إنّ الشخص الذی یترصّد الفرص المناسبة وهبوب ریاح الرحمة على أساس الروایة «إِنَّ لِلّهِ فِی أَیّامِ دَهْرِکُمْ نَفَحاتٌ ألا فَتَعرَّضُوا لَها»(1) یجب أن یعلم أنّ أفضل الفرص لیلة ونهار الجمعة وهی الفرصة التی یمکن فیها نیل غفران الحقّ تعالى ورحمته; فیغطّی بمعرفة الله ما سلف من ذنوبه ویتلافى برحمته ما فرط منه ویحصل على قوّة جدیدة للسعی فی الأیّام القادمة.
والذی یدلّ على هذه النقطة العبارات الکثیرة فی روایات أهل البیت (علیهم السلام) بهذا الخصوص منه :
1. یظهر من روایة الصادق عن آبائه(علیهم السلام) عن النّبىّ (صلى الله علیه وآله): «إنَّ الله اخْتَارَ مِنَ الأنْبِیاءِ رَسولَ اللهِ(صلى الله علیه وآله)ومِنَ الأوْصِیاءِ أمِیرَالمُؤْمِنین عَلیّاً(علیه السلام) ومِنَ الشُّهورِ شَهْرَ رَمَضانَ ومِنَ اللّیالی لَیْلَةَ الْقَدْرِ وَمِنَ الأیّامِ یَوْمَ الجُمُعَةِ»(2).
وفی روایة اُخرى عن الإمام الصادق (علیه السلام): «إنّ اللهَ اصْطَفى الجُمُعَةَ مِن سائِرِ الأیّامِ»(3).
2. قال الإمام الباقر (علیه السلام) : «ما طَلَعَتِ الشَّمْسُ بِیَوم أفْضَلَ مِن یَوْمِ الجُمُعَةِ»(4).
3. روی بسند معتبر عن رسول الله(صلى الله علیه وآله): «إنّ للهِ تَعالى مَلکاً یُنادِی کُلَّ لَیْلَةِ جُمُعَة مِنْ أوَّلِ اللَّیلِ إلى آخِرِه : ألاَ مَنْ یَدْعُونی لِدُنْیاهُ وآخِرَتِه فَأُجِیبُه ؟ أَلا عَبْدٌ یَتوبُ إلَیَّ فأتوبُ عَلَیهِ ؟ ألا مِن مُسْتَغْفِر فأغْفِرُ له... قال: فَلا یَزالُ یُنادِی حتّى یَطْلُعَ الفَجْرُ»(5).
کما ورد شبیه ذلک بسند معتبر آخر (طبق روایة عن الإمام الصادق (علیه السلام)) بخصوص حاجات الدنیا والآخرة والتوبة من الذنوب وسعة الرزق وشفاء المرضى والخلاص من السجن والنجاة من الظلم(6).
4. روی بسند معتبر عن الإمام الصادق(علیه السلام): «إنَّ یَعْقُوبَ (علیه السلام) وَعَدَ وُلْدَه فقال : (سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَکُمْ رَبِّی)(7) فکانَ أخَّرَ الاستِغْفارَ إلى السَّحَرِ مِن لَیْلَةِ الجُمُعَةِ کَىْ یُسْتَجابَ لَهُ»(8).
5. یستحبّ یوم الجمعة خاصة جمعة شهر رمضان، المسارعة إلى المسجد، حیث یظهر من روایة الإمام الباقر(علیه السلام): «إنَّ المَلائِکَةَ المُقَرَّبِینَ یَهْبِطونَ یَومَ الجُمُعَةِ ویَکْتُبونَ مَن یَدْخُل إلى المَسْجِد»(9).
6. یظهر القائم ـ عجّل الله تعالى فرجه الشریف ـ على بعض الأقوال یوم الجمعة(10).
فلابدّ أن نذکره (علیه السلام) دائماً ـ خاصة أیّام الجمع ـ ونعطّر مجالسنا بذکر منقذ البشریة ونسأل الله تعالى التعجیل فی ظهوره.

1. عوالی اللئالى : ج 1، ص 296، ح 195.
2. کمال الدین : ج 1، ص 281، ح 32.
3. الکافی : ج 3، ص 413، ح 3.
4. المصدر السابق : ح 1.
5. من لایحضره الفقیه : ج 1، ص 421، ح 124.
6. من لایحضره الفقیه : ج 1، ص 420، ح 1239.
7. سورة یوسف : الآیة 98.
8. من لایحضره الفقیه : ج 1، ص 422، ح 1242.
9. الکافی : ج 3، ص 413، ح 2.
10. الخصال : ج 2، ص 394، ح 101.