صفات النبی(صلى الله علیه وآله) ومقاماته

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات الولایة (شرحٌ عصرىٌّ جامعٌ لنهج البلاغة) / الجزء الرابع
القسم الثانیإعتراف مهم

أشار(علیه السلام) فی هذا الموضع من الخطبة إلى خصائص النبی(صلى الله علیه وآله) وعلو صفاته، ثم سأل الله تعالى له رفیع الدرجات، کما اختتم بالدعاء لنفسه ولجمیع المؤمنین بالحشر فی زمرة الرسول الکریم(صلى الله علیه وآله). فقال(علیه السلام): «حتى أورى(1) قبس(2) لقابس، وأنار علماً لحابس(3)».

وبالنظر إلى أنّ هذا القسم من الخطبة ـ کما صرح المرحوم السید الرضی (ره) ـ روایة اُخرى للخطب السابقة (72)، فالذی یفهم أن «حتى» غائیة بالنسبة لسعی النبی(صلى الله علیه وآله) وجهده، کما یمکن القول بأنّ الفاعل فی عبارة أورى وأنار هو لشخص النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله). وعلیه فقد قام(صلى الله علیه وآله) بعملین مهمین هما:

الأول: أنّه أمد طلاب الحق بقبسات النور، والثانی أنّه نصب مصابیح الهدایة فی طریق الحیارى.

وکأنّ العبارة الاولى إشارة إلى علماء الاُمّة الذین یأخذون بشعلة الهدى فیواصلون مسیرتهم ویحملون الآخرین معهم. والعبارة الثانیة إشارة إلى الأفراد العادیین الذین لیست لدیهم مثل هذه القبسات وعیونهم متطلعة إلى مصابیح الهدى الموضوعة على جانب الطریق. وبعبارة اُخرى فان النبی(صلى الله علیه وآله) قد أمد دعاة الحق بالهدایة العامة والخاصة.

ثم قال(علیه السلام) على سبیل النتیجة الواضحة و الرائعة: «فهو أمینک المأمون، وشهیدک یوم الدین، وبعیثک نعمة ورسولک بالحق رحمة».

وقوله(علیه السلام) أمینک المأمون تأکید لمطلق أمانته وکمالها، وشهید یوم الدین ویوم الحساب والجزاء إشارة للآیة الشریفة 89 من سورة النحل: (وَیَوْمَ نَبْعَثُ فِی کُلِّ أُمَّة شَهِـیداً عَلَیْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْوَجِئْنا بِکَ شَهِـیداً عَلى هـؤُلاءِ).

ویمکن أن تکون هذه الشهادة على الاصول الکلیة التی تضمنتها دعوة کافة الأنبیاء، أو على جزئیات الأعمال، بفعل الشهود العلمی للنبی(صلى الله علیه وآله) بالنسبة لأعمال کافة الامُم.

وقوله(علیه السلام): «بعیثک نعمة» إشارة إلى أنّ بعثة النبی(صلى الله علیه وآله) کانت نعمة کبیرة من جانب الله سبحانه، کما کانت نموذجاً بارزاً لرحمته الواسعة سبحانه، فقد اهتدت به الملایین من أفراد البشریة وانقادت إلى الحق فی ظل تعالیمه السامیة، وهذا الکلام فی الواقع اقتباس من الآیات القرآنیة ومنها: (لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلى المُوْمِنِـینَ إِذ بَعَثَ فِـیهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ)(4) و(وَما أَرْسَلْناکَ إِلاّ رَحْمَةً لِلْعالَمِـینَ)(5).

ثم واصل(علیه السلام) کلامه فی إطار امتنانه وتقدیره لجهود النبی(صلى الله علیه وآله) العظیمة، فرفع یده بالدعاء مبتهلاً إلى الله بافاضة نعمه على النبی(صلى الله علیه وآله) فقال: «اللّهم اُقسم له مقسماً من عدلک، واجزه مضعفات الخیر من فضلک، اللّهم أعل على اباء البانین بناءه وأکرم لدیک نزله(6)، وشرف عندک منزله، وآته الوسیلة، واعطه السناء(7) والفضیلة».

ویختزن الدعاء الأول والثانی هذه النقطة، وهى أنّ النبی(صلى الله علیه وآله) یستحق مزید الثواب بمقتضى العدل الإلهی، کما یتضاعف هذا الثواب بمقتضی الفضل الإلهی. قال القرآن الکریم: (مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِه)(8).

وسؤال الله علو بناء النبی(صلى الله علیه وآله) على بناء جمیع البانین إمّا إشارة إلى علو دینه على جمیع الادیان بمقتضى (لِـیُظْهِرَهُ عَلى الدِّینِ کُلِّهِ)(9).

وإمّا علو مقاماته فی الجنّة، أو علو فضائله المعنویة(صلى الله علیه وآله).

ویبدو التفسیر الأول أنسبها جمیعاً.

والعبارة «آیة الوسیلة» إشارة إلى المقام العالی للقرب ونتیجة ذلک الدرجات الرفیعة فی الجنّة، فقد ورد فی الحدیث النبوی أنّه(صلى الله علیه وآله) خاطب أصحابه قائل: «سلوا الله لی الوسیلة»، ثم أضاف: «هى درجتی فی الجنّة، وهى ألف مرقاة... فلا یبقى یومئذ نبی ولا صدیق ولا شهید إلاّ قال طوبى لمن کان هذه الدرجة درجته»(10).

ثم اختتم کلامه(علیه السلام) بهذا الدعاء: «واحشرنا فی زمرته غیر خزای(11)، ولا نادمین، ولا ناکبین، ولا ناکثین، ولا ضالین، ولا مضلین، ولا مفتونین» فی إشارة إلى أن الأفراد یسعهم بالعمل والعلم أن یکونوا فی زمرة النبی(صلى الله علیه وآله) ویجتازوا هذه الفضائح السبع، فلا یندمون ویفتضحون یوم القیامة، وإذا رأوا أعمالهم لا یشعرون بالندم، فلا یکونوا فی صف الناکثین، ولایحملون أوزار الآخرین ولایخدعون بالشیاطین.

فالواقع هو أنّ الإمام(علیه السلام) اشار إلى طوائف أمة النبی(صلى الله علیه وآله) حین ترد المحشر حیث ترد کل واحدة منها وادیاً من الأودیة المذکورة السبع، ولعل هذه الطوائف کانت موجودة وقد خاطبه(علیه السلام) محذراً إیاها بهذا الدعاء.

کلام المرحوم السید الرضی

قال المرحوم السید الرضی (ره) ذیل هذا الکلام: «وقد مضى هذا الکلام فیما تقدم; إلاّ أننا کررناه هنا لما فی الروایتین من الاختلاف».(12)


1. «أورى» من مادة «ورى» على وزن نفى بمعنى التغطیة والستر، وتستعمل بمعنى اشعال النار إذا جاءت من باب الأفعال; وکَأن النار التی کمنت فی جوف المواد المشتعلة قد خرجت، وتشیر فی الخطبة إلى أنوار الهدایة التی نصبها الرسول(صلى الله علیه وآله) لدعاة الحق.
2. «قبس» الشعلة من النار، والقابس آخذ النار من النار، وهى هنا إشارة إلى النور والهدایة.
3. «الحابس» من حبس ناقته وعقلها حیرة منه لا یدری کیف یهتدی فیقف عن السیر.
4. سورة آل عمران/164.
5. سورة الأنبیاء/107.
6. «نزل» بضمتین ما هیئى للضیف لینزل علیه.
7. «السناء» علو المقام والرفعة.
8. سورة الانعام/160.
9. سورة الصف/9.
10. تفسیر نور الثقلین 1/626 ح 178.
11. «خزایا» جمع «خزیان» الخجل والافتضاح.
12. الخطبة 72 فی المجلد الثالث. 
القسم الثانیإعتراف مهم
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma