3ـ سعد ونحس الکواکب

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات الولایة (شرحٌ عصرىٌّ جامعٌ لنهج البلاغة) / الجزء الرابع
2ـ خصائص الکواکبالقسم الحادى عشر

أمّا بشأن سعد هذه الکواکب ونحسها، فلو أردنا النظر إلى بدایة هذا الأمر فانّها تعود إلى جمع من المنجمین القدماء. حیث کانوا یعتبرون بعضها نحساً، ویعتقدون بان طلوعها وتغییر أوضاعها یؤدی إلى وقوع بعض الحوادث فی الحیاة الخاصة لبعض الأفراد (لأنهم یرون لکل فرد کوکباً)، وبالعکس فانّ ظهور أو تغییر أوضاع البعض الآخر من الکواکب علامة على السعادة والتوفیق التی تصیب المجتمع أو الفرد; والحال نعلم أنّ الإسلام لا یرى من تأثیر للکواکب على مصیر الإنسان. ویعتبر ذلک نوعاً من الشرک. وقد مر علینا فی الخطبة 79 من المجلد الثالث ما قاله أمیرالمؤمنین على(علیه السلام) لذلک المنجم الذی قال له حین عزم على المسیر
إلى الخوارج: إن سرت یا أمیرالمؤمنین فی هذا الوقت خشیت ألا تظفر بمرادک من طریق علم النجوم. فغضب(علیه السلام) ورد کلامه وأنّ من صدقه فقد کذب القرآن الکریم واستغنى عن الاستعانة باللّه فی نیل المحبوب ودفع المکروه. ثم نهى الإمام(علیه السلام)الناس عن تعلم النجوم إلا ما یهتدى به فی بر أو بحر. کما تظافرت الروایات والأخبار التی وردتنا عن أئمة العصمة(علیهم السلام)بذم دلک العلم من النجوم، لتجعل المنجم فی مصاف الکاهن والساحر الذی عد کافرا. ومن ذلک ماورد عن رسول اللّه(صلى الله علیه وآله) أنّه قال: «من صدق کاهنا أو منجما فهو کافر بما أنزل على محمد»(1)، وعدة أحادیث بهذا الشأن، لاشک أنّ قدماء المنجمین کانوا على مذاهب بالنسبة لإرتباط الکواکب بمصیر الإنسان والتی بینت بصورة تامة فی شرح الخطبة 79. ولعله یمکن القول أنّ هذه الروایات ناظرة إلى الأفراد الذین یرون تدبیر هذا العالم بید هذه الکوکب وأنّ لها نوع من الاُلوهیة. نعم لیس من الکفر أن یقال للکواکب دلالة فقط على وقوع مثل هذه الحوادث (بأمراللّه); ولکن لیس هناک من دلیل لاثبات هذا الأمر. فلهذه الکواکب عوالمها، کما للکرة الأرضیة وسکانها عالم. ولم یقم أی دلیل علمی على الرابطة المذکورة، مثلاً طلوع الکوکب الفلانى وغروب الکوکب الفلانی أو إقتران هذا الکوکب مع ذاک مؤثر فی نشوب الحرب أو السلم; کما لایمکن فی نفس الوقت نفی هذا التأثیر بصورة قاطعة وإن سمع ذلک من غیر المعصوم. طبعاً لایسعنا التنکر لما ورد فی بعض الروایات التی صرحت بکراهیة الزواج والقمر فی العقرب، إلاّ أننا أشرنا فی حینه إلى عدم وجود أی تضارب بهذا الخصوص. ومن هنا فان السعد والنحس الذی ورد فی الخطبة قد یکون إشارة إلى هذه الاُمور. کما یحتمل أن تکون لاوضاع الکواکب ـ ولا سیما سیارات المنظومة الشمسیة ـ فی مداراتها مقارنة مع بعضها البعض الآخر بعض التأثیرات الطبیعیة على الکرة الأرضیة. فمثلاً نعلم أن ظاهرة المد والجزر التی تشهدها البحار إنّما تنشأ بفعل تأثیر جاذبیة القمر (إثر اقتراب الشمس من القمر أوائل الشهر وآخره) ولعل تأثیرها یتجاوز البحار لتوثر حتى على سطح الأرض ممّا یؤدی إلى تشققها وحدوث بعض الزلازل. کما قد یسبب ذلک التأثیر هطول بعض الأمطار الغزیرة على الأرض وعلیه فقد یکون السعد والنحس للکواکب إشارة إلى هذا التاثیر الطبیعی الخاص.


1. وسائل الشیعة 12/104. للوقوف على سائر الأحادیث الواردة بهذا الشأن راجع الباب 24 من أبواب ما یکتسب به. 

 

2ـ خصائص الکواکبالقسم الحادى عشر
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma