عجز الفکر عن معرفته

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات الولایة (شرحٌ عصرىٌّ جامعٌ لنهج البلاغة) / الجزء الرابع
القسم الأولالقسم الثانی

استهل الإمام(علیه السلام) خطبته ـ کسائر خطبه ـ بحمد الله والثناء علیه، أفضل انطلاقة فی الحدیث واعداد القلوب لسماع الوعظ. فقد بیّن(علیه السلام) بهذه العبارات أربع صفات من صفات الله التی تعود فی الحقیقة إلى صفة واحدة (وقد ورد شبیه ذلک فی الخطبة الاولى من نهج البلاغة فی المجلد الأول من هذا الکتاب). فقال(علیه السلام): «فتبارک الله الذی لایبلغه بعد الهمم، ولایناله حدس الفطن».

فهو سبحانه الأول الذی لانهایة له لیمکن الوصول إلیه، ولا آخر له لتکون له نهایة «الأول الذی لاغایة له فینتهی، ولا آخر له فینقضی» فجمیع هذه الصفات إنّما تشیر إلى عدم تناهی ذاته فی کل جهة. الذات التی لا تعرف الحدود من حیث العظمة والعلم والقدرة والاولیة والآخریة. فهو لیس محدود فی الفکر الإنسانی، ولا یدرک بالظنون، لیس له أول، کما لیس له آخر، لیس هنالک من هدف لذاته ولا غایة، وذلک لأنّه کمال مطلق ووجود لا حدود له ولانهایة.

وفی ذات الوقت فانّ هذه الصفات الأربع تعالج هذه الحقیقة من جوانب مختلفة:

فی العبارة الاولى: أنّ الأفکار البشریة والإرادات القویة ومهما بلغت جهودها ومساعیها لایسعها أن تبلغ معرفة کنهه سبحانه.

والعبارة الثانیة: إشارُة إلى الحدس والظن والانتقالات الدفعیة والسریعة الفکریة التی یمکنها أن تذلل أغلب قضایا الحیاة، حیث یقول الإمام(علیه السلام) لیست لها من فاعلیة هنا.

العبارة الثالثة: تشیر إلى أنّ الله سبحانه، على خلاف الموجودات الإمکانیة التی لها هدف ومقصد لهذا الوجود، فهى تنتهی حین تبلغ هذفها وتقوم برسالتها; فلیس هناک وجود لیبلغه.

العبارة الأخیرة: تشیر إلى أنّه آخر لانهایة له ـ بعبارة اُخرى: هو أول الوجود وآخره، ولکن لیس بمعنى الأول الذی ینتهی ولا الآخر الذین ینقضی; فهذه الصفات تعنی أزلیته وابدیته ومطلقیته.

قد لا یکون المعنى الأخیر کذلک للوهلة الاولى، ولکن یبدو ذلک صحیحاً من خلال الالتفات إلى العبارة السابقة، ونظیر اتها فی نهج البلاغة، کما ورد فی الخطبة 85.

على کل حال فانّ الأفکار البشریة المحدودة لاتصل أبداً إلى کنه ذلک الکمال المطلق، ولیس لنا سوى معرفة إجمالیة، یمکنها أن تتکامل کلما طهرت روح الإنسان أکثر وأصبح فکره أقوى وأکمل، وأن تعذر بلوغ المعرفة التفصیلیة البتة.

 

القسم الأولالقسم الثانی
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma