کیفیة صلاة اللیل وآدابها کالآتی :
إذا انتبه من النوم یسجد لله ویحسن أن یقول فی سجوده أو عند رفع رأسه :
اَلْحَمْدُلِلّهِ الَّذى اَحْیانى بَعْدَ ما اَماتَنى، وَاِلَیْهِ النُّشُورُ، 
َلْحَمْدُ لِلّهِ الَّذى رَدَّ عَلَىَّ رُوحى لاَِحْمَدَهُ وَاَعْبُدَهُ(1).
فإذا قام ووقف فلیقل :
اَللّهُمَّ اَعِنّى عَلى هَوْلِ الْمُطَّلَعِ، وَوَسِّعْ عَلَىَّ الْمَضْجَعَ، 
وَارْزُقْنى خَیْرَما قَبْلَ الْمَوْتِ، وَارْزُقْنى خَیْرَما بَعْدَ الْمَوْتِ(2).
فإذا سمع صیاح الدیک یقول :
سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ، رَبُّ الْمَلائِکَةِ وَالرُّوحِ، سَبَقَتْ رَحْمَتُکَ غَضَبَکَ، 
لا اِلهَ اِلاّ اَنْتَ، عَمِلْتُ سُـوءً، وَظَلَمْتُ نَفْسى، فَاغْفِرْلى، 
اِنَّهُ لایَغْفِرُ الذُّنُوبَ اِلاّ اَنْتَ، فَتُبْ عَلَىَّ اِنَّکَ اَنْتَ التَّوّابُ الرَّحیمُ(3).
فإذا نظر إلى أطراف السماء یقول :
اَللّهُمَّ اِنَّهُ لایُوارى مِنْکَ لَیْلٌ ساج، وَلاسَمآءٌ ذاتُ اَبْراج، 
وَلا اَرْضٌ ذاتُ مِهاد، وَلاظُلُماتٌ بَعْضُها فَوْقَ بَعْض، 
وَلابَحْرٌ لُجِّىٌّ، یُدْلِجُ بَیْنَ یَدَىِ الْمُدْلِجِ مِنْ خَلْقِکَ، تُدْلِجُ 
الرَّحْمَةَ عَلى مَنْ تَشآءُ مِنْ خَلْقِکَ، تَعْلَمُ خآئِنَةَ الاَْعْیُنِ 
وَما تُخْفِى الصُّدُورُ، غارَتِ النُّجُومُ، وَنامَتِ الْعُیُونُ، 
وَاَنْتَ الْحَىُّ الْقَیُّومُ، لا تَاْخُذُکَ سِنَةٌ وَلانَوْمٌ، سُبْحانَ اللّهِ 
رَبِّ الْعالَمینَ، وَاِلهِ الْمُرْسَلینَ، وَالْحَمْدُلِلّهِ رَبِّ الْعالَمینَ(4).
ثمّ یتلو هذه الخمس آیات من سورة آل عمران :
اِنَّ فى خَلْقِ السَّمواتِ وَالاَْرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّیْلِ وَالنَّهارِ 
لاَ یات لاُِولِى الاَْلْبابِ * اَلَّذینَ یَذْکُرُونَ اللّهَ قِیاماً وَقُعُوداً 
وَعَلى جُنُوبِهِمْ وَیَتَفَکَّرُونَ فى خَلْقِ السَّمواتِ وَالاَْرْضِ 
رَبَّنا ما خَلَقْتَ هذا باطِلاً سُبْحانَکَ فَقِنا عَذابَ النّارِ * 
رَبَّنا اِنَّکَ مَنْ تُدْخِلِ النّارَ فَقَدْ اَخْزَیْتَهُ وَما لِلظّالِمینَ مِنْ اَنْصار * 
رَبَّنا اِنَّنا سَمِعْنا مُنادِیاً یُنادى لِلاْیمانِ اَنْ امِنُوا بِرَبِّکُمْ 
فَآمَنّا رَبَّنا فَاغْفِرْ لَنا ذُ نُوبَنا وَکَفِّرْ عَنّا سَیِّئاتِنا وَتَوَفَّنا 
مَعَ الاَْبْرارِ * رَبَّنا وَ اتِنا ما وَعَدْتَنا عَلى رُسُلِکَ وَلاتُخْزِنا 
یَوْمَ الْقِیمَةِ اِنَّکَ لاتُخْلِفُ الْمیعادَ(5).
فإذا أراد أن یتوجّه إلى العبادة واحتاج التخلّی لقضاء الحاجة فلیبدأ به، ویبدأ بالاستیاک ویتوضأ بعد ذلک ویتطیّب وینهض لصلاة اللیل(6).
وقت صلاة اللیل :
یبدأ أوّل وقتها عند انتصاف اللیل، وکلّما اقترب الوقت من طلوع الفجر ازدادت فضیلتها، فإذا بان الفجر وکان المصلّی قد أتى منها أربع رکعات فلیقتصر على الحمد وحدها فیما بقی من الرکعات(7).
کیفیّة صلاة اللیل :
صلاة اللیل ثمانی رکعات یسلّم بعد کلّ رکعتین یقرأ الحمد والتوحید فی الثنائیة الاُولى أو یقرأ سورة التّوحید فی الرکعة الاُولى و«قُل یا أیّها الکافِرون» فی الرکعة الثانیة ویقرأ فی الرکعات الست الحمد وما شاء من السور (مثلاً قُلْ هُو اللهُ أحَد) ویجوز الاقتصار على الحمد وحدها. وکما یستحبّ القنوت فی هذه الصلوات کما هو مسنون فی الفرائض ویجزی أن یقول سُبْحانَ اللهِ أو یقول :
اَللّهُمَّ اغْفِرْلَنا وَارْحَمْنا، وَعافِنا وَاعْفُ عَنّا فِى الدُّنْیا وَالاْخِرَةِ، 
اِنَّکَ عَلى کُلِّ شَىْء قَدیرٌ. 
أو یقول: 
رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ، وَتَجاوَزْ عَمّا تَعْلَمُ، اِنَّکَ اَنْتَ الاَْعَزُّ الاَْکْرَمُ(8).
فإذا فرغ من الثمانی رکعات یصلّی الشفع رکعتین والوتر رکعة ویقرأ فی هذه الثلاث رکعات سورة «قُلْ هُوَاللهُ أحَدٌ» لیکون له أجر ختمة کاملة من القرآن فإن لسورة التّوحید أجر ثلث القرآن(9).
أو یقرأ فی الاُولى من الشفع الفاتحة وسورة «قُلْ أعوذُ بِرَبِّ النّاسِ» وفی الثانیة الحمد و«قُلْ أعوذُ بِرَبِّ الفَلَق» ورکعة الوتر بالفاتحة و«قُلْ هُو اللهُ أحَد»(10).
ویقنت فی الوتر بعد الحمد والسورة ویدعو بما شاء(11).
جاء فی الروایة أنّه سئل الإمام الصادق (علیه السلام) عن وجوب دعاء خاصّ ؟ فقال (علیه السلام) : «لا، أثْنِ على اللهِ عزَّوجلَّ وصَلِّ على النَّبىِّ(صلى الله علیه وآله) واسْتَغْفِرْ لِذَنْبِکَ العَظیمِ ثم قال: کُلُّ ذَنْب عَظِیمٌ»(12).
وقال الشیخ الطوسی فی مصباح المتهجّد : ادع بما شئت فی قنوت الوتر بالأدعیة المأثورة وهی کثیرة لا تحصى.
کما قال : یستحبّ أن یبکی الإنسان فی القنوت من خشیة الله (أو حبّه) أو یتباکى ویدعو لإخوانه المؤمنین ویستحبّ أن یذکر أربعین نفساً منهم (یکفی أن یقول مثلاً : اللّهم اغفر لحسن اللّهم اغفر لمحمّد و...) فإنّ من دعا لأربعین من المؤمنین استُجیب دعاؤه إن شاء الله(13).
وینبغی أن یقول سبعین مرّة اَسْتَغْفِرُ اللّهَ رَبّى وَاَتُوبُ اِلَیْهِ(14). وینبغی فی ذلک أن یرفع یده الیسرى للاستغفار ویحصی عدده بالیمنى(15).
وروی أنّ النّبىّ (صلى الله علیه وآله) کان یستغفر فی الوتر سبعین مرّة ویقول سبع مرّات : هذا مَقامُ الْعائِذِ بِکَ مِنَ النّارِ(16).
وروی أیضاً أنّ الإمام زین العابدین (علیه السلام) کان یقول فی السّحر فی صلاة الوتر ثلاثمائة مرّة : اَلْعَفْوَ، اَلْعَفْوَ، اَلْعَفْوَ...(17).
ثم یقول:
رَبِّ اغْفِرْ لى وَارْحَمْنى،وَتُبْ عَلَىَّ اِنَّکَ اَنْتَ التَّوّابُ الرَّحیمُ(18).
وعلیه فالدعاء لأربعین مؤمناً (رجل أو امرأة) والاستغفار سبعین مرّة وسبع مرّات «هذا مَقامُ العائِذِ بِکَ مِنَ النّارِ» وثلاثمائة مرّة «العَفْو» من مستحبّات قنوت الوتر ولا یقدح بصلاته إن لم یقل أیّاً منها.
وینبغی أن یطیل القنوت ویرکع بعده فإذا استقام یدعو بالدعاء الذی رواه الشیخ الطوسی فی التهذیب عن موسى بن جعفر(علیه السلام) :
هذا مَقامُ مَنْ حَسَناتُهُ نِعْمَةٌ مِنْکَ، وَ شُکْرُهُ ضَعیفٌ، وَ ذَنْبُهُ عَظیمٌ، وَ لَیْسَ
لِذلِکَ اِلاّ رِفْقُکَ وَ رَحْمَتُکَ، فَاِنَّکَ قُلْتَ فى کِتابِکَ الْمُنْزَلِ عَلى نَبِیِّکَ
الْمُرْسَلِ، صَلَّى اللّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ: کانُوا قَلیلاً مِنَ اللَّیْلِ ما یَهْجَعُونَ،
وَبِالاَْسْحارِهُمْ یَسْتَغْفِرُونَ. طالَ هُجُوعى وَ قَلَّ قِیامى، وَ هذَا السَّحَرُ
وَاَنَا اَسْتَغْفِرُکَ لِذُنُوبى، اِسْتِغْفارَ مَنْ لایَجِدُ لِنَفْسِهِ ضَرّاً وَلا نَفْعَاً، وَلا مَوْتاً
وَلا حَیاةً وَلا نُشُوراً(19).
ثمّ یسجد ویتمّ الصلاة ویسبّح بعد الفراغ من الصلاة بتسبیح الزهراء (علیها السلام) ویقول ثلاث مرّات :
ثمّ یقول :
سُبْحانَ رَبِّىَ الْمَلِکِ الْقُدُّوسِ الْعَزیزِ الْحَکیمِ(20) * 
وثم یقول: 
یا حَىُّ یا قَیُّومُ، یا بَرُّ یا رَحیمُ، یا غَنِىُّ یا کَریمُ، اُرْزُقْنى 
مِنَ التِّجارَةِ اَعْظَمَها فَضْلاً، وَاَوْسَعَها رِزْقاً، وَخَیْرَها لى عاقِبَةً، 
فَاِنَّهُ لا خَیْرَ فیما لا عاقِبَةَ لَهُ(21). 
ثم تقول ثلاث مرات: 
اَلْحَمْدُ لِرَبِّ الصَّباحِ، اَلْحَمْدُ لِفالِقِ الاِْصْباحِ(22) * 
ثمّ یسجد (سجدة الشکر لهذا التوفیق العظیم) ویقول خمس مرّات : سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ، رَبُّ الْمَلائِکَةِ والرُّوحِ. ثمّ یجلس ویقرأ آیة الکرسی ثمّ یهوى ثانیاً إلى السجود ویکرر نفس الذکر خمس مرّات(23).
تنبیه : یمکن قراءة هذا الدعاء مکتوباً ونکرر أیضاً أن تفرّعات نافلة اللیل عظیمة وبنّاءة ولکن إن تعذّر إتیانها جمیعاً فما أمکن، والمهمّ الإتیان بأصل الصلاة الثمان رکعات والشفع والوتر ویمکن الاکتفاء بالشفع والوتر لمن لا یستطیع الإتیان بإحدى عشرة رکعة والفوز بتلک البرکات.

1. المصدر السابق : ج 73، ص 204، ح 20.
2. المصدر السابق : ج 84، ص 192، ح 6.
3. مصباح المتهجّد : ص 127; مکارم الأخلاق : ص 293 (باختلاف یسیر).
4. مصباح المتهجّد : ص 128.
5. المصدر السابق : ص 129.
6. المصدر السابق : ص 130.
7. للمزید راجع بحار الأنوار : ج 84، ص 223 و 226.
8. بحار الأنوار، ج 82، ص 207.
9. المصدر السابق : ج 84، ص 226، ح 39.
10. بحار الأنوار : ج 84، ص 226، ح 39; مصباح المتهجّد : ص 152.
11. مصباح المتهجّد : ص 152.
12. الکافی : ج 3، ص 450، ح 31.
13. مصباح المتهجّد : ص 152 و155.
14. المصدر السابق.
15. مفتاح الفلاح : ص 329.
16. من لایحضره فقیه، ج 1، ص 489، ح 1406.
17. المصدر السابق : ح 1408.
18. مصباح المتهجّد: ص 155.
19. تهذیب الأحکام: ج 2، ص 132، ح 276.
20. مصباح المتهجّد : ص 163.
21. المصدر السابق.
22. المصدر السابق.
23. بحار الأنوار : ج 84، ص 308، ح 86.