مظالم بنی أمیة

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات الولایة (شرحٌ عصرىٌّ جامعٌ لنهج البلاغة) / الجزء الرابع
نظرة إلى الخطبةبدع بنی أمیة

أشار الإمام(علیه السلام) بهذه العبارات القصار إلى مصیر بنی أمیة، کما یشیر إلى الفجائع التی ارتکبتها هذه الطغمة الفاسدة. حیث أقسم على امتداد حکومتهم حتى تستحل کل حرام وتنتهک کافة المواثیق والعهود: «والله لایزالون(1) حتى لا یدعوا لله محرماً إلاّ استحلوه، ولا عقداً إلاّ حلوه».

وقد قام بعض الأعلام باحصاء بدع بنی أمیة والمحارم التی انتهکوها واستحلوها، والعهود التی نقضوها، سنستعرضها فی الأبحاث القادمة. ویتضح من خلالها عمق الفجائع التی جروها على العالم الإسلامی.

ثم أشار(علیه السلام) إلى الفضائع التی ارتکبوها بحق المسلمین وعموم ظلمهم وشموله بحیث لایفلت منه بیتاً من البیوت: «وحتى لایبقى بیت مدر، ولا وبر إلاّ دخله ظلمهم ونبا به سوء رعیهم»، والمراد ببیوت المدر المبنیة من الطوب والحجر ونحوهما وهى بیوت المدینة عادة. أمّا الوبر فیرادبه صوف الناقة، فالمراد ببیت الوبر الخیام التی کانت تقام فی القرى والبوادی، والحق أنّ هذا أروع تعبیر لشمولیة الظلم بحیث لایسع أحد النجاة من ذلک الظلم. وهو الظلم الذی قد یدفع بالبعض إلى الفرار من بیوتهم.

ثم تطرق(علیه السلام) إلى أنّ الناس آنذاک على طائفتین; طائفة تبکی دینها، واُخرى تبکى دنیاها: فی تصویره للفاجعة الثالثة «وحتى یقوم الباکیان یبکیان: باک یبکى لدینه، وباک یبکی لدنیاه».

نعم فالمتدینون یبکون خشیة على دینهم من الأخطار التی تهدده من هذه الطغمة سلیلة الجاهلیة، بینما یبکی أصحاب الدنیا على دنیاهم، فالظلمة قد ساموا الناس الظلم فی دینهم ودنیاهم.

ثم قال(علیه السلام): فى بیانه للفاجعة الرابعة «وحتى تکون نصرة أحدکم من أحدهم کنصرة العبد من سیده، إذا شهد أطاعه، وإذا غاب اغتابه».

فی أشارة إلى أنّهم یستعبدون الناس، ولیتها کانت من نوع العبودیة التی تسودها علاقة الحب والرأفة بین العابد والمعبود، بل العبودیة التی تختزن کل معانی الظلم والتحقیر والاستخفاف; وکأنّهم قیدوا أعناق الناس وسحبوهم بالاتجاه الذی یریدون.

ذهب بعض شراح نهج البلاغة إلى أنّ المراد بالعبارة طلب الناس العون من هؤلاء، لاعون الناس لهم بمعنى نصرتهم (فالاضافة إلى المفعول لا إلى الفاعل): وعلیه مفهوم العبارة أنّکم إذا طلبتم عونهم فانّ ذلک کطلب الغلام العون من سیده الظالم، لا طلب الرفیق من رفیقه. إلاّ أنّ عبارتی: «إذا شهد أطاعه، وإذا غاب اغتابه» تؤیدان المعنى الأول.

ثم وصف فاجعتهم الأخیرة بأنّها أشد وأعظم على ذلک الأقرب لله والأکثر عبودیة له: «وحتى یکون أعظمکم فیها عناء أحسنکم بالله ظنا».

وهل ینتظر غیر هذا من حکومة ظالمة مستبدة مجرمة، لادین لها ولا أخلاق، قطعاً محنة العبد فی ظل هذه الحکومة تکون أعقد وأصعب کلما کان لربه أطوع وأقرب.

ثم اختتم(علیه السلام) کلامه بتسلیة أصحابه وأنصاره لما ینتظرهم من أحداث ألیمة: «فان أتاکم الله بعافیة فاقبلوا، وإن ابتلیتم فاصبروا فان العاقبة للمتقین».

فالذی یفهم من هذه العبارة أنّ حکومة بنی أمیة وإن مارست ظلمها وضغوطها بحق الاُمّة، فجرعتها أنواع العذاب، إلاّ أنّ هناک البعض الذی نجى من هذه الحوادث الخطیرة والمؤطة، وقد أوصى الإمام(علیه السلام) الطائفة الاولى بالصبر والتحمل وانتظار الفرج، بینما أوصى الثانیة بالحمد والشکر.


1. قال بعض شرّاح نهج البلاغة ان العبارة «لایزالون» فیها محذوف تقدیره «لایزالون ظالمین»، والظاهر الأنسب أن یکون تقدیره لایزالون حاکمین، ولا سیما بالنظر إلى العبارات اللاحقة. 
نظرة إلى الخطبةبدع بنی أمیة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma