الزیارة الثانیة

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
المفاتیح الجدیدة
الزیارة الاُولىالزیارة الثالثة

الزیارة الجامعة رواها الإمام العسکرىّ (علیه السلام) عن أبیه(1): فإن أردت زیارته فقف على باب القبّة المنوّرة واستأذن (إذن الدخول الذی ذکرناه فی مستهلّ قسم الزیارات(ص 144): «اَللّهُمَّ إِنِّی وَقَفْتُ عَلى باب مِنْ...») ثمّ ادخل مقدّماً رجلکَ الیُمنى على الیسرى وامشِ حتّى تقف على الضریح واستقبله واجعل القبلة بین کَتِفَیک وقل:
اَلسَّلامُ عَلى مُحَمَّد رَسُولِ اللهِ خاتَمِ النَّبِیّینَ، وَسَیِّدِ الْمُرْسَلینَ، وَصَفْوَةِ
رَبِّ الْعالَمینَ، اَمینِ اللهِ عَلى وَحْیِهِ، وَعَزآئِمِ اَمْرِهِ، وَالْخاتِمِ لِما سَبَقَ،
وَالْفاتِحِ لِمَا اسْتُقْبِلَ، وَالْمُهَیْمِنِ عَلى ذلِکَ کُلِّهِ، وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَکاتُهُ
وَصَلَواتُهُ وَتَحِیّاتُهُ، اَلسَّلامُ عَلى اَنْبِیآءِ اللهِ وَرُسُلِهِ، وَ مَلائِکَتِهِ الْمُقَرَّبینَ،
وَعِبادِهِ الصّالِحینَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا اَمیرَالْمُؤْمِنینَ، وَسَیِّدَ الْوَصِیّینَ،
وَ وارِثَ عِلْمِ النَّبِیّینَ، وَوَلِىَّ رَبِّ الْعالَمینَ، وَمَوْلاىَ وَمَوْلَى الْمُؤْمِنینَ،
وَ رَحْمَةُ اللهِ وَ بَرَکاتُهُ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا مَوْلاىَ یا اَمیرَ الْمُؤْمِنینَ،
یا اَمینَ اللهِ فى اَرْضِهِ، وَسَفیرَهُ فى خَلْقِهِ، وَحُجَّتَهُ الْبالِغَةَ عَلى عِبادِهِ،
اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا دینَ اللهِ الْقَویمَ، وَصِراطَهُ الْمُسْتَقیمَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ
اَیُّهَا النَّبَأُ الْعَظیمُ، اَلَّذى هُمْ فیهِ مُخْتَلِفُونَ، وَ عَنْهُ یُسْئَلُونَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ
یا اَمیرَ الْمُؤْمِنینَ، آمَنْتَ بِاللهِ وَهُمْ مُشْرِکُونَ، وَصَدَّقْتَ بِالْحَقِّ وَهُمْ
مُکَذِّبُونَ، وَجاهَدْتَ وَ هُمْ مُحْجِمُونَ، وَعَبَدْتَ اللهَ مُخْلِصاً لَهُ الدّینَ
صابِراً مُحْتَسِباً، حَتّى اَتیکَ الْیَقینُ، اَلا لَعْنَةُ اللهِ عَلَى الظّالِمینَ، اَلسَّلامُ
عَلَیْکَ یا سَیِّدَالْمُسْلِمینَ، وَیَعْسُوبَ الْمُؤْمِنینَ، وَاِمامَ الْمُتَّقینَ، وَقآئِدَ
الْغُرِّ الْمُحَجَّلینَ، وَ رَحْمَةُ اللهِ وَبَرَکاتُهُ،اَشْهَدُ اَنَّکَ اَخُو رَسُولِ اللهِ وَوَصِیُّهُ،
وَوارِثُ عِلْمِهِ وَاَمینُهُ عَلى شَرْعِهِ، وَخَلیفَتُهُ فى اُمَّتِهِ، وَاَوَّلُ مَنْ آمَنَ بِاللهِ،
وَصَدَّقَ بِما اُنْزِلَ عَلى نَبِیِّهِ، وَاَشْهَدُ اَنَّهُ قَدْ بَلَّغَ عَنِ اللهِ ما اَنْزَلَهُ فیکَ،
فَصَدَعَ بِاَمْرِهِ، وَاَوْجَبَ عَلى اُمَّتِهِ فَرْضَ طـاعَتِکَ وَوِلایَتِکَ، وَعَقَدَ
عَلَیْهِمُ الْبَیْعَةَ لَکَ، وَجَعَلَکَ اَوْلى بِالْمُؤْمِنینَ مِنْ اَنْفُسِهِمْ، کَما جَعَلَهُ اللهُ
کَذلِکَ، ثُمَّ اَشْهَدَ اللهَ تَعالى عَلَیْهِمْ، فَقالَ اَلَسْتُ قَدْ بَلَّغْتُ، فَقالُوا اَللّـهُمَّ
بَلى، فَقالَ اَللّـهُمَّ اشْهَدْ وَ کَفى بِکَ شَهیداً وَحاکِماً بَیْنَ الْعِبادِ، فَلَعَنَ اللهُ
جاحِدَ وِلایَتِکَ بَعْدَ الاِْقْرارِ، وَناکِثَ عَهْدِکَ بَعْدَ الْمیثاقِ، وَاَشْهَدُ اَنَّکَ
وَفَیْتَ بِعَهْدِ اللهِ تَعالى، وَاَنَّ اللهَ تَعالى مُوف لَکَ بِعَهْدِهِ، وَمَنْ اَوْفى بِما
عاهَدَ عَلَیْهُ اللهَ فَسَیُؤْتیهِ اَجْراً عَظیماً، وَاَشْهَدُ اَنَّکَ اَمیرُالْمُؤْمِنینَ الْحَقُّ،
اَلَّذى نَطَقَ بِوِلایَتِکَ التَّنْزیلُ، وَاَخَذَ لَکَ الْعَهْدَ عَلَى الاُْمَّةِ بِذلِکَ الرَّسُولُ،
وَاَشْهَدُ اَنَّکَ وَعَمَّکَ وَاَخاکَ الَّذینَ تاجَرْتُمُ اللهَ بِنُفُوسِکُمْ، فَاَنْزَلَ اللهُ
فیکُمْ: اِنَّ اللهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنینَ اَنْفُسَهُمْ وَاَمْوالَهُمْ بِاَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ،
یُقاتِلُونَ فى سَبیلِ اللهِ، فَیَقْتُلُونَ وَیُقْتَلُونَ، وَعْداً عَلَیْهِ حَقّاً فِى التَّوْریةِ
وَالاِْنْجیلِ وَالْقُرْآنِ، وَمَنْ اَوْفى بِعَهْدِهِ مِنَ اللهِ، فَاسْتَبْشِروُا بِبِیْعِکُمُ الَّذى
بایَعْتُمْ بِهِ، وَذلِکَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظیمُ، اَلتّآئِبُونَ الْعابِدوُنَ، اَلْحامِدوُنَ
السّآئِحُونَ، اَلرّاکِعُونَ السّاجِدُونَ، اَلاْمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ، وَالنّاهُونَ عَنِ
الْمُنْکَرِ، وَالْحافِظُونَ لِحُدُودِاللهِ، وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنینَ. اَشْهَدُ یا اَمیرَالْمُؤْمِنینَ،
اَنَّ الشّآکَّ فیکَ ما آمَنَ بِالرَّسُولِ الاَْمینِ، وَاَنَّ الْعادِلَ بِکَ غَیْرَکَ عانِدٌ عَنِ
الدّینِ الْقَویمِ، اَلَّذِى ارْتَضاهُ لَنا رَبُّ الْعالَمینَ، وَاَکْمَلَهُ بِوِلایَتِکَ یَوْمَ
الْغَدیرِ، وَاَشْهَدُ اَنَّکَ الْمَعْنِىُّ بِقَوْلِ الْعَزیزِ الرَّحیمِ: وَاَنَّ هذا صِراطى
مُسْتَقیماً فَاتَّبِعُوهُ، وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِکُمْ عَنْ سَبیلِهِ. ضَلَّ وَاللهِ
وَاَضَلَّ مَنِ اتَّبَعَ سِواکَ، وَعَنَدَ عَنِ الْحَقِّ مَنْ عاداکَ، اَللّـهُمَّ سَمِعْنا لاَِمْرِکَ
وَاَطَعْنا، وَاتَّبَعْنا صِراطَکَ الْمُسْتَقیمَ، فَاهْدِنا رَبَّنا وَلا تُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ اِذْ
هَدَیْتَنا اِلى طـاعَتِکَ، وَاجْعَلْنا مِنَ الشّاکِرینَ لاَِنْعُمِکَ، وَاَشْهَدُ اَنَّکَ لَمْ
تَزَلْ لِلْهَوى مُخالِفاً، وَللِتُّقى مُحالِفاً، وَعَلى کَظْمِ الْغَیْظِ قادِراً، وَعَنِ
النّاسِ عافِیاً غافِراً، وَاِذا عُصِىَ اللهُ ساخِطاً، وَاِذا اُطیعَ اللهُ راضیاً، وَبِما
عَهِدَ اِلَیْکَ عامِلاً، راعِیاً لِمَا اسْتُحْفِظْتَ، حافِظاً لِمَا اسْتُودِعْتَ، مُبَلِّغاً ما
حُمِّلْتَ، مُنْتَظِراً ما وُعِدْتَ، وَاَشْهَدُ اَنَّکَ مَا اتَّقَیْتَ ضارِعاً، وَلا اَمْسَکْتَ
عَنْ حَقِّکَ جازِعاً، وَلا اَحْجَمْتَ عَنْ مُجاهَدَةِ غاصِبیکَ ناکِلاً، وَلا
اَظْهَرْتَ الرِّضى بِخِلافِ ما یُرْضِى اللهَ مُداهِناً، وَلا وَهَنْتَ لِما اَصابَکَ فى
سَبیلِ اللهِ، وَلا ضَعُفْتَ وَلاَ اسْتَکَنْتَ عَنْ طَلَبِ حَقِّکَ مُراقِباً، مَعاذَ اللهِ اَنْ
تَکُونَ کَذلِکَ، بَلْ اِذْ ظُلِمْتَ احْتَسَبْتَ رَبَّکَ، وَفَوَّضْتَ اِلَیْهِ اَمْرَکَ،
وَذَکَّرْتَهُمْ فَمَا ادَّکَرُوا، وَ وَعَظْتَهُمْ فَمَا اتَّعَظُوا، وَخَوَّفْتَهُمُ اللهَ فَما تَخَوَّفُوا،
وَاَشْهَدُ اَنَّکَ یا اَمیرَ الْمُؤْمِنینَ، جاهَدْتَ فِى اللهِ حَقَّ جِهادِهِ، حَتّى دَعاکَ
اللهُ اِلى جِوارِهِ، وَقَبَضَکَ اِلَیْهِ بِاخْتِیارِهِ، وَاَلْزَمَ اَعْدائَکَ الْحُجَّةَ بِقَتْلِهِمْ
اِیّاکَ، لِتَکُونَ الْحُجَّةُ لَکَ عَلَیْهِمْ، مَعَ ما لَکَ مِنَ الْحُجَجِ الْبالِغَةِ عَلى جَمیعِ
خَلْقِهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا اَمیرَالْمُؤْمِنینَ، عَبَدْتَ اللهَ مُخْلِصاً، وَجاهَدْتَ
فِى اللهِ صابِراً، وَجُدْتَ بِنَفْسِکَ مُحْتَسِباً، وَعَمِلْتَ بِکِتابِهِ، وَاتَّبَعْتَ سُنَّةَ
نَبِیِّهِ، وَاَقَمْتَ الصَّلاةَ، وَآتَیْتَ الزَّکاةَ، وَاَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ، وَنَهَیْتَ عَنِ
الْمُنْکَرِ مَا اسْتَطَعْتَ، مُبْتَغِیاً ماعِنْدَاللهِ، راغِباً فیـما وَعَدَاللهُ، لا تَحْفِلُ
بِالنَّوائِبِ، وَلا تَهِنُ عِنْدَ الشَّدآئِدِ، وَلا تُحْجِمُ عَنْ مُحارِب، اَفِکَ مَنْ
نَسَبَ غَیْرَ ذلِکَ اِلَیْکَ، وَافْتَرى باطِلاً عَلَیْکَ، وَاَوْلى لِمَنْ عَنَدَ عَنْکَ، لَقَدْ
جاهَدْتَ فِى اللهِ حَقَّ الْجِهادِ، وَصَبَرْتَ عَلَى الاَْذى صَبْرَ احْتِساب،
وَاَنْتَ اَوَّلُ مَنْ آمَنَ بِاللهِ، وَصَلّى لَهُ وَجاهَدَ، وَاَبْدى صَفْحَتَهُ فى دارِ
الشِّرْکِ، وَالاَْرْضُ مَشْحُونَةٌ ضَلالَةً، وَالشَّیْطانُ یُعْبَدُ جَهْرَةً، وَاَنْتَ الْقائِلُ
لاتَزیدُنى کَثْرَةُ النّاسِ حَوْلى عِزَّةً، وَلا تَفَرُّقُهُمْ عَنّى وَحْشَةً، وَلَوْ
اَسْلَمَنِى النّاسُ جَمیعاً لَمْ اَکُنْ مُتَضَرِّعاً، اِعْتَصَمْتَ بِاللهِ فَعَزَزْتَ، وَآثَرْتَ
الاْخِرَةَ عَلَى الاُْولى فَزَهِدْتَ، وَاَیَّدَکَ اللهُ وَهَداکَ، وَاَخْلَصَکَ وَاجْتَبیکَ،
فَما تَناقَضَتْ اَفْعالُکَ، وَلاَ اخْتَلَفَتْ اَقْوالُکَ، وَلا تَقَلَّبَتْ اَحْوالُکَ، وَلاَ
ادَّعَیْتَ وَلاَ افْتَرَیْتَ عَلَى اللهِ کَذِباً، وَلا شَرِهْتَ اِلَى الْحُطامِ، وَلا دَنَّسَکَ
الاْثامُ، وَلَمْ تَزَلْ عَلى بَیِّنة مِنْ رَبِّکَ، وَیَقین مِنْ اَمْرِکَ، تَهْدى اِلَى الْحَقِّ
وَاِلى صِراط مُسْتَقیم، اَشْهَدُ شَهادَةَ حَقٍّ، وَاُقْسِمُ بِاللهِ قَسَمَ صِدْق، اَنَّ
مُحَمَّداً وَآلَهُ صَلَواتُ اللهِ عَلَیْهِمْ ساداتُ الْخَلْقِ، وَاَنَّکَ مَوْلاىَ وَمَوْلَى
الْمُؤْمِنینَ، وَاَنَّکَ عَبْدُ اللهِ وَوَلِیُّهُ، وَاَخُو الرَّسُولِ وَوَصِیُّهُ وَوارِثُهُ،
وَاَنَّهُ الْقآئِلُ لَکَ، وَالَّذى بَعَثَنى بِالْحَقِّ ما آمَنَ بى مَنْ کَفَرَ بِکَ، وَلا اَقَرَّ بِاللهِ
مَنْ جَحَدَکَ، وَقَدْ ضَلَّ مَنْ صَدَّ عَنْکَ، وَلَمْ یَهْتَدِ اِلَى اللهِ وَلا اِلَىَّ مَنْ لا
یَهْتَدى بِکَ، وَ هُوَ قَوْلُ رَبّى عَزَّوَجَلَّ، وَاِنّى لَغَفّارٌ لِمَنْ تابَ وَ آمَنَ وَعَمِلَ
صالِحاً ثُمَّ اهْتَدى اِلى وِلایَتِکَ، مَوْلاىَ فَضْلُکَ لا یَخْفى، وَ نُورُکَ لا
یُطْفَأُ، وَاَنَّ مَنْ جَحَدَکَ الظَّلُومُ الاَْشْقى، مَوْلاىَ اَنْتَ الْحُجَّةُ عَلَى الْعِبادِ،
وَالْهادى اِلَى الرَّشادِ، وَالْعُدَّةُ لِلْمَعادِ، مَوْلاىَ لَقَدْ رَفَعَ اللهُ فِى الاُْولى
مَنْزِلَتَکَ، وَاَعْلى فِى الاْخِرَةِ دَرَجَتَکَ، وَبَصَّرَکَ ما عَمِىَ عَلى مَنْ خالَفَکَ،
وَحالَ بَیْنَکَ وَبَیْنَ مَواهِبِ اللهِ لَکَ، فَلَعَنَ اللهُ مُسْتَحِلِّى الْحُرْمَةِ مِنْکَ،
وَذائِدِى الْحَقِّ عَنْکَ، وَاَشْهَدُ اَنَّهُمُ الاَْخْسَرُونَ، اَلَّذینَ تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ
النّارُ وَهُمْ فیها کالِحُونَ، وَاَشْهَدُ اَنَّکَ ما اَقْدَمْتَ وَلا اَحْجَمْتَ، وَلا نَطَقْتَ
وَلا اَمْسَکْتَ، اِلاَّ بِاَمْر مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ، قُلْتَ وَالَّذى نَفْسى بِیَدِهِ، لَقَدْ نَظَرَ
اِلَىَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَیْهِ وَآلِهِ، اَضْرِبُ بِالسَّیْفِ قُدْماً، فَقالَ یا عَلِىُّ
اَنْتَ مِنّى بِمَنْزِلَةِ هارُونَ مِنْ مُوسى، اِلاَّ اَنَّهُ لانَبِىَّ بَعدْى، وَاُعْلِمُکَ اَنَّ
مَوْتَکَ وَحَیوتَکَ مَعى وَعَلى سُنَّتى، فَوَ اللهِ ما کَذِبْتُ وَلا کُذِبْتُ، وَلا
ضَلَلْتُ وَلا ضُلَّ بى، وَلا نَسیتُ ما عَهِدَ اِلَىَّ رَبّى، وَاِنّى لَعَلى بَیِّنَة مِنْ
رَبّى، بَیَّنَها لِنَبِیِّهِ وَبَیَّنَهَا النَّبِىُّ لى، وَاِنّى لَعَلَى الطَّریقِ الْواضِحِ، اَلْفِظُهُ
لَفْظاً، صَدَقْتَ وَاللهِ وَقُلْتَ الْحَقَّ، فَلَعَنَ اللهُ مَنْ ساواکَ بِمَنْ ناواکَ، وَاللهُ
جَلَّ اسْمُهُ یَقُولُ: هَلْ یَسْتَوِى الَّذینَ یَعْلَمُونَ وَالَّذینَ لایَعْلَمُونَ. فَلَعَنَ
اللهُ مَنْ عَدَلَ بِکَ مَنْ فَرَضَ اللهُ عَلَیْهِ وِلایَتَکَ، وَاَنْتَ وَلِىُّ اللهِ وَاَخُو
رَسُولِهِ، وَالذّآبُّ عَنْ دینِهِ، وَالَّذى نَطَقَ الْقُرْآنُ بِتَفْضیلِهِ، قالَ اللهُ تَعالى:
وَفَضَّلَ اللهُ الْمُجاهِدینَ عَلَى الْقاعِدینَ اَجْراً عَظیماً، دَرَجات مِنْهُ وَ
مَغْفِرَةً وَرَحْمَةً، وَکانَ اللهُ غَفُوراً رَحیماً. وَقالَ اللهُ تَعالى: اَجَعَلْتُمْ سِقایَةَ
الْحآجِّ وَعِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ، کَمَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْیَوِم الاْخِرِ وَجاهَدَ
فى سَبیلِ اللهِ، لا یَسْتَوُونَ عِنْدَاللهِ، وَاللهُ لا یَهْدِى الْقَوْمَ الظّالِمینَ، اَلَّذینَ
آمَنُوا وَهاجَرُوا وَ جاهَدُوا فى سَبیلِ اللهِ بِاَمْوالِهِمْ وَاَنْفُسِهِمْ اَعْظَمُ دَرَجَةً
عِنْدَاللهِ، وَاُولئِکَ هُمُ الْفآئِزُونَ، یُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَة مِنْهُ وَرِضْوان،
وَجَنّات لَهُمْ فیها نَعیمٌ مُقیمٌ، خالِدینَ فیها اَبَداً، اِنَّ اللهَ عِنْدَهُ اَجْرٌ عَظیمٌ.
اَشْهَدُ اَنَّکَ الْمَخْصُوصُ بِمِدْحَةِ اللهِ، اَلْمُخْلِصُ لِطاعَةِ اللهِ، لَمْ تَبْغِ بِالْهُدى
بَدَلاً، وَلَمْ تُشْرِکْ بِعِبادَةِ رَبِّکَ اَحَداً، وَاَنَّ اللهَ تَعالَى اسْتَجابَ لِنَبِیِّهِ صَلَّى
اللهُ عَلَیْهِ وَآلِهِ فیکَ دَعْوَتَهُ، ثُمَّ اَمَرَهُ بِاِظْهارِ ما اَوْلاکَ لاُِمَّتِهِ اِعْلاءً
لِشَاْنِکَ، وَاِعْلاناً لِبُرْهانِکَ، وَدَحْضاً لِلاَْباطیلِ، وَقَطْعاً لِلْمَعاذیرِ، فَلَمّا
اَشْفَقَ مِنْ فِتْنَةِ الْفاسِقینَ، وَاتَّقى فیکَ الْمُنافِقینَ، اَوْحى اِلَیْهِ رَبُّ
الْعالَمینَ: یا اَیُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما اُنْزِلَ اِلَیْکَ مِنْ رَبِّکَ، وَاِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما
بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ، وَاللهُ یَعْصِمُکَ مِنَ النّاسِ. فَوَضَعَ عَلى نَفْسِهِ اَوْزارَ
الْمَسیرِ، وَنَهَضَ فى رَمْضاءِ الْهَجیرِ، فَخَطَبَ وَاَسْمَعَ وَنادى فَاَبْلَغَ، ثُمَّ
سَئَلَهُمْ اَجْمَعَ فَقالَ هَلْ بَلَّغْتُ، فَقالُوا اللّهُمَّ بَلى، فَقالَ اللّهُمَّ اشْهَدْ، ثُمَّ قالَ
اَلَسْتُ اَوْلى بِالْمُؤْمِنینَ مِنْ اَنْفُسِهِمْ، فَقالُوا بَلى، فَاَخَذَ بِیَدِکَ وَقالَ مَنْ
کُنْتُ مَوْلاهُ فَهذا عَلِىٌّ مَوْلاهُ، اَللّـهُمَّ والِ مَنْ والاهُ، وَعادِ مَنْ عاداهُ،
وَانْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ، وَاخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ، فَما آمَنَ بِما اَنْزَلَ اللهُ فیکَ عَلى نَبِیِّهِ
اِلاَّ قَلیلٌ، وَلا زادَ اَکْثَرَهُمْ غَیْرَ تَخْسیر، وَلَقَدْ اَنْزَلَ اللهُ تَعالى فیکَ مِنْ قَبْلُ
وَهُمْ کارِهُونَ: یا اَیُّهَا الَّذینَ آمَنُوا مَنْ یَرْتَدَّ مِنْکُمْ عَنْ دینِهِ، فَسَوْفَ یَاْتِى
اللهُ بِقَوْم یُحِبُّهُمْ وَیُحِبُّونَهُ، اَذِلَّة عَلَى الْمُؤْمِنینَ اَعِزَّة عَلَى الْکافِرینَ،
یُجاهِدُونَ فى سَبیلِ اللهِ وَلاَ یَخافُونَ لَوْمَةَ لائِم، ذلِکَ فَضْلُ اللهِ یُؤْتیهِ مَنْ
یَشآءُ، وَاللهُ واسِعٌ عَلیمٌ، اِنَّما وَلِیُّکُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ، وَالَّذینَ آمَنُوا الَّذینَ
یُقیمُونَ الصَّلاةَ وَیُؤْتُونَ الزَّکاةَ وَهُمْ راکِعُونَ، وَمَنْ یَتَوَلَّ اللهَ وَرَسُولَهُ
وَالَّذینَ آمَنُوا، فَاِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْغالِبُونَ، رَبَّنا آمَنّا بِما اَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا
الرَّسُولَ فَاکْتُبْنا مَعَ الشّاهِدینَ، رَبَّنا لا تُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ اِذْ هَدَیْتَنا، وَهَبْ
لَنا مِنْ لَدُنْکَ رَحْمَةً، اِنَّکَ اَنْتَ الوَهّابُ. اَللّـهُمَّ اِنّا نَعْلَمُ اَنَّ هذا هُوَ الْحَقُّ
مِنْ عِنْدِکَ، فَالْعَنْ مَنْ عارَضَهُ وَاسْتَکْبَرَ، وَکَذَّبَ بِهِ وَکَفَرَ، وَسَیَعْلَمُ الَّذینَ
ظَلَمُوا اَىَّ مُنْقَلَب یَنْقَلِبُونَ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا اَمیرَالْمُؤْمِنینَ، وَسَیِّدَ
الْوَصِیّینَ، وَاَوَّلَ الْعابِدینَ، وَاَزْهَدَ الزّاهِدینَ، وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَکاتُهُ،
وَصَلَواتُهُ وَتَحِیّاتُهُ، اَنْتَ مُطْعِمُ الطَّعامِ عَلى حُبِّهِ مِسْکیناً وَیَتیماً وَاَسیراً
لِوَجْهِ اللهِ، لا تُریدُ مِنْهُمْ جَزآءً وَلا شُکُوراً، وَفیکَ اَنْزَلَ اللهُ تَعالى:
وَیُؤْثِرُونَ عَلى اَنْفُسِهِمْ وَلَوْ کانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ، وَمَنْ یُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ
فَاُولـئِکَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ. وَاَنْتَ الْکاظِمُ لِلْغَیْظِ، وَالْعافى عَنِ النّاسِ، وَاللهُ
ُحِبُّ الْمُحْسِنینَ، وَاَنْتَ الصّابِرُ فِى الْبَاْسآءِ وَالضَّرّآءِ وَحینَ الْبَاْسِ،
وَاَنْتَ الْقاسِمُ بِالسَّوِیَّةِ وَالْعادِلُ فِى الرَّعِیَّةِ، وَالْعالِمُ بِحُدُودِ اللهِ مِنْ جَمیعِ
الْبَرِیَّهِ، وَاللهُ تَعالى اَخْبَرَعَمّا اَوْلاکَ مِنْ فَضْلِهِ بِقَوْلِهِ: اَفَمَنْ کانَ مُؤْمِناً
کَمَنْ کانَ فاسِقاً لا یَسْتَوُونَ، اَمَّا الَّذینَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ فَلَهُمْ
جَنّاتُ الْمَاْوى، نُزُلاً بِما کانُوا یَعْمَلُونَ. وَاَنْتَ الْمَخْصُوصُ بِعِلْمِ التَّنْزیلِ،
وَحُکْمِ التَّاْویلِ، وَنَصِّ الرَّسُولِ، وَلَکَ الْمَواقِفُ الْمَشْهُودَةُ، وَالْمَقاماتُ
الْمَشْهُورَةُ، وَالاَْیّامُ الْمَذْکُورَةُ، یَوْمَ بَدْر وَیَوْمَ الاَْحْزابِ، اِذْ زاغَتِ
الاَْبْصارُ، وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَناجِرَ، وَ تَظُنُّونَ بِاللهِ الظُّنُونا، هُنـالِـکَ
ابْتُلِىَ الْمُؤْمِنُونَ، وَزُلْزِلُوا زِلْزالاً شَدیداً، وَاِذْ یَقُولُ الْمُنافِقُونَ وَالَّذینَ فى
قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ، ما وَعَدَنَا اللهُ وَرَسُولُهُ اِلاَّ غُرُوراً، وَاِذْ قالَتْ طـآئِفَةٌ مِنْهُمْ
یا اَهْلَ یَثْرِبَ لا مُقامَ لَکُمْ فَارْجِعُوا، وَیَسْتَأْذِنُ فَریقٌ مِنْهُمُ النَّبِىَّ،
یَقُولُونَ اِنَّ بُیُوتَنا عَوْرَةٌ وَما هِىَ بِعَوْرَة، اِنْ یُریدُونَ اِلاَّ فِراراً، وَقالَ اللهُ
تَعالى: وَلَمّا رَاَى الْمُؤْمِنُونَ الاَْحْزابَ، قالُوا هذا ما وَعَدَنَا اللهُ وَرَسُولُهُ،
وَصَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ، وَما زادَهُمْ اِلاَّ ایماناً وَتَسْلیماً. فَقَتَلْتَ عَمْرَهُمْ،
وَهَزَمْتَ جَمْعَهُمْ، وَرَدَّ اللهُ الَّذینَ کَفَرُوا بِغَیْظِهِمْ لَمْ یَنالُوا خَیْراً، وَکَفَى اللهُ
الْمُؤْمِنینَ الْقِتالَ، وَکانَ اللهُ قَوِیًّا عَزیزاً، وَیَوْمَ اُحُد اِذْ یُصْعِدُونَ وَلا
یَلْوُونَ عَلى اَحَد، وَالرَّسُولُ یَدْعُوهُمْ فى اُخْریهُمْ، وَاَنْتَ تَذُودُ بُهَمَ
الْمُشْرِکینَ عَنِ النَّبِىِّ ذاتَ الْیَمینِ وَذاتَ الشِّمالِ، حَتّى رَدَّهُمُ اللهُ تَعالى
عَنْکُما خائِفینَ، وَنَصَرَ بِکَ الْخاذِلینَ، وَیَوْمَ حُنَیْن عَلى مانَطَقَ بِهِ
التَّنْزیلُ: اِذْ اَعْجَبَتْکُمْ کَثْرَتُکُمْ، فَلَمْ تُغْنِ عَنْکُمْ شَیْئاً، وَضاقَتْ عَلَیْکُمُ
الاَْرْضُ بِما رَحُبَتْ، ثُمَّ وَلَّیْتُمْ مُدْبِرینَ، ثُمَّ اَنْزَلَ اللهُ سَکینَتَهُ عَلى رَسُولِهِ
وَعَلَى الْمُؤْمِنینَ. وَالْمُؤْمِنُونَ اَنْتَ وَمَنْ یَلیکَ، وَعَمُّکَ الْعَبّاسُ یُنادِى
الْمُنْهَزِمینَ، یا اَصْحابَ سُورَةِ الْبَقَرَةِ، یا اَهْلَ بَیْعَةِ الشَّجَرَةِ، حَتَّى
اسْتَجابَ لَهُ قَوْمٌ قَدْ کَفَیْتَهُمُ الْمَؤُنَةَ، وَتَکَفَّلْتَ دُونَهُمُ الْمَعُونَةَ، فَعادُوا
ایِسینَ مِنَ الْمَثُوبَةِ، راجینَ وَعْدَ اللهِ تَعالى بِالتَّوْبَةِ، وَذلِکَ قَوْلُ اللهِ جَلَّ
ذِکْرُهُ: ثُمَّ یَتُوبُ اللهُ مِنْ بَعْدِ ذلِکَ عَلى مَنْ یَشآءُ. وَاَنْتَ حائِزٌ دَرَجَةَ
الصَّبْرِ، فائِزٌ بِعَظیمِ الاَْجْرِ، وَیَوْمَ خَیْبَرَ اِذْ اَظْهَرَ اللهُ خَوَرَ الْمُنافِقینَ، وَقَطَعَ
دابِرَ الْکافِرینَ، وَالْحَمْدُ للهِِ رَبِّ الْعالَمینَ، وَلَقَدْ کانُوا عاهَدُوا اللهَ مِنْ قَبْلُ
لایُوَلُّونَ الاَْدْبارَ، وَکانَ عَهْدُ اللهِ مَسْئُولاً، مَوْلاىَ اَنْتَ الْحُجَّةُ الْبالِغَةُ،
وَالْمَحَجَّةُ الْواضِحَةُ، وَالنِّعْمَةُ السّابِغَةُ، وَالْبُرْهانُ الْمُنیرُ، فَهَنیئاً لَکَ بِما
اتیکَ اللهُ مِنْ فَضْل، وَتَبّاً لِشانِئِکَ ذِى الْجَهْلِ، شَهِدْتَ مَعَ النَّبِىِّ صَلَّى اللهُ
عَلَیْهِ وَآلِهِ، جَمیعَ حُرُوبِهِ وَمَغازیهِ، تَحْمِلُ الرّایَةَ اَمامَهُ، وَتَضْرِبُ
بِالسَّیْفِ قُدّامَهُ، ثُمَّ لِحَزْمِکَ الْمَشْهُورِ، وَبَصیرَتِکَ فِى الاُْمُورِ، اَمَّرَکَ فِى
الْمَواطِنِ وَلَمْ یَکُنْ عَلَیْکَ اَمیرٌ، وَکَمْ مِنْ اَمْر صَدَّکَ عَنْ اِمْضآءِ عَزْمِکَ فیهِ
التُّقى، وَاتَّبَعَ غَیْرُکَ فى مِثْلِهِ الْهَوى، فَظَنَّ الْجاهِلُونَ اَنَّکَ عَجَزْتَ عَمّا
اِلَیْهِ انْتَهى، ضَلَّ وَاللهِ الظّـآنُّ لِذلِکَ وَمَا اهْتَدى، وَلَقَدْ اَوْضَحْتَ ما اَشْکَلَ
مِنْ ذلِکَ لِمَنْ تَوَهَّمَ وَامْتَرى بِقَوْلِکَ، صَلَّى اللهُ عَلَیْکَ، قَدْ یَرَى الْحُوَّلُ
الْقُلَّبُ وَجْهَ الْحیلَةِ، وَ دُونَها حاجِزٌ مِنْ تَقْوَى اللهِ، فَیَدَعُها رَاْىَ الْعَیْنِ،
وَیَنْتَهِزُ فُرْصَتَها مَنْ لاحَریجَةَ لَهُ فِى الدّینِ، صَدَقْتَ وَخَسِرَ الْمُبْطِلُونَ،
وَاِذْ ما کَرَکَ النّاکِثانِ فَقالا نُریدُ الْعُمْرَةَ، فَقُلْتَ لَهُما لَعَمْرُکُما ما تُریدانِ
الْعُمْرَةَ، لکِنْ تُریدانِ الْغَدْرَةَ، فَاَخَذْتَ الْبَیْعَةَ عَلَیْهِما، وَجَدَّدْتَ الْمیثاقَ
فَجَدّا فِى النِّفاقِ، فَلَمّا نَبَّهْتَهُما عَلى فِعْلِهِما، اَغْفَلا وَعادا وَمَا انْتَفَعا،
وَکانَ عاقِبَةُ اَمْرِهِما خُسْراً، ثُمَّ تَلاهُما اَهْلُ الشّامِ فَسِرْتَ اِلَیْهِمْ بَعْدَ
الاِْعْذارِ، وَ هُمْ لا یَدینُونَ دینَ الْحَقِّ، وَلا یَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ، هَمَجٌ رَعاعٌ
ضآلُّونَ، وَبِالَّذى اُنْزِلَ عَلى مُحَمَّد فیکَ کافِرُونَ، وَلاَِهْلِ الْخِلافِ عَلَیْکَ
ناصِرُونَ، وَقَدْ اَمَرَ اللهُ تَعالى بِاتِّباعِکَ، وَنَدَبَ الْمُؤْمِنینَ اِلى نَصْرِکَ،
وَقالَ عَزَّوَجَلَّ: یا اَیُّهَا الَّذینَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ، وَ کُونُوا مَعَ الصّادِقینَ.
مَوْلاىَ بِکَ ظَهَرَ الْحَقُّ، وَقَدْ نَبَذَهُ الْخَلْقُ، وَ اَوْضَحْتَ السُّنَنَ بَعْدَ الدُّرُوسِ
وَالطَّمْسِ، فَلَکَ سابِقَةُ الْجِهادِ عَلى تَصْدیقِ التَّنْزیلِ، وَلَکَ فَضیلَةُ الْجِهادِ
عَلى تَحْقیقِ التَّأْویلِ، وَعَدُوُّکَ عَدُوُّ اللهِ، جاحِدٌ لِرَسُولِ اللهِ، یَدْعُو باطِلاً،
وَیَحْکُمُ جائِراً، وَیَتَاَمَّرُ غاصِباً، وَیَدْعُو حِزْبَهُ اِلَى النّارِ، وَ عَمّارٌ یُجاهِدُ
وَیُنادى بَیْنَ الصَّفَّیْنِ، اَلرَّواحَ اَلرَّواحَ اِلَى الْجَنَّةِ، وَلَمَّا اسْتَسْقى فَسُقِىَ
اللَّبَنُ، کَبَّرَ وَقالَ قالَ لى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَیْهِ وَآلِهِ، آخِرُ شَرابِکَ
مِنَ الدُّنْیا ضَیاحٌ مِنْ لَبَن، وَتَقْتُلُکَ الْفِئَةُ الْباغِیَةُ، فَاعْتَرَضَهُ اَبُو الْعادِیَةِ
الْفَزارِىُّ فَقَتَلَهُ، فَعَلى اَبِى الْعادِیَةِ لَعْنَةُ اللهِ وَلَعْنَةُ مَلائِکَتِهِ وَرُسُلِهِ
اَجْمَعینَ، وَعَلى مَنْ سَلَّ سَیْفَهُ عَلَیْکَ، وَسَلَلْتَ سَیْفَکَ عَلَیْهِ یا
اَمیرَالْمُؤْمِنینَ، مِنَ الْمُشْرِکینَ وَالْمُنافِقینَ اِلى یَوْمِ الدّینِ، وَعَلى مَنْ
رَضِىَ بِما سائَکَ وَلَمْ یَکْرَهْهُ، وَاَغْمَضَ عَیْنَهُ وَلَمْ یُنْکِرْ، اَوْ اَعانَ عَلَیْکَ
بِیَد اَوْ لِسان، اَوْ قَعَدَ عَنْ نَصْرِکَ، اَوْ خَذَلَ عَنِ الْجِهادِ مَعَکَ، اَوْ غَمَطَ
فَضْلَکَ، وَجَحَدَ حَقَّکَ، اَوْ عَدَلَ بِکَ مَنْ جَعَلَکَ اللهُ اَوْلى بِهِ مِنْ نَفْسِهِ،
وَصَلَواتُ اللهِ عَلَیْکَ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَکاتُهُ، وَ سَلامُهُ وَ تَحِیّاتُهُ، وَعَلَى
الاَْئِمَّةِ مِنْ آلِکَ الطّاهِرینَ، اِنَّهُ حَمیدٌ مَجیدٌ، وَ الاَْمْرُ الاَْعْجَبُ وَالْخَطْـبُ
الاَْفْـظَعُ بَعْدَ جَحْدِکَ حَقَّکَ، غَصْبُ الصِّدیقَةِ الطّاهِرَةِ الزَّهْرآءِ سَیِّدَةِ
النِّسآءِ فَدَکاً، وَرَدُّ شَهادَتِکَ وَشَهادَةِ السَّیِّدَیْنِ سُلالَتِکَ، وَعِتْرَةِ
الْمُصْطَفى صَلَّى اللهُ عَلَیْکُمْ، وَقَدْ اَعْلَى اللهُ تَعالى عَلَى الاُْمَّةِ دَرَجَتَکُمْ،
وَرَفَعَ مَنْزِلَتَکُمْ، وَاَبانَ فَضْلَکُمْ، وَشَرَّفَکُمْ عَلَى الْعالَمینَ، فَاَذْهَبَ
عَنْکُمُ الرِّجْسَ وَطَهَّرَکُمْ تَطْهیراً، قالَ اللهُ عَزَّوَجَلَّ: اِنَّ الاِْنْسانَ خُلِقَ
هَلُوعاً، اِذا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً، وَاِذا مَسَّهُ الْخَیْرُ مَنُوعاً، اِلاَّ الْمُصَلّینَ.
فَاسْتَثْنَى اللهُ تَعالى نَبِیَّهُ الْمُصْطَفى، وَاَنْتَ یا سَیِّدَ الاَْوْصِیآءِ مِنْ جَمیعِ
الْخَلْقِ، فَما اَعْمَهَ مَنْ ظَلَمَکَ عَنِ الْحَقِّ، ثُمَّ اَقْرَضُوکَ سَهْمَ ذَوِى الْقُرْبى
مَکْراً، وَاَحادُوهُ عَنْ اَهْلِهِ جَوْراً، فَلَمّا الَ الاَْمْرُ اِلَیْکَ اَجْرَیْتَهُمْ عَلى ما
اَجْرَیا، رَغْبَةً عَنْهُما بِما عِنْدَاللهِ لَکَ، فَاَشْبَهَتْ مِحْنَتُکَ بِهِما مِحَنَ الاَْنْبِیآءِ
عَلَیْهِمُ السَّلامُ عِنْدَ الْوَحْدَةِ وَعَدَمِ الاَْنْصارِ، وَاَشْبَهْتَ فِى الْبَیاتِ عَلَى
الْفِراشِ الذَّبیحَ عَلَیْهِ السَّلامُ، اِذْ اَجَبْتَ کَما اَجابَ، وَاَطَعْتَ کَما اَطاعَ
اِسْمعیلُ صابِراً مُحْتَسِباً، اِذْ قالَ لَهُ: یا بُنَىَّ اِنّى اَرى فِى الْمَنامِ اَنّى
اَذْبَحُکَ، فَانْظُرْ ماذا تَرى، قالَ یا اَبَتِ افْعَلْ ما تُؤْمَرُ سَتَجِدُنى اِنْشآءَ اللهُ
مِنَ الصّابِرینَ. وَکَذلِکَ اَنْتَ لَمّا اَباتَکَ النَّبِىُّ صَلَّى اللهُ عَلَیْهِ وَآلِهِ، وَاَمَرَکَ
اَنْ تَضْجَعَ فى مَرْقَدِهِ واقیاً لَهُ بِنَفْسِکَ، اَسْرَعْتَ اِلى اِجابَتِهِ مُطیعاً،
وَلِنَفْسِکَ عَلَى الْقَتْلِ مُوَطِّناً، فَشَکَرَ اللهُ تَعالى طاعَتَکَ، وَاَبانَ عَنْ جَمیلِ
فِعْلِکَ بِقَوْلِهِ جَلَّ ذِکْرُهُ: وَمِنَ النّاسِ مَنْ یَشْرى نَفْسَهُ ابْتِغآءَ مَرْضاتِ اللهِ.
ثُمَّ مِحْنَتُکَ یَوْمَ صِفّینَ، وَقَدْ رُفِعَتِ الْمَصاحِفُ حیلَةً وَمَکْراً، فَاَعْرَضَ
الشَّکُّ وَعُزِفَ الْحَقُّ، وَاتُّبِعَ الظَّنُّ، اَشْبَهَتْ مِحْنَةَ هرُونَ اِذْ اَمَّرَهُ مُوسى
عَلى قَوْمِهِ فَتَفَرَّقُوا عَنْهُ، وَهرُونُ یُنادى بِهِمْ وَیَقُولُ یا قَوْمِ اِنَّما فُتِنْتُمْ بِهِ،
وَاِنَّ رَبَّکُمُ الرَّحْمنُ فَاتَّبِعُونى، وَاَطیعُوا اَمْرى، قالُوا لَنْ نَبْرَحَ عَلَیْهِ
عاکِفینَ حَتّى یَرْجِعَ اِلَیْنا مُوسى، وَکَذلِکَ اَنْتَ لَمّا رُفِعَتِ الْمَصاحِفُ،
قُلْتَ یاقَوْمِ اِنَّما فُتِنْتُمْ بِها وَخُدِعْتُمْ، فَعَصَوْکَ وَخالَفُوا عَلَیْکَ، وَاسْتَدْعَوْا
نَصْبَ الْحَکَمَیْنِ فَاَبَیْتَ عَلَیْهِمْ، وَتَبَرَّأْتَ اِلَى اللهِ مِنْ فِعْلِهِمْ، وَفَوَّضْتَهُ
اِلَیْهِمْ، فَلَمّا اَسْفَرَ الْحَقُّ وَسَفِهَ الْمُنْکَرُ، وَاعْتَرَفُوا بِالزَّلَلِ وَالْجَوْرِ عَنِ
الْقَصْدِ، اِخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِهِ، وَ اَلْزَمُوکَ عَلى سَفَهِ التَّحْکیمِ الَّذى اَبَیْتَهُ
وَاَحَبُّوهُ، وَحَظَرْتَهُ وَاَباحُوا ذَنْبَهُمُ الَّذِى اقْتَرَفُوهُ، وَاَنْتَ عَلى نَهْجِ بَصیرَة
وَهُدىً، وَهُمْ عَلى سُنَنِ ضَلالَة وَعَمىً، فَما زالُوا عَلَى النِّفاقِ مُصِرّینَ،
وَفِى الْغَىِّ مُتَرَدِّدینَ، حَتىّ اَذاقَهُمُ اللهُ وَبالَ اَمْرِهِمْ، فَاَماتَ بِسَیْفِکَ مَنْ
عانَدَکَ فَشَقِىَ وَهَوى، وَاَحْیى بِحُجَّتِکَ مَنْ سَعَدَ فَهُدِىَ، صَلَواتُ اللهِ
عَلَیْکَ غادِیَةً وَرآئِحَةً، وَعاکِفَةً وَذاهِبَةً، فَما یُحیطُ الْمادِحُ وَصْفَکَ، وَلا
یُحْبِطُ الطّاعِنُ فَضْلَکَ، اَنْتَ اَحْسَنُ الْخَلْقِ عِبادَةً، وَاَخْلَصُهُمْ زَهادَةً،
وَاَذَبُّهُمْ عَنِ الدّینِ، اَقَمْتَ حُدُودَ اللهِ بِجُهْدِکَ، وَفَلَلْتَ عَساکِرَ الْمارِقینَ
بِسَیْفِکَ، تُخْمِدُ لَهَبَ الْحُرُوبِ بِبَنانِکَ، وَتَهْتِکُ سُتُورَ الشُّبَهِ بِبَیانِکَ،
وَتَکْشِفُ لَبْسَ الْباطِلِ عَنْ صَریحِ الْحَقِّ، لا تَاْخُذُکَ فِى اللهِ لَوْمَةُ لائِم،
وَفى مَدْحِ اللهِ تَعالى لَکَ غِنىً عَنْ مَدْحِ الْمادِحینَ، وَتَقْریظِ الْواصِفینَ،
قالَ اللهُ تَعالى: مِنَ الْمُؤْمِنینَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللهَ عَلَیْهِ، فَمِنْهُمْ
مَنْ قَضى نَحْبَهُ، وَمِنْهُمْ مَنْ یَنْتَظِرُ، وَمابَدَّلُوا تَبْدیلاً. وَلَمّا رَأَیْتَ
اَنْ قَتَلْتَ النّاکِثینَ وَالْقاسِطینَ وَالْمارِقینَ، وَصَدَقَکَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ
عَلَیْهِ وَآلِهِ وَعْدَهُ، فَاَوْفَیْتَ بِعَهْدِهِ، قُلْتَ اَما انَ اَنْ تُخْضَبَ هذِهِ مِنْ هذِهِ،
اَمْ مَتى یُبْعَثُ اَشْقاها، واثِقاً بِاَنَّکَ عَلى بَیِّنَة مِنْ رَبِّکَ، وَبَصیرَة مِنْ
اَمْرِکَ، قادِمٌ عَلَى اللهِ، مُسْتَبْشِرٌ بِبَیْعِکَ الَّذى بایَعْتَهُ بِهِ، وَ ذلِکَ هُوَ الْفَوْزُ
الْعَظیمُ، اَللّـهُمَّ الْعَنْ قَتَلَةَ اَنْبِیآئِکَ، وَاَوْصِیآءِ اَنْبِیآئِکَ بِجَمیعِ لَعَناتِکَ،
وَاَصْلِهِمْ حَرَّ نارِکَ، وَالْعَنْ مَنْ غَصَبَ وَلِیَّکَ حَقَّهُ، وَاَنْکَرَ عَهْدَهُ، وَجَحَدَهُ
بَعْدَ الْیَقینِ وَالاِْقْرارِ بِالْوِلایَةِ لَهُ یَوْمَ اَکْمَلْتَ لَهُ الدّینَ، اَللّـهُمَّ الْعَنْ قَتَلَةَ
اَمیرِالْمُؤْمِنینَ وَ مَنْ ظَلَمَهُ، وَاَشْیاعَهُمْ وَاَنْصارَهُم، اَللّـهُمَّ الْعَنْ ظالِمى
الْحُسَیْنِ وَقاتِلیهِ،وَالْمُتابِعینَ عَدُوَّهُ وَ ناصِریهِ، وَالرّاضینَ بِقَتْلِهِ وَخاذِلیهِ
لَعْناً وَبیلاً، اَللّـهُمَّ الْعَنْ اَوَّلَ ظالِم ظَلَمَ آلَ مُحَمَّد وَمانِعیهِمْ حُقُوقَهُمْ،
اَللّـهُمَّ خُصَّ اَوَّلَ ظالِم وَغاصِب لاِلِ مُحَمَّد بِاللَّعْنِ، وَکُلَّ مُسْتَنّ بِماسَنَّ
اِلى یَوْمِ الْقِیمَةِ، اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد خاتَمِ النَّبِیّینَ، وَعَلى عَلِىٍّ سَیِّدِ
الْوَصِیّینَ، وَآلِهِ الطّاهِرینَ، وَاجْعَلْنا بِهِمْ مُتَمَسِّکینَ، وَ بِوِلایَتِهِمْ مِنَ
الْفآئِزینَ الاْمِنینَ، اَلَّذینَ لا خَوْفٌ عَلَیْهِمْ وَلا هُمْ یَحْزَنُونَ.
تنبیه: المؤمنون الذین لا یُوفّقون لزیارة أمیرالمؤمنین(علیه السلام) فی یوم الغدیر من قرب، الأولى لهم أن یزوروه من أوطانهم ومناطقهم، ویعتبروها غنیمة عظمیة.



1. بحار الأنوار: ج 97، ص 359، ح 6.

الزیارة الاُولىالزیارة الثالثة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma