سورة (یس) بشهادة العدید من الأحادیث الواردة بهذا الخصوص، إحدى السور القرآنیة المهمّة بحیث عبّرت عنها بعض الأحادیث «قلب القرآن»(1) وذلک لمضامینها التوحیدیة المحور لجمیع المسائل العقائدیة.
قال الإمام الصادق (علیه السلام): «مَنْ قَرَأ سُورَةَ یس فِی نَهارِهِ، قَبل أن یُمسِی، کانَ فِی نَهارِهِ مِنَ الْمَحفُوظینَ وَالمَرزوقِینَ حتّى یُمْسی، وَمَن قَرأها فِی لَیْلة قَبلَ أنْ یَنامَ، وَکّلَ بِهِ ألفَ مَلَک یَحْفَظُونَهُ مِنْ کُلِّ شَیطان رَجیم وَمِنْ کُلِّ آفَة»(2).
تنبیه مهم:
من الواضح أنّ الثواب العظیم الوارد بشأن هذه السورة وسائر السور القرآنیة فی الروایات لا یترتّب على تلاوتها السطحیّة دون تدبّر وعمل; ولدینا العدید من الشواهد على أنّ هذا الثواب والبرکة یختصّ بمن کیّف حیاته مع مضمون هذه السور.

یس (1) وَالْقُرْءَانِ الْحَکِیمِ (2) إِنَّکَ لَمِنَ الْمُرْسَلِینَ (3) عَلَى صِرَط مُّسْتَقِیم
(4) تَنزِیلَ الْعَزِیزِ الرَّحِیمِ (5) لِتُنذِرَ قَوْماً مَّا أُنذِرَ ءَابَآؤُهُمْ فَهُمْ غَـفِلُونَ
(6) لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَى أَکْثَرِهِمْ فَهُمْ لاَ یُؤْمِنُونَ (7) إِنَّا جَعَلْنَا فِى أَعْنَـقِهِمْ
أَغْلَـلا فَهِىَ إِلَى الاَْذْقَانِ فَهُم مُّقْمَحُونَ (8) وَجَعَلْنَا مِن بَیْنِ أَیْدِیهِمْ سَدّاً
وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدّاً فَأَغْشَیْنَـهُمْ فَهُمْ لاَیُبْصِرُونَ (9) وَسَوَآءٌ عَلَیْهِمْ ءَأَنْذَرْتَهُمْ
أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لاَ یُؤْمِنُونَ (10) إنَّمَا تُنذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّکْرَ وَخَشِىَ الرَّحْمَـنَ
بِالْغَیْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَة وَأَجْر کَرِیم (11) إِنَّا نَحْنُ نُحْىِ الْمَوْتَى وَنَکْتُبُ مَا
قَدَّمُوا وَءَاثَـرَهُمْ وَکُلَّ شَىْء أَحْصَیْنَـهُ فِى إِمَام مُّبِین (12) وَاضْرِبْ لَهُم
مَّثَلا أَصْحَبَ الْقَرْیَةِ إِذْ جَآءَهَا الْمُرْسَلُونَ (13) إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَیْهِمُ اثْنَیْنِ
فَکَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِث فَقَالُواْ إِنَّآ إِلَیْکُم مُّرْسَلُونَ (14) قَالُوا مَآ أَنتُمْ
إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا وَمَا أَنزَلَ الرَّحْمَنُ مِن شَىْء إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ تَکْذِبُونَ (15) قَالُوا
رَبُّنَا یَعْلَمُ إِنَّآ إِلَیْکُمْ لَمُرْسَلُونَ (16) وَمَا عَلَیْنَآ إِلاَّ الْبَلَـغُ الْمُبِینُ (17) قَالُواْ إِنَّآ
تَطَیَّرْنَا بِکُمْ لَئِن لَّمْ تَنتَهُواْ لَنَرْجُمَنَّکُمْ وَلَیَمَسَّنَّکُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِیمٌ (18) قَالُواْ
طَـئِرُکُم مَّعَکُمْ أَئِن ذُکِّرْتُم بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ (19) وَجَآءَ مِنْ أَقْصَا
الْمَدِینَةِ رَجُلٌ یَسْعَى قَالَ یَـقَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِینَ (20) اتَّبِعُوا مَن لاَّ
یَسْئَلُکُمْ أَجْراً وَهُم مُّهْتَدُونَ (21) وَمَا لِىَ لاَ أَعْبُدُ الَّذِى فَطَرَنِى وَإِلَیْهِ
تُرْجَعُونَ (22) ءَأَتَّخِذُ مِن دُونِهِ ءَالِهَةً إِن یُرِدْنِ الرَّحْمَـنُ بِضُرّ لاَّ تُغْنِ عَنِّى
شَفَـعَتُهُمْ شَیْئاً وَلاَ یُنقِذُونِ (23) إِنِّىإِذاً لَّفِى ضَلَـل مُّبِین (24) إِنِّى ءَامَنتُ
بِرَبِّکُمْ فَاسْمَعُونِ (25) قِیلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ یَـلَیْتَ قَوْمِى یَعْلَمُونَ (26) بِمَا
غَفَرَ لِى رَبِّى وَجَعَلَنِى مِنَ الْمُکْرَمِینَ (27) وَمَآ أَنزَلْنَا عَلَى قَوْمِهِ مِن بَعْدِهِ
مِن جُند مِّنَ السَّمَآءِ وَمَا کُنَّا مُنزِلینَ (28) إِن کَانَتْ إِلاَّ صَیْحَةً وَحِدَةً فَإِذَا
هُمْ خَـمِدُونَ (29) یَـحَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا یَأْتِیهِم مِّن رَّسُول إِلاَّ کَانُوا بِهِ
یَسْتَهْزِءُونَ (30) أَلَمْ یَرَوْا کَمْ أَهْلَکْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَیْهِمْ
لاَیَرْجِعُونَ (31) وَإِن کُلٌّ لَّمَّا جَمِیعٌ لَّدَیْنَا مُحْضَرُونَ (32) وَءَایَةٌ لَّهُمُ الاَْرْضُ
الْمَیْتَةُ أَحْیَیْنَـهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبّاً فَمِنْهُ یَأْکُلُونَ (33) وَجَعَلْنَا فِیهَا جَنَّـت
مِّن نَّخِیل وَأَعْنَـب وَفَجَّرْنَا فِیهَا مِنَ الْعُیُونِ (34) لِیَأْکُلُوا مِن ثَمَرِهِ وَمَا
عَمِلَتْهُ أَیْدِیهِمْ أَفَلاَ یَشْکُرُونَ (35) سُبْحَـنَ الَّذِى خَلَقَ الاَْزْوَجَ کُلَّهَا مِمَّا
تُنْبِتُ الاَْرْضُ وَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَ مِمَّا لاَ یَعْلَمُونَ (36) وَءَایَةٌ لَّهُمُ الَّیْلُ نَسْلَخُ
مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُم مُّظْلِمُونَ (37) وَالشَّمْسُ تَجْرِى لِمُسْتَقَرّ لَّهَا ذَلِکَ تَقْدِیرُ
الْعَزِیزِ الْعَلِیمِ (38) وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ کَالْعُرْجُونِ الْقَدِیمِ (39)
لاَالشَّمْسُ یَنبَغِى لَهَا أَن تُدْرِکَ الْقَمَرَ وَلاَ الَّیْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَکُلٌّ فِى فَلَک
یَسْبَحُونَ (40) وَءَایَةٌ لَّهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّیَّتَهُمْ فِى الْفُلْکِ الْمَشْحُونِ (41) وَخَلَقْنَا
لَهُم مِّن مِّثْلِهِ مَا یَرْکَبُونَ (42) وَإِن نَّشَأْ نُغْرِقْهُمْ فَلاَ صَرِیخَ لَهُمْ وَلاَ هُمْ
یُنقَذُونَ (43) إِلاَّ رَحْمَةً مِّنَّا وَمَتَـعاً إِلَى حِین (44) وَإِذَا قِیلَ لَهُمُ اتَّقُوا مَا بَیْنَ
أَیْدِیکُمْ وَمَا خَلْفَکُمْ لَعَلَّکُمْ تُرْحَمُونَ (45) وَمَاتَأْتِیهِم مِّنْ ءَایَة مِّنْ ءَایَتِ
رَبِّهِمْ إِلاَّ کَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِینَ (46) وَإِذَا قِیلَ لَهُمْ أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقَکُمُ اللهُ قَالَ
الَّذِینَ کَفَرُوا لِلَّذِینَ ءَامَنُوا أَنُطْعِمُ مَن لَّوْ یَشَاءُ اللهُ أَطْعَمَهُ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ فِى
ضَلَل مُّبِین (47) وَیَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِن کُنتُمْ صَـدِقِینَ (48) مَا یَنظُرُونَ
إِلاَّ صَیْحَةً وَحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ یَخِصِّمُونَ (49) فَلاَ یَسْتَطِیعُونَ تَوْصِیَةً
وَلاَ إِلَى أَهْلِهِمْ یَرْجِعُونَ (50) وَنُفِخَ فِى الصُّورِ فَإِذَا هُم مِّنَ الاَْجْدَاثِ إِلَى
رَبِّهِمْ یَنسِلُونَ (51) قَالُوا یَـوَیْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا هذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَـنُ
وَ صَدَقَ الْمُرْسَلُونَ (52) إن کَانَتْ إِلاَّ صَیْحَةً وَحِدَةً فَإِذَا هُمْ جَمِیعٌ لَّدَیْنَا
مُحْضَرُونَ (53) فَالْیَوْمَ لاَ تُظْلَمُ نَفْسٌ شَیْئاً وَلاَ تُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا کُنتُمْ تَعْمَلُونَ
(54) إِنَّ أَصْحَـبَ الْجَنَّةِ الْیَوْمَ فِى شُغُل فَـکِهُونَ (55) هُمْ وَأَزْوَجُهُمْ فِى
ظِلَـل عَلَى الاَْرَآئِکِ مُتَّکِئُونَ (56) لَهُمْ فِیهَا فَـکِهَةٌ وَلَهُم مَّا یَدَّعُونَ (57)
سَلَـمٌ قَوْلا مِّن رَّبّ رَّحِیم (58) وَامْتَـزُوا الْیَوْمَ أَیُّهَا الْمُجْرِمُونَ (59) أَلَمْ
أَعْهَدْ إِلَیْکُمْ یَـبَنِى ءَادَمَ أَن لاَّ تَعْبُدُوا الشَّیْطَـنَ إِنَّهُ لَکُمْ عَدُوٌّ مُّبِینٌ (60)
وَأَنِ اعْبُدُونِى هَـذَا صِرَطٌ مُّسْتَقِیمٌ (61) وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنکُمْ جِبِلاًّ کَثِیراً أَفَلَمْ
تَکُونُوا تَعْقِلُونَ (62) هَـذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِى کُنتُمْ تُوعَدُونَ (63) اصْلَوْهَا الْیَوْمَ بِمَا
کُنتُمْ تَکْفُرُونَ (64) الْیَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَهِهِمْ وَتُکَلِّمُنَا أَیْدِیهِمْ وَتَشْهَدُ
أَرْجُلُهُم بِمَا کَانُوا یَکْسِبُونَ (65) وَلَوْ نَشَآءُ لَطَمَسْنَا عَلَى أَعْیُنِهِمْ فَاسْتَبَقُوا
الصِّرَطَ فَأَ نَّى یُبْصِرُونَ (66) وَلَوْ نَشَآءُ لَمَسَخْنَـهُمْ عَلَى مَکَانَتِهِمْ فَمَا
اسْتَطَـعُوا مُضِیّاً وَلاَ یَرْجِعُونَ (67) وَمَن نُّعَمِّرْهُ نُنَکِّسْهُ فِى الْخَلْقِ أَفَلاَ
یَعْقِلُونَ (68) وَمَا عَلَّمْنَـهُ الشِّعْرَ وَمَا یَنبَغِى لَهُ إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِکْرٌ وَقُرْءَانٌ مُّبِینٌ
(69) لِّیُنذِرَ مَن کَانَ حَیّاً وَیَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْکَفِرِینَ (70) أَوَلَمْ یَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا
لَهُم مِّمَّا عَمِلَتْ أَیْدِینَآ أَنْعَماً فَهُمْ لَهَا مَـلِکُونَ (71) وَ ذَلَّلْنَـهَا لَهُمْ فَمِنْهَا
رَکُوبُهُمْ وَمِنْهَا یَأْکُلُونَ (72) وَ لَهُمْ فِیهَا مَنَـفِعُ وَ مَشَارِبُ أَفَلاَ یَشْکُرُونَ (73)
وَاتَّخَذُوا مِن دُونِ اللهِ ءَالِهَةً لَّعَلَّهُمْ یُنصَرُونَ (74) لاَ یَسْتَطِیعُونَ نَصْرَهُمْ
وَهُمْ لَهُمْ جُندٌ مُّحْضَرُونَ (75) فَلاَ یَحْزُنکَ قَوْلُهُمْ إِنَّا نَعْلَمُ مَا یُسِرُّونَ وَمَا
یُعْلِنُونَ (76) أَوَ لَمْ یَرَ الاِْنسَنُ أَنَّا خَلَقْنَهُ مِن نُّطْفَة فَإِذَا هُوَ خَصِیمٌ مُّبِینٌ (77)
وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاوَنَسِىَ خَلْقَهُ قَالَ مَن یُحْىِ الْعِظَـمَ وَهِىَ رَمِیمٌ (78) قُلْ
یُحْیِیهَا الَّذِى أَنشَأَهَآ أَوَّلَ مَرَّة وَهُوَ بِکُلِّ خَلْق عَلِیمٌ (79) الَّذِى جَعَلَ لَکُم
مِّنَ الشَّجَرِ الاَْخْضَرِ نَاراً فَإِذَا أَنتُم مِّنْهُ تُوقِدُونَ (80) أَوَلَیْسَ الَّذِى خَلَقَ
السَّمَو تِ وَالاَْرْضَ بِقَدِر عَلَى أَن یَخْلُقَ مِثْلَهُم بَلَى وَهُوَ الْخَلَّـقُ الْعَلِیمُ
(81) إِنَّمَآ أَمْرُهُ إِذَآ أَرَادَ شَیْئاً أَن یَقُولَ لَهُ کُن فَیَکُونُ (82) فَسُبْحَنَ الَّذِى بِیَدِهِ
مَلَکُوتُ کُلِّ شَىْء وَإِلَیْهِ تُرْجَعُونَ (83)

1. مجمع البیان: ج 8، ص 255، بدایة سورة یس.
2. مجمع البیان: ج 8، ص 255، بدایة سورة یس.