّی فَقَأْتُ عَیْنَ الْفِتْنَةِ، وَلَمْ یَکُنْ لِیَجْتَرِىءَ عَلَیْهَا أَحَدٌ غَیْرِی بَعْدَ أَنْ مَاجَ غَیْهَبُهَا وَاشْتَدَّ کَلَبُهَا. فَأَسْأَلُونی قَبْلَ أَنْ تَفْقِدُونی، فَوَ الَّذِی نَفْسِی بَیَدِهِ لاَتَسْأَلُونِی عَنْ شَىْء فِیمَا بَیْنَکُمْ وَبَیْنَ السَّاعَةِ، ولاَ عَنْ فِئَة تَهْدِی مِئَةً وَتُضِلُّ مِئَةً إِلاَّ أَنْبَأْتُکُمْ بِنَاعِقِهَا وَقَائِدِهَا وَسَائِقِهَا، وَمُنَاخِ رِکَابِهَا، وَمَحَطِّ رِحَالِهَا، وَمَنْ یُقْتَلُ مِنْ أَهْلِهَا قَتْلاً، وَمَنْ یَمُوتُ مِنْهُمْ مَوْتاً. ولَوْ قَدْ فَقَدْتُمُونی وَنَزَلَتْ بِکُمْ کَرَائِهُ الأُمُورِ، وَحَوَازِبُ الْخُطُوبِ، ولأَطْرَقَ کَثیرٌ مِنَ السَّائِلِینَ، وَفَشِلَ کَثیرٌ مِنَ المَسْؤُولِینَ، وَذلِک إِذَا قَلَّصَتْ حَرْبُکُمْ، وَشَمَّرَتْ عَنْ سَاق، وَضَاقَتِ الدُّنْیَا عَلَیْکُمْ ضِیقاً، تَسْتَطِیلُونَ مَعَهُ أَیَّامَ الْبَلاءِ عَلَیْکُمْ، حَتَّى یَفْتَحَ اللهُ لِبَقِیَّة الأَبْرَارِ مِنْکُمْ».