تتضح عصمة أهل البیت(علیه السلام) بجلاء من خلال عبارات الإمام(علیه السلام) وذلک أنّه(علیه السلام): «انظروا أهل بیت نبیکم والزموا سمتهم، واتبعوا أثرهم، فلن یخرجوکم من هدى، ولن یعیدوکم فی ردى، فان لبدوا فالبدوا، وإن نهضوا فانهضوا، ولاتسبقوهم فتضلوا، ولاتتأخروا عنهم فتهلکوا».
فالعبارات من أوضح الادلة على مقام عصمتهم(علیهم السلام); لأنّ مثل هذه الوصایا لاتصح فی غیر المعصومین من الذنب والخطأ.
کما تدل من جانب آخر على أنّ امامة المسلمین دائما فی أهل البیت وذلک لأنّ الإمام(علیه السلام) لم یقید وصایاه بزمان معین.
کما تدل من جهة اُخرى على أنّ مفهوم الولایة لاینسجم وانتقاء أوامر أهل البیت(علیهم السلام)، بل الولایة الحقیقیة فی امتثال أوامرهم فی کل شیء وعلى أی حال. أمامن یتبع أهل البیت على مستوى اللسان والقول أو بعض التصرفات الفردیة والاجتماعیة، فلایمکن اعتباره من الموالین الواقعیین، بل ذلک زعم وإدعاء فقط. ومن البدیهی أنّ مراد الإمام(علیه السلام) لایقتصر على عصره أو زمانه; لأنّه یعرف بأهل البیت بصفتهم أئمة وولاة ولیس فقط شخصه والشاهد الحی على هذا الکلام ما ورد فی الحدیث النبوی الشریف أنّ النبی(صلى الله علیه وآله) قال: «انی وأهل بیتی مطهرون، فلا تسبقوهم فتضلوا، ولاتتخلفوا عنهم فتزلوا، ولا تخالفوهم فتجهلوا، ولا تعلموهم فانّهم أعلم منکم. هم أعلم الناس کباراً، وأحلم الناس صغاراً; فاتبعوا الحق وأهله حیث کان»(1)
1. تفسیر القمی نقلا عن بحارالانوار 23/130 ح 12.
