سرعة العمر

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات الولایة (شرحٌ عصرىٌّ جامعٌ لنهج البلاغة) / الجزء الرابع
القسم الثانیفی الاعتبار

قال(علیه السلام) فی هذا المقطع من الخطبة ـ والذی یعتبر فی الواقع نتیجة لما تقدم ـ «رحم الله امرأ تفکر فاعتبر، واعتبر فأبصر».

طبعاً مراد الإمام(علیه السلام) التفکر فی مصیر الدنیا الذی تطرق إلیه سابقاً، فانّ مثل هذا التفکیر یؤدی إلى الاعتبار والیقظة. ومن الواضح أنّ من یعتبر ویتعظ یتبصر الاُمور ویقف على بواطن الأشیاء بدلاً من ظواهرها، ویفکر فی المقدمات والنتائج فیلتمس سبیل النجاة فی ظل هذا الاعتبار والأبصار. وبعبارة اُخرى فانّ الإنسان لیتعرف على سلسلة من الحقائق من خلال تأمل حوادث الماضی والحاضر، فیحتذیها فی مسیره لیمیز الحق من الباطل.

فقد ورد فی الحدیث أنّ رجلاً سأل الإمام الصادق(علیه السلام) عن صحة هذا الخبر «إن تفکر ساعة خیر من قیام لیلة»، فأجاب(علیه السلام): نعم، قال رسول الله(صلى الله علیه وآله): «تفکر ساعة خیر من قیام لیلة». فسأل الراوی: «کیف یتفکر؟». قال(علیه السلام): «یمر بالدور الخربة، فیقول: أین بانوک؟ أین ساکنوک؟ مالک لا تتکلمین؟»(1).

ولو کانت له أذن سامعة لسمعها وهى تنادیه: لقد ارتحلوا جمیعاً بعد أن توسدوا التراب ولم یبق سوى آثارهم.

ثم قال(علیه السلام): «فکأن ما هو کائن من الدنیا عن قلیل لم یکن، وکأن ما هو کائن من الآخرة عما قلیل لم یزل».

أی أنّ الدنیا لتمضی بسرعة، والآخرة تأتی بسرعة بحیث یتصور الإنسان أنّه لم تکن هناک من دنیا، والآخرة هى التی کانت موجودة دائماً.

وقد جربنا هذه المسألة فی العدید من حوادث الدنیا; فقد نمر أحیاناً بدار بعض الاشراف وقد کانت داره تغص بالناس والذهاب والایاب، وإذا بها صامتة هادئة وکأن لم تشهد تلک الضجة.

ثم اختتم(علیه السلام) خطبته بثلاث عبارات غایة فی الروعة والدقة، فی أنّ ما کان معدوداً (کساعات عمر الإنسان) فهو إلى انقضاء، وما کان منتظرا فهو إلى قدوم ووقوع، وما کان قریباً فهو حاصل: «وکل معدود منقض، وکل متوقع آت، وکل آت قریب دان».

فالعبارة الاُولى إشارة إلى قاعدة کلیة فلسفیة فی محدودیة کل ما دخل تحت العدد، وما کان محدوداً فهو إلى انقضاء، ولما کان عمر الإنسان والدنیا برمتها داخل فی العدد والارقام، فلابدّ من انتظار انقضائه، والعبارات اللاحقة مکملة لذلک; لأنّ ما ننتظره سیأتینا یوماً لا محالة، وما یأتینا لیس ببعید عنا! وعلیه فلا ینبغی الاعتقاد ببعد الموت وخلود الحیاة، والعمر لیس بباق. و الواقع هو أن هذه العبارات الثلاث بمنزلة الدلیل على العبارات السابقة.


1. بحارالانوار 68/324 ح 16. 
القسم الثانیفی الاعتبار
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma