وظائف الإمام والاُمّة

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات الولایة (شرحٌ عصرىٌّ جامعٌ لنهج البلاغة) / الجزء الرابع
القسم الرابعالخطبة 106

أشار الإمام(علیه السلام) فی هذا الموضع من الخطبة إلى الوظائف الخمس لإمام المسلمین و وظائف المسلمین فذکر بعض الاُمور المهمة بهذا الشأن، وکأن ما أورده الإمام(علیه السلام) سابقاً یدعو إلى سؤال یقتدح فی الاذهان، وهو أننا إذا وقعنا فی وادی الجهل أو شکونا ما یحل بنا لغیر أهله، فذلک لأنّ الإمام لم یأخذ بایدینا ویهدینا ویدلنا على الطریق.

فقد ردّ الإمام(علیه السلام) على مثل هذا السؤال المقدّر بالقول: «إنّه لیس على الإمام إلاّ ما حمل من أمر ربّه».

والوظائف الملقاة على عاتقه هى:

1 ـ الوعظ لعامة الناس «الا بلاغ فی الموعظة».

2 ـ الجد والاجتهاد فی الخیر والنصح «والاجتهاد فی النصیحة».

3 ـ «والإحیاء للسنة».

4 ـ «وإقامة الحدود على مستحقیها».

5 ـ «واصدار السهمان(1) على أهلها».

هذه هى وظائف حاکم المسلمین. فعلیه أن یوصل الأحکام الإسلامیة کاملة إلى الاُمّة بحیث یخرج من نشد الحق عن الجهل والضلال ولا یبقی له من عذر فی الجهل بهذه الأحکام. هذا من جانب.

ومن جانب آخر: یسعى ویجتهد من أجل خیر المسلمین وإصلاح أوضاعهم الدینیة والدنیویة والاجتماعیة والاقتصادیة والسیاسیة.

ومن جانب ثالث: أن یسعى لاحیاء السنة النبویة والأحکام الشرعیة من خلال الأمر بالمعروف والنهی عن المنکر، أو سائر الوسائل.

ومن جانب رابع: إجراء الحدود بحق المستحقین دون التمییز بین أحد وآخر والتساهل فی إقامتها بهدف منع الجرائم والجنایات.

ومن جانب خامس: دفع حقوق المستحقین والمحتاجین من بیت المال.

فاذا فعل امام المسلمین ذلک فقد أدى دینه تجاه عبادالله، فان کان هناک من اشکال واضطراب فانّما یعود إلى الناس.

ثم خاض(علیه السلام) فی وظائف الاُمّة لیوجزها فی ثلاث، تعلم العلم من قبل أن تجف شجرته، وقبل أن ینشغلوا بأنفسهم ویتلوثوا بالدنیا، کما علیهم أن یستقوا هذا العلم من منابعه: «فبادروا العلم من قبل تصویح(2) نبته، ومن قبل أن تشغلوا بأنفسکم عن مستثار(3) العلم من عند أهله».

ولعل المراد بجفاف شجرة العلم شهادته(علیه السلام)، والمراد شخصه(علیه السلام) أیضاً بمرکز فیض العلم ـ ومن هنا فقد لفت انتباههم إلى ضرورة السؤال والاستفسار مادامه(علیه السلام) بینهم.

والعبارة تشبه تلک التی أطلقه(علیه السلام) أواخر عمره الشریف: «سلونی قبل أن تفقدونی»(4).

کما یحتمل ان یکون المراد بهذه العبارة جفاف شجرة وجود الإنسان، لأنّ الإنسان لایمتلک القدرة الکافیة على تناول العلم فی أی سن وعمر وینسجم هذا الاحتمال والعبارة القادمة، لأنّ الإنسان کلما تقدم به العمر ازدادت مشاکله وهمومه، کما یقل استعداده ـ کما یمکن الجمع بین الاحتمالین.

ثم أشار إلى الوظیفة الثانیة والثالثة للاُمّة بالقول: «وانهوا عن المنکر وتناهوا عنه، فانّما أمرتم بالنهی بعد التناهی».

وعلیه فوظیفة الناس أولاً: ان یرفع من مستواه العلمی ویزید من معارفه، لأنّ الجهل من عوامل التخلف.

وثانیاً: الجد فی امتثال أوامر الله وعدم نسیان وظیفة الأمر بالمعروف والنهی عن المنکر التی تعد وظیفة عامة. والحق أنّ السعادة ستعم الاُمّة لو عملت بوظائفها ونهض أئمة المسلمین بوظائفهم.

وقد برز سؤال بین شرّاح نهج البلاغة ـ وهو السؤال الذی یتبادر إلى ذهن کل متتبع ـ وهو; کیف اشترط الإمام(علیه السلام) النهی عن المنکر بانتهاء، الشخص عنه فقال: «فانما أمرتم بالنهی بعد التناهی»؟ رد ابن أبی الحدید على هذا السؤال بالقول: لم یرد (علیه السلام) أنّ وجود النهی عن المنکر مشروط بانتهاء ذلک الناهی عن المنکر، وإنّما أراد: أنی لم آمرکم بالنهی عن المنکر إلاّ بعد أن أمرتکم بالانتهاء عن المنکر.(5)

بینما اعتبر الشارح الخوئی هذا الرد تکلفاً وقال: الأفضل أن یقال للسائل: أنّه(علیه السلام) أوجب الأمرین (دون اشتراط أحدهما بالآخر) والعبارة الأخیرة إشارة إلى الانتهاء عن المنکرات التی أکدت اکثر عن وجوب النهی عن المنکر. لانّ اصلاح النفس مقدم على اصلاح الآخرین.(6)

إلاّ أنّ الأفضل أن یقال: إنّ الانتهاء عن المنکر لشرط کمال النهی عنه، لا شرط وجوبه، لأنّ الإنسان حین یرتکب الذنب ویرید نهی الآخرین عنه، سوف لن یکون لکلامه من تأثیر، ولو علم الناس منه ذلک لسخروا منه وقالو: «طبیب یعالج الناس وهو علیل».

ومن هنا أکد أئمة الدین(علیه السلام) أننا لا ننهاکم عن شیء حتى ننتهی عنه قبلکم.

فقد قال أمیرالمؤمنین(علیه السلام): «أیها الناس، إنی والله ما أحثکم على طاعة إلاّ وأسبقکم إلیها، ولا أنهاکم عن معصیة إلاّ وأتناهى قبلکم عنها»(7).


1. «سهمان» على وزن لقمان جمع «سهم» الحظ والنصیب.
2. «تصویح» جفاف النبات.
3. «استثار» من مادة «استیثار» بمعنى الاستثارة والنشر.
4. نهج البلاغة، الخطبة، 93.
5. شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید 7/170.
6. شرح نهج البلاغة للمرحوم الخوئی 7/251.
7. نهج البلاغة، الخطبة 175. 
القسم الرابعالخطبة 106
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma