ومنها فی خطاب أصحابه
«وَقَدْ بَلَغْتُمْ مِنْ کَرَامَةِ اللهِ تَعَالى لَکُمْ مَنْزِلَةً تُکْرَمُ بِهَا إِمَاؤُکُمْ وَتَوصَلُ بِهَا جِیرَانُکُمْ، وَیُعَظَّمُکُمْ مَنْ لاَفَضْلَ لَکُمْ عَلَیهِ، وَلاَ یَدَ لَکُمْ عِنْدَهُ، وَیَهَابُکُمْ مَنْ لاَ یَخَافُ لَکُمْ سَطْوَةً، ولاَ لَکُمْ عَلَیْهِ إِمْرَةٌ وَقَدْ تَرَوْنَ عُهُودَ اللهِ مَنْقُوضَةً فَلاَ تَغْضَبُونَ! وَأَنْتُمْ لِنَقْضِ ذِمَمِ آبَائِکُمْ تَأْنَفُونَ! وَکَانَتْ أُمُورُ اللهِ عَلَیْکُمْ تَرِدُ، وَعَنْکُمْ تَصْدُرُ، وَإِلَیْکُمْ تَرْجِعُ، فَمَکَّنْتُمْ الظَّلَمَةَ مِنْ مَنْزِلَتِکُمْ، وَأَلْقَیْتَمْ إلَیْهمْ أَزِمَّتَکُمْ، وَأَسْلَمْتُمْ أُمُورَ اللهِ فِی أَیْدِیهمْ، یَعْمَلُونَ بِالشُّبُهَاتِ، وَیَسِیرُونَ فِی الشَّهَوَاتِ، وَایْمُ اللهِ، لَوْ فَرَّقُوکُمْ تَحْتَ کُلِّ کَوْکَب، لَجَمَعَکُمُ اللهُ لِشَرِّ یَوْم لَهُمْ!».