صعب جدّاً وقت الاحتضار وحسّاس فی نفس الوقت، ولابدّ أن یلتفت المحتضر آنذاک إلى اُمور وأن لا یترَک وحده : وأن یذکر التوبة والتوجّه لله والإیمان بلطفه وأداء حقّ الناس والله.
قال المرحوم العلاّمة المجلسی: إذا ظهرت آثار الاحتضار فلیُکثِر المحتَضِر من هذا الدعاء :
«اَللّهُمَ اغْفِرْ لِىَ الْکَثیرَ مِنْ مَعْصِیَتِکَ، وَاقْبَلْ مِنِّى الْیَسیرَ مِنْ طاعَتِکَ». لیسهل علیه خروج الروح.
وینبغی أن یکون عنده من یقرأ الدعاء والقرآن وخاصة سورة یس والصافات ویذکِّروه بالتوحید وصفات الجلال والجمال والإقرار بالنبوّة والإمامة والمَعاد والجنّة والنار وسائر العقائد ویلقِّنوه کثیراً بـ «لا اِلهَ اِلاَّ اللّهُ» وهو یقولها أیضاً; ففی الحدیث: «مَنْ کانَ آخِرُ کلامِه «لا اِلهَ اِلاَّ اللّهُ» دَخَلَ الجَنَّةَ».
وأن یستقبل بباطن قدمیه القبلة لتقبل علیه ملائکة الرحمة.
وجاء فی الحدیث: «إذا شَقَّ على المَیِّتِ قَبْضُ الرُّوحِ فَلْیُحْمَلْ إلى مُصَلاّهُ ویُوضَعْ فِی المَکانِ الّذِی یُصَلِّی فِیه لَیَسْهُلَ قَبْضُ رُوحِهِ».
عن الإمام الباقر (علیه السلام) قال : «إِذا رَأَیْتَ الْمُحْتَضِرَ فَلَقِّنْهُ کَلِماتِ الفَرَجِ :
لا اِلهَ اِلاَّ اللهُ الْحَلیمُ الْکَریمُ، لا اِلهَ اِلاَّ اللهُ الْعَلِىُّ الْعَظیمُ،
سُبْحانَ اللهِ رَبِّ السَّمواتِ السَّبْعِ، وَرَبِّ الاَْرَضینَ السَّبْعِ،
وَما فیهِنَّ وَما بَیْنَهُنَّ وَرَبِّ الْعَرْشِ الْعَظیمِ، وَالْحَمْدُ للهِِ
رَبِّ الْعالَمینَ».
کما یلقّن هذا الدعاء فهو سنّة لسهولة قبض الروح :
یا مَنْ یَقْبَلُ الْیَسیرَ، وَیَعْفُو عَنِ الْکَثیرِ، اِقْبَلْ مِنِّى الْیَسیرَ،
وَاعْفُ عَنِّى الْکَثیرَ، اِنَّکَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحیمُ.
وقال المرحوم العلاّمة المجلسی : السنّة عند الاحتضار أن یُطبَقَ فُوه ویُشَدَّ لَحْیاهُ وتُغْمَضَ عَیناه وتُمَدَّ یَداه (حتّى لا یکون منظره سیّئاً) ویؤخذ فی تحصیل أکفانه ویُقرَأَ عنده القرآن(1).

1. زاد المعاد : ص 538 ـ 540 (بتصرف وتلخیص).