الشرط الاصلی فی الزعامة

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات الولایة (شرحٌ عصرىٌّ جامعٌ لنهج البلاغة) / الجزء الرابع
زهد النبی(صلى الله علیه وآله) القسم الثامن

إنّ أعظم مشکلة تهدد القادة والزعماء إنّما تمکن فی تهافتهم على مادیات الدنیا; الأمر الذی یؤدی إلى تقدیمهم الأفراد السیئین على الصالحین بدافع من حفظ منافعهم ومصالحهم المادیة، إلى جانب ایثارهم للظلم والجور على العدل والقسط لذات الهدف.

إنّهم یعتمدون المنافع المادیة کمعاییر فی تعاملهم مع کل شىء فیضحون بالمبادىء الإلهیة والعقلائیة والإنسانیة من أجل تحقیق منافعهم الدنیویة الرخیصة.

ومن هنا کان أول أمر أکده الإمام(علیه السلام) فی إطار وصفه للرسول الأکرم(صلى الله علیه وآله) هو عدم اعتنائه بالدنیا وتصغیرها وتحقیرها، ممّا جعله لا یکترث لجمیع ما فیها، ویمحوها من ذاکرته.

وقد صرح القرآن الکریم مراراً بشأن الأنبیاء ولاسیما نبی الرحمة(صلى الله علیه وآله) أنّهم لایسألون الناس أجراً على ابلاغ الرسالة، وکانت معیشتهم فی الدنیا معیشة المستضعفین وهذا ما جعلهم یجرون الحق ویقیمون العدل بحق الجمیع ولا یخشون سطوة ظالم ولا یحسبون حساباً لاصحاب المال والثراء.

فضریبة الحیاة المرفهة با هضة لاتتأتى إلاّ من خلال مماشاة أصحاب الثراء ومداهنتهم; الأمر الذی یهدد بالصمیم الحق والعدل والإدارة الصالحة الطاهرة.

وقد بلغ من زهد رسول الله(صلى الله علیه وآله) وانصرافه عن الدنیا أنّه کان یجلس على الحصیر ویتوسد اللیف حتى أثر فی بدنه الطاهر، ولما قیل له هذا کسرى وقیصر یجلسان على الحریر والدیباج وانت تجلس على الحصیر. ردّ رسول الله(صلى الله علیه وآله): «إنّما مثل الدنیا کمثل راکب مر على شجرة ولها فیء فاستظل تحتها، فلما أن مال الظل عنها ارتحل فذهب وترکها»(1).


1. بحار الانوار 16/283. 
زهد النبی(صلى الله علیه وآله) القسم الثامن
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma