«وَمِنْهُمْ مَنْ هُوَ فی خَلْقِ الْغَمَامِ الدُّلَّحِ، وَفی عِظَمِ الْجِبَالِ الشُّمَّخِ، وَفی قَتْرَةِ الظَّلاَمِ ا ْلأَیْهَمِ، وَمِنْهُمْ مَنْ قَدْ خَرَقَتْ أَقْدَامُهُمْ تَخُومَ الأَرْضِ السُّفْلَى، فَهِیَ کَرَایَات بِیض قَدْ نَفَذَتْ فِی مَخَارِقِ الْهَوَاءِ، وَتَحْتَهَا رِیحٌ هَفَّافةٌ تَحْبِسُهَا عَلَى حَیْثُ انْتَهَتْ مِنَ الْحُدُود الْمُتَنَاهِیَةِ، قَدْ اسْتَفْرَغَتْهُمْ أَشْغَالُ عِبَادَتِهِ، وَوَصَلَتْ حَقَائِقُ الإِیِمَانِ بَیْنَهُمْ وَبَیْنَ مَعْرِفَتِهِ، وَقَطَعَهُمُ الإِیقَانُ بِهِ إِلى الْوَلَهِ إِلیْهِ، وَلَمْ تُجَاوِزْ رَغَبَاتُهُمْ مَا عِنْدَهُ إِلى مَا عِنْدَ غَیْرِهِ».