ینبغی أن لا ینسى الإنسان أمواته الذین انقطعت أیادیهم من الأعمال الصالحة وهم بحاجة إلى إحسان ودعاء أولادهم وإخوانهم من المؤمنین.
قال المرحوم العلاّمة المجلسی : خاصة الدعاء لهم فی نافلة اللیل ودبر الفرائض الیومیة وفی أماکن الزیارة والإکثار من الدعاء للوالدین والإتیان لهم بأعمال الخیر.
وعمدة الخیرات للوالدین أداء دینهم وأداء حقّ الله والناس عنهم(1).
جاء فی الحدیث أنّ رسول الله(صلى الله علیه وآله) قال: «اُهْدُوا لاَِمْواتِکُمْ». فَقُلْنا: یارَسولَ اللهِ، مَا هَدِیَّةُ الأمْواتِ ؟ قَال (صلى الله علیه وآله) : «الصَّدَقَةُ والدُّعاءُ»(2).
وقال (صلى الله علیه وآله) : «إنّ أرْواحَ المُؤْمِنینَ تَأْتِی کُلَّ جُمُعَة إلى السَّماءِ الدُّنْیا بِحِذاءِ دُورِهِمْ وبُیوتِهِمْ یُنادِی کُلُّ واحِد مِنْهُمْ بِصَوْت حَزِین باکِین، یا أهْلِی، یاوُلْدِی، یاأبی، وَیا أُمِّی وأقْرِبائی اعْطِفُوا عَلَیْنا یَرْحَمُکُمُ الله بالَّذِی کانَ فِی أیْدِینا والوَیْلُ والحِسَابُ عَلَیْنا والمَنْفَعَةُ لِغَیْرِنا ویُنادِی کُلُّ واحِد مِنْهُمْ إلى أقْرِبائِهِ: اعْطِفُوا عَلَیْنا بِدِرْهَم أو بِرَغِیف أو بِکُسْوَة یَکْسُوکُمُ اللهُ مِنْ لِبَاسِ الجَنَّةِ.
ثُمَّ بَکى النَّبِیُّ (صلى الله علیه وآله) وَبَکَیْنا مَعَهُ...»(3).
کما روی عنه (صلى الله علیه وآله) أیضاً أنّه قال: «مَا تَصَدَّقْتَ لِمَیِّت فَیَأخُذُها مَلَکٌ فِی طَبَق مِنْ نُور سَاطِعٌ ضَوْؤُها یَبْلُغُ سَبْعَ سَماوات، ثُمَّ یَقُومُ على شَفِیرِ الخَنْدَقِ فَیُنادِی: السَّلامُ عَلَیْکُمْ یا أهْلَ القُبورِ، أهْلُکُم أهدى إلیکُمْ بهذِهِ الهَدِیَّةِ، فَیَأخُذُها ویَدْخُلُ بِها فِی قَبْرِه، تُوَسِّعُ عَلَیهِ مَضاجِعَهُ»(4).
وقال المرحوم العلاّمة المجلسی : جاء فی حدیث صحیح أنّ الصادق (علیه السلام) کان یصلّی عن ولده فی کلّ لیلة رکعتین وعن والدیه فی کلّ یوم رکعتین (ویهدیها لهم) ویقرأ فی الرکعة الاُولى «إنا أنزلناه» وفی الثانیة سورة الکوثر(5).
جدیر ذکره أنّ لفاعل الخیرات للأموات ثواباً وأجراً عظیماً.
قال الصادق (علیه السلام) : «یُکْتَبُ الأجْرُ للَّذِی یَفْعَلُ والمَیِّتُ»(6).

1. المصدر السابق : ص 573.
2. مستدرک الوسائل : ج 2، ص 484، ح 23.
3. المصدر السابق: ح 24.
4. مستدرک الوسائل : ج 2، ص 114، ح 11.
5. زاد المعاد : ص 573.
6. المصدر السابق : ص 574.