اسجد سجدة الشکر عقب الإتیان بالتعقیبات، ففی إجماع علماء الشیعة سجدة الشکر سنّة عند تجدد نعمة أو دفع بلاء.
والأفضل فی هذه السجدة ما کانت بعد الصلاة شکراً لتوفیق الله لأدائها. ونشیر هنا إلى بعض الروایات الواردة فی أهمیة سجدة الشکر :
1. روی بسند معتبر عن الإمام الباقر(علیه السلام) قال: «إنَّ أبِی علىَّ بنَ الحُسَینِ(علیهما السلام) ما ذَکَرَ نِعْمَةَ اللهِ عَلَیهِ إلاّ سَجَدَ، وَلا قَرأ آیَةً مِن کِتَابِ اللهِ فِیها سُجُودٌ إلاّ سَجَدَ، وَلا دَفَعَ اللهُ عَنْهُ سُوءً إلاّ سَجَدَ، وَلا فَرَغَ مِنْ صَلاة مَفْروضَة إلاّ سَجَدَ، وَلا وُفِّقَ لإصْلاح بَیْنَ اثنَیْنِ إلاّ سَجَدَ. وکانَ أَثَرُ السُّجودِ فِی جَمیعِ مَواضِعِ سُجودِهِ فَسُمِّیَ السَّجَّادَ لذلِکَ»(1).
2. روی بسند صحیح عن الإمام الصادق(علیه السلام) أنّه قال : «أیَّما مُؤمِن سَجَدَ للهِ سَجْدَةً لِشُکْرِ نِعْمَة
ـ فِی غَیْرِ صَلاة ـ کَتَبَ اللهُ لَهُ بِها عَشْرَ حَسَنات وَمَحا عَنْهُ عَشْرَ سَیِّئات وَرَفَعَ لَهُ عَشْرَ دَرَجات فِی الجِنانِ»(2).
3. روی بسند موثّق عن الرضا(علیه السلام) قال : «السَّجْدَةُ بَعْدَ الفَریضَةِ شُکْرٌ للهِ على ما وَفَّقَ لَهُ العَبْدَ مِن أداءِ فَرْضِهِ، وأدْنى ما یَجْزی فِیها مِنَ الْقَوْلِ أنْ یَقولَ: شُکْراً للهِ، شُکْراً للهِ، شُکْراً للهِ ثَلاثَ مَرّات»(3).
کیفیّة سجدة الشکر :
لا یشترط فی سجدة الشکر شرط، فتصحّ کیفما أُتی بها، والأفضل أن تکون السجدة على الأرض وأن تسجد على المواضع السبعة کما فی الصلاة، والأفضل أن تلصق ساعدیک بالأرض عکس ما تعمل فی الصلاة(4) وسنّة فیها أن تضع جبهتک أوّلاً على الأرض ثمّ خدّک الأیمن ثمّ الأیسر ثمّ تعود إلى السجود فتضع جبهتک على الأرض ثانیاً(5) ولأجل ذلک یقال سجدتا الشکر. وتصحّ السجدة على الظاهر إذا خلت من أىّ دعاء أو ذکر ولکن السنّة أن لا تخلو من شیء منهما.
وروی أنّ المعصومین (علیهم السلام) کانوا یطیلون هذا السجود. فالکاظم (علیه السلام) کان یظل ساجداً (فی سجن هارون) من بعد طلوع الفجر إلى الزوال(6).
وروی عن الفضل بن شاذان قال : إنّ الحسن بن علىّ بن فضّال کان یخرج إلى الصحراء للعبادة فیسجد السجدة فتجیىء الطیر فتقع علیه فما یظن إلاّ أنّه ثوب أو خرقة، وأنّ الوحش لترعى حوله فلا تنفر منه لما قد أنست به(7).

1. علل الشرائع : ج 1، ص 232، ح 1; بحار الأنوار : ج 83، ص 201، ح 11.
2. ثواب الأعمال : ص 35; بحار الأنوار : ج 83، ص 201، ح 12.
3. عیون أخبار الرض : ج 1، ص 281، ح 27; بحار الأنوار : ج 83، ص 198، ح 5.
4. الکافی : ج 3، ص 324، ح 14.
5. المصدر السابق: ص 325، ح 17.
6. عیون أخبار الرض : ج 1، ص 95، ح 14.
7. رجال الکشی : ص 515; بحار الأنوار : ج 83، ص 207، ح 21.