الناس والملائکة ثانیة

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات الولایة (شرحٌ عصرىٌّ جامعٌ لنهج البلاغة) / الجزء الرابع
عودا على بدء فی صفات الملائکةالقسم السابع عشر

بین الإمام(علیه السلام) فی هذا الخطبة صفات الملائکة بصورة واسعة جداً، وبالطبع فانّ هنالک هدفا مهما کان ینشده الإمام(علیه السلام) من ذلک. ویبدو أنّ للإمام(علیه السلام) هدفان هما: ذلک المطلب الذی وردت من أجله الخطبة ویکمن فی معرفة الصفات بعیدا عن الشرک سواء عن طریق التشبیه أو التعطیل.

والآخر هو سوق الإنسان نحو الملائکة والتحلی بصفاتها; ومنها أنّهما کها بالعبادة والطاعة والتواضع والخضوع واتباع الأوامر; فلا یکلون ولایتعبون ولایفترون، ولیس بینهم من أحقاد وضغائن وحسد، کما لیس بینهم اختلاف وتفرق وتشتت، وأخیراً لایکبرون أعمالهم ولایتسلل إلیهم الیأس والقنوط، ولایفکرون سوى فی الله وطاعته. صحیح أن خلق الإنسان یختلف تماماً وخلق الملائکة، فالعقل هو الذی یحکم الملائکة، بینما رکبت إلى جانبه الشهوة فی الإنسان. إلاّ أنّ هذا الإنسان الخلیط من الصفات الحیوانیة والعقلائیة قد ینحدر حتى یکون کالحیوان الوحشی الکاسر (بَلْ هُمْ أَضَلُّ)، کما یمکنه أن یتسامى بفضل ما زود به من استعدادات لیفوق الملائکة فیبلغ مرتبة لاتتسنى لغیره (فَـکانَ قابَ قَوْسَیْنِ أَوْ أَدْنى)، ومن هنا یمکن للملائکة أن تکون قدوة للإنسان.

من جانب آخر فانّ العلم. بحضور الملائکة فی أرجاء العالم ـ بحیث لیس هنالک شبراً فی هذا العالم المترامی الأطراف یخلو منها ـ دلالة مهمّة على فعالیة التدبیر الإلهی فی هذا العالم; الأمر الذی لایخفى دوره فی المسائل التربویة. وناهیک عما سبق فانّ هذه الصفات تحمل رسالة مهمّة للإنسان وهى عدم الاغترار بالأعمال واستکثارها إذا ما وقف بین یدی ربّه للصلاة أو ناجى ربّه وتضرع إلیه، بل إن نهض فی جوف اللیل وصلى والناس نیام. فیطرد عن نفسه هذه الأفکار الشیطانیة، فالذات الإلهیة مطلقة غنیة لیست بحاجة إلى العبادة، بغض النظر عن کثرة عدد الملائکة التّی تتقلب فی طاعة الله ساجدة وراکعة وقائمة. والحق أنّ قدراً من الدقة والتمعن فی الصفات التی أوردها أمیرالمؤمنین علی(علیه السلام) بشأن الملائکة لتأخذ بید الإنسان إلى عالم النور والعرفان وتوقفه على صغر أعماله وطاعاته وتعرفه بسر القرب من الله والفوز برضوانه. وتکشف النقاب عن عدم عبثیة شدة قرب الملائکة من الله، إلى جانب عدم بلوغ الإنسان أهدافه المعنویة الرفیعة المرسومة له دون السعی والجد والاجتهاد والطاعة.

فقد ورد فی الحدیث عن الإمام الصادق(علیه السلام) حین سأله أحد أصحابه وهو عبدالله بن سنان: أیّهما أفضل الملائکة أم بنی آدم؟ قال(علیه السلام) أمیرالمؤمنین علی(علیه السلام): «إنّ الله رکب فی الملائکة عقلاً بلا شهوة، ورکب فی البهائم شهوة بلا عقل، ورکب فی بنی آدم کلتیهما، فمن غلب عقله شهوته فهو خیر من الملائکة ومن غلب شهوته عقله فهو شر من البهائم»(1).

طبعاً لایعنی هذا الحدیث أنّ الملائکة لاتملک لنفسها اختیاراً، أو أنّها تخلو من عوامل الذنب والمعصیة، فعدم وجود الشهوة فی الملائکة إنّما یحول دونها ودون بعض دوافع الذنوب لا جمیعها.


1. وسائل الشیعة 11/164 ح 2. 
عودا على بدء فی صفات الملائکةالقسم السابع عشر
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma