«وَأَنْشَأَهُمْ عَلَى صُوَر مُخْتَلِفَات، وَأَقْدار مُتَفاوِتات «أُولِی أَجْنِحَة» تُسَبِّحُ جَلالَ عِزَّتِهِ، لا یَنْتَحِلُونَ ما ظَهَرَ فِی الْخَلْقِ مِنْ صُنْعِهِ، وَلا یَدَّعُونَ أَنَّهُمْ یَخْلُقُونَ شَیْئاً مَعَهُ مِمّا انْفَرَدَ بِهِ «بَلْ عِبادٌ مُکْرَمُونَ * لا یَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ یَعْمَلُونَ» جَعَلَهُمُ اللّهُ فِیما هُنالِکَ أَهْلَ الاَْمانَةِ عَلَى وَحْیِهِ، وَحَمَّلَهُمْ إِلَى الْمُرْسَلِینَ وَدائِعَ أَمْرِهِ وَنَهْیِهِ، وَعَصَمَهُمْ مِنْ رَیْبِ الشُّبُهاتِ، فَما مِنْهُمْ زائِغٌ عَنْ سَبِیلِ مَرْضاتِهِ، وَأَمَدَّهُمْ بِفَوائِدِ الْمَعُونَةِ، وَأَشْعَرَ قُلُوبَهُمْ تَواضُعَ إِخْباتِ السَّکِینَةِ، وَفَتَحَ لَهُمْ أَبْواباً ذُلُلاً إِلَى تَماجِیدِهِ، وَنَصَبَ لَهُمْ مَناراً واضِحَةً عَلَى أَعْلامِ تَوْحِیدِهِ».