ظهور الیابسة و استقرار البحار

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات الولایة (شرحٌ عصرىٌّ جامعٌ لنهج البلاغة) / الجزء الرابع
القسم السابع عشرالقسم الثامن عشر

مرّ علینا فی الخطبة الاولى من نهج البلاغة ما أورده الإمام(علیه السلام)بشأن خلق الأرض فقال: ثم أنشأ سبحانه فتق الأجواء، وشق الأرجاء، وسکائک الهواء، فأجرى فیها ماء متلاطماً تیاره، متراکماً زخاره، حمله على متن الریح العاصفة، والزعزع القاصفة، فأمرها برده، وسلطها على شده... فسوى منه سبع سموات.

وقد أشار الإمام(علیه السلام) هنا فی هذا الموضع من الخطبة إلى ذلک الأمر الذی ذکره سابقاً فی أطار عرضه لخلق الأرض بعبارات جدیدة رائعة فقال(علیه السلام): «کبس(1)الأرض على مور(2) أمواج مستفلحة(3)، ولجج بحار زاخرة(4) تلتطم أو اذی(5) أمواجه، وتصطفق(6) متقاذفات(7)أثباجه(8) وترغو(9) زبداً کالفحول عند هیاجها»، ولعل هذه العبارات من قبیل الأمواج والبحار وأمثال ذلک ممّا کان موجوداً قبل بدایة الخلق، أی فی ذلک الزمان الذی لم یکن فیه الماء، بل حتى اللیل والنهار، إشارة إلى المواد المذابة التی کانت موجودة قبیل انبثاق الخلیقة وقد تلاطمت وتلاشت إثر وقوع الانفجارات العظیمة، فظهرت الرغوات الواسعة على هذه المواد المذابة ثم قذفت فی الفضاء لتکون الأرض والکواکب والسیارات، ثم أشار الإمام(علیه السلام) إلى مرحلة اُخرى من مراحل ظهور العالم فقال: «فخضع جماح(10) الماء المتلاطم لثقل حملها، وسکن هیج ارتمائه إذ وطئته بکلکله(11)، وذل مستخذیا إذ تمعکت(12) علیه بکواهله(13)»، ثم أردف الإمام(علیه السلام) ذلک بقوله: «فاصبح بعد اصطخاب(14) أمواجه، ساجی(15) مقهوراً، وفی حکمة(16) الذل منقادا أسیراً»، فالذی یستفاد من هذه العبارات أنّ ظهور الأرض (وسائر الکرات السماویة) على المادة المذابة الاولى کان سببا لاستقرارها بالتدریج وکبح جماحها واضطرابها. کما یحتمل أن تکون هذه العبارات إشارة إلى الأمطار والسیول فی بدایة ظهور الکرة الأرضیة، بحیث شکلت محیطات متلاطمة، إلاّ أنّ هذه الأمواج أخذت بالاستقرار نسبیاً على سطح المحیطات بفعل الجاذبیة الأرضیة. حتى أخذت تظهر الیابسة، من هنا قال لاحقابان الأرض قرت وظهرت یبوستها شیئاً فشیئاً وحد من حرکات الماء حتى سکن وقر فی مکانه «وسکنت الأرض مدحوة(17) فی لجة تیاره، وردت من نخوة بأوه(18) واعتلائه، وشموخ(19) أنقه، وسمو غلوائه(20) وکعمته(21) على کظة(22) جریته(23) فهمد(24) بعد نزقاته(25)، ولبد(26)بعد زیفان(27) وثباته(28)»، وهکذا خمدت العواصف الاولى وقطعت الأمطار والسیول ثم هدأت تلک الامواج، فتأهبت الأرض لتقبل الحیاة علیها، وهذا ما أشار إلیه الإمام(علیه السلام) فی المقطع القادم. وهنا لابدّ من القول بانّ بعض شرّاح نهج البلاغة ذهبوا إلى أنّ الماء قد وجد قبل خلق الکرة الأرضیة، إلاّ أنّه کما أشیر سابقاً أنّ التعبیر بالماء یمکن أن یکون إشارة إلى المواد المذابة السیالة التی وجدت قبل ظهور السماء والأرض.


1. «کبس» بالفتح من مادة «کبس» على وزن حبس بمعنى الأغلاق والضغط.
2. «مور» على وزن غور التحرک الشدید والهیجان والاضطراب.
3. مستفلحة من مادة استفحال الهائجة التی یصعب التغلب علیها.
4. «زاخرة» من مادة «زخر» على وزن فخر بمعنى الملیىء.
5. «أو اذی» جمع أذى على وزن قاضی الموج أو أعلاه.
6. «تصطفق» من مادة «صفق» على وزن سقف بمعنى ضرب الشیء بآخر مصحوباً بالصوت، واصطفقت الأشجار اهتزت بالریح.
7. «متقاذفات» من مادة «قذف» على وزن حذف النزاع وقذف شیء على آخر.
8. «أثباج» جمع «ثبج» بالتحریک وهو فی الأصل ما بین الکاهل والظهر، استعارة لأعلى الموج، التی یقذف بعضها بعضها.
9. «ترغو» من مادة «رغو» على وزن نقد ومنه الرغوة ما یطفو على اللبن وأرید بها هنا العناصر المکونة للأرض والتی ظهرت علیها مادة مذابة فی البدایة.
10. «جماح» طغیان الفرس ثم اطلق على کل شیء شبیه ذلک.
11. «کلکل» یعنى الصدر.
12. «تمعکت» من مادة «معک»، تمعکت الدابة تمرغت فی التراب.
13. «کواهل» جمع «کاهل» أعلى الظهر وقرب العنق.
14. «اصطخاب» من مادة «صخب» على وزن وهب بمعنى ارتفاع الصوت وتستعمل حین تختلط أصوات الطیور والضفادع مع بعضها، ووردت هنا بشأن اختلاط الأمواج مع بعضها.
15. «ساجی» بمعنى ساکن من مادة «سجو» على وزن هجو.
16. «حکمة» من مادة «حکم» على وزن حتم تعنی فی الأصل الاعادة والمنع وتطلق على ما أحاط بحنکی الفرس من لجامه. وتطلق الحکمة على العقل والعلم، لأنّها تمنع الإنسان من السیئات والانحرافات.
17. «مدحوة» من مادة «دحو» بمعنى مبسوطة.
18. «بأو» على وزن نحو الکبر والزهو والفخر.
19. «شموخ» بمعنى الکبر والغرور.
20. «غلواء» من مادة غلو النشاط و الطموح و تجاوز الحد.
21. «کعم» من مادة «کعم» على وزن طعم، کعم البعیر شد فاه لئلا یعفى أو یأکل، وما یشد به کعام.
22. «کظة» بالکسر ما یعرض من امتلاء البطن بالطعام، ویراد بها هنا ما یشاهد فی جری الماء من ثقل الاندفاع.
23. «جریة» بمعنى الجریان.
24. «همد» من مادة «همود» بمعنى اخماد حرارة النار.
25. «نَزَقات» من مادة «نزق» الخفة والطیش.
26. «لبد» من مادة «لبود» الوقوف فی مکان.
27. «زیفان» التبختر فی المشیة.
28. «وثبات» جمع «وثبة» القفز وقد وردت فی العبارة بمعنى حرکة الأرض الشدیدة فی الأیام الاولى. 
القسم السابع عشرالقسم الثامن عشر
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma