ومنه: «مِنْ مَلائِکَة أَسْکَنْتَهُمْ سَمَاوَاتِکَ، وَرَفَعْتَهُمْ عَنْ أَرْضِکَ; هُمْ أَعْلَمُ خَلْقِکَ بِکَ، وَأَخْوَفُهُمْ لَکَ، وَأَقْرَبُهُمْ; لَمْ یَسْکُنُوا الأَصْلاَبَ، وَلَمْ یُضَمَّنُوا الأَرْحَامَ، وَلَمْ یُخْلَقُوا «مِنْ مَاء مَهین» وَلَمْ یَتَشَعَّبْهُمْ «رَیْبَ الْمَنُونِ»; وَإِنَّهُمْ عَلَى مَکَانِهمْ مِنْکَ، وَمَنْزِلَتِهِمْ عِنْدَکَ، وَاسْتِجْمَاعِ أَهْوَائِهِمْ فِیکَ وَکَثْرَةِ طَاعَتِهِمْ لَکَ، وَقِلَّةِ غَفْلَتِهِمْ عَنْ أَمْرِکَ، لَوْ عَایَنُوا کُنْهَ مَا خَفِىَ عَلَیْهِمْ مِنْکَ لَحَقَّرُوا أَعْمَالَهُمْ، وَلَزَرَوْا عَلَى أَنْفُسِهِمْ، وَلَعَرَفُوا أَنَّهُمْ لَمْ یَعْبُدُوکَ حَّق عِبَادتِکَ، وَلَمْ یُطِیعُوکَ حَقَّ طَاعَتِکَ».