خلق الملائکة

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات الولایة (شرحٌ عصرىٌّ جامعٌ لنهج البلاغة) / الجزء الرابع
القسم الحادى عشرالقسم الثانی عشر

خاض الإمام(علیه السلام) فی هذا القسم من الخطبة فی خلق الملائکة ومختلف المسؤولیات والوظائف التی یقومون بها، بعبارات تبطل فصاحة العرب وتجعل نسبة التراب إلى النضار الخالص کما صرح بذلک ابن أبی الحدید. فقال(علیه السلام): «ثم خلق سبحانه السکان سمواته، وعمارة الصفیح(1) الاعلى من ملکوته، خلقا بدیعا من ملائکة، وملأ بهم فروج فجاجها، وحشابهم فتوق(2) أجوائه(3)». یمکن ان تکون (ثم) إشارة إلى خلق الملائکة بعد خلق الأرض وما علیها من کائنات، کما یمکن أن تکون وردت للتأخیر فی البیان لا الزمان. ویبدو الاحتمال
الأخیر أنسب بالالتفات إلى الروایات التی صرحت بخلق السموات قبل خلق الکائنات الأرضیة إلى جانب ما جاء فی الخطبة الاولى من نهج البلاغة التی مرّ شرحها. ثم صرح(علیه السلام)أنّ أصوت المسبحین قد ملأت أقطار السماء ودوت فی حظائر القدس وسترات حجب العظمة: «وبین فجوات(4) تلک الفروج زجل(5) المسجین منهم فی حظائر(6) القدس، وسترات الحجب، وسرادقات(7) المجد». إلاّ ان هذا لا یعنى ان الملائکة المقربین استطاعوا أن یبلغوا أوج معرفة سبحانه، ومن هنا أتبع الإمام(علیه السلام) ذلک بقوله أنّ وراء تلک الصیحات والتسبیحات، سبحات النور التی تردع الأبصار وتوقفها عند حدها «ووراء ذلک الرجیح(8) الذی تستک(9) منه الأسماع سبحات(10) نور تردع الأبصار عن بلوغها، فتقف خاسئة(11) على حدودها».

طبعا لا تعنى هذه العبارة أنّ للّه سبحانه وتعالى موضع فی السموات وقد أحیط من کل جانب بطبقات من الأنوار الشدیدة، بل المراد أنّ هناک مراکز مقدسة فی عالم الوجود تعجز عن مشاهدتها حتى الملائکة. کما یمکن ان یکون المراد من هذه العبارة أنّ ملائکة ورغم قربها من اللّه وغرقها فی العبادة والتسبیح، إلاّ أنّها عاجزة عن إدراک کنه ذاته وصفاته سبحانه، ولیس لها من نصیب سوى على قدر إدراکها.

بعبارة اُخرى لوحملنا هذه العبارات وفسرناها على أساس ظاهرها فانّها تفید أنّ فی السماء مواضع تتمتع بقدسیة خاصة وهالة من النور (وهو المعنى الذی أشارت إلیه بعض الروایات والأخبار)(12).

وعلى غرار ذلک فهناک على الأرض بعض المراکز التی تحظى بحرمة وقدسیة تفوق غیرها کالکعبة وبیت المقدس، دون ان تکون موضعا لذاته المقدسة سبحانه. وان حملناها على المعنى الکنائى، فانّها ستکون دلیلاً على أن للملائکة حداً لاتتجاوزه رغم قربها و عبادتها و عبادتهم.


1. «صفیح» من مادة «صفح» تعنى فی الأصل الانبساط والسعة، وعلیه فهى تأتی بمعنى السطح الواسع، وقد وردت هنا بمعنى السماء الواسعة.
2. «فتوق» جمع «فتق» بمعنى الشق فی الشی أو الفاصلة بین شیئین، والفارق بین «الفروج» جمع فرج بمعنى الشق هو سعة الفتق، کما قد یکون إشارة إلى الشق الذی یفصل بین الشیئین، بینما لیس للفرج مثل هذا الفصل، ولایعنى سوى الشق فی الشی.
3. «أجواء» جمع «جو» بمعنى الهواء أو الفاصلة بین السماء والأرض.
4. «فجوات» جمع «فجوة» الموضع الواسع، کما تأتی بمعنى الفراغ بین الشیئین، وردت فی قصة أصحاب الکهف فی القرآن کاشارة لسعة غار أصحاب الکهف (وَهُمْ فِی فَجْوَة مِنْهُ).
5. «زجل» من مادة «زجل» على وزن حمل بمعنى قذف الشی، وزجل على وزن عمل بمعنى الصوت المرتفع والمطرب، کما اطلقت على کل صوت مرتفع.
6. «حظائر» جمع «حظیرة» المنطقة الممنوعة ومادتها «حظر» على وزن فرض بمعنى المنع.
7. «سرادقات» جمع «سرادق» الحجاب والخیمة العظیمة.
8. «رجیح» من مادة «رج» على وزن حج الزلزلة والاضطراب.
9. «تستک» منه تصم منه الاذان لشدته.
10. «سبحات» جمع «سبحة» بمعنى النور والعظمة، واضافتها إلى النور فی العبارة هى إضافیة بیانیة.
11. «خاسئة» من مادة «خسأ» على وزن مدح الدفع والطرد مع التحقیر.
12. راجع بهذا الشأن بحارالأنوار، ج 55 کتاب «السماء العالم» الباب 5 (الحجب والاستار والسرادقات). 
القسم الحادى عشرالقسم الثانی عشر
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma