وهی صلاة شریفة وعظیمة مرویة بأسناد عدیدة فی غفران الذنوب وقضاء الحاجات(1)، وتسمّى صلاة التسبیح رواها الفریقان بالتواتر(2).
ووجه تسمیتها بهذا الاسم لما قدم جعفر بن أبی طالب من أرض حبشة تلقاه رسول الله (صلى الله علیه وآله)على غلوة من معرّسه بخیبر فلمّا رأه جعفر أسرع إلیه هرولة فاعتنقه رسول الله (صلى الله علیه وآله)... فقال: «یا جَعْفَر یا أخِ ألاَ أحْبُوک؟ ألا أُعْطِیک؟ أَلا أصْطَفِیکَ؟» فظنّ الناس أنّه یعطی جعفراً عظیماً من المال... فقال جعفر: بلى فداک أبی وأمّی، فعلّمه صلاة التسبیح.
وأفضل أوقاتها صدر النهار یوم الجمعة ویمکن الإتیان بها فی سائر أوقات اللیل والنهار.
وهی أربع رکعات بتشهّدین وتسلیمین تقرأ فی الرکعة الاُولى الحمد وإذا زلزلت وفی الثانیة الحمد والعادیات وفی الثالثة الحمد والنصر وفی الرابعة الحمد والتوحید.
فإذا فرغت من القراءة تقول فی کلّ رکعة : سُبْحانَ اللّهِ وَالْحَمْدُ لِلّهِ وَلا اِلهَ اِلاَّ اللّهُ وَاللّهُ اَکْبَرُ خمس عشرة مرّة، وعشر مرّات بعد الرکوع، وإذا استویت من الرکوع عشر مرّات، وإذا سجدت
ـ بعد ذکر السجدة ـ عشر مرّات، وإذا رفعت رأسک من السجود (حین تجلس بعد السجدة الاُولى) عشر مرّات وعشر مرّات فی السجدة الثانیة ـ بعد ذکر السجدة ـ وعشر مرّات حین ترفع رأسک من السجدة (یکون عدد التسبیحات فی الرکعة 75) وهکذا تفعل فی الرکعة الثانیة وتکون عشرتها الأخیرة بعد السجدة الثانیة وقبل التشهد، وتعمل کذلک فی الرکعتین الأخیرتین (فیکون المجموع 300 تسبیحة) بالإضافة إلى سائر الأذکار(3).
وروى المرحوم الکلینی عن الإمام الصادق(علیه السلام): «قُلْ إذا فَرَغْتَ مِنَ التَّسْبِیحاتِ فی السَّجْدَةِ الثانِیةِ مِنَ الرّکْعَةِ الرابِعَةِ» قل:
سُبْحانَ مَنْ لَبِسَ الْعِزَّ وَالْوَقارَ، سُبْحانَ مَنْ تَعَطَّفَ بِالْمَجْدِ وَتَکَرَّمَ بِهِ،
سُبْحانَ مَنْ لا یَنْبَغِى التَّسْبیحُ اِلاَّ لَهُ، سُبْحانَ مَنْ اَحْصى کُلَّ شَىْء عِلْمُهُ،
سُبْحانَ ذِى الْمَنِّ وَالنِّعَمِ، سُبْحانَ ذِى الْقُدْرَةِ وَالْکَرَمِ، اَللّـهُمَّ اِنّى اَسْئَلُکَ
بِمَعاقِدِ الْعِزِّ مِنْ عَرْشِکَ، وَمُنْتَهَى الرَّحْمَةِ مِنْ کِتابِکَ، وَاسْمِکَ الاَْعْظَمِ،
وَکَلِماتِکَ التّآمَّةِ الَّتى تَمَّتْ صِدْقاً وَعَدْلاً، صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَاَهْلِ بَیْتِهِ،
وَافْعَلْ بى کَذا وَکَذا(4).
وتطلب حاجتک بدل کذا وکذا وله أن یقرأ هذا الدعاء جالساً ویشیر إلى السجدة إن لم یحفظه ولا یوجد من یقرأه.
قال العلاّمة المجلسی : روى المرحوم الشیخ والسیّد ابن طاووس عن المفضل بن عمر قال : رأیت الصادق (علیه السلام) صلّى صلاة جعفر ورفع یدیه ودعا بهذا الدعاء : یا رَبِّ یا رَبِّ یا رَبِّ (حتّى انقطع النفس) ثمّ قال : یا رَبّاه یا رَبّاه، یا رَبّاه (حتّى انقطع النفس) ثمّ قال : رَبِّ رَبِّ رَبِّ (حتّى انقطع النفس); یا اللّه یا اللّه یا اللّه (حتّى انقطع النفس) یا حَىُّ یا حَىُّ یا حَىُّ(5) (حتّى انقطع النفس) یا رَحیمُ یا رَحیمُ یا رَحیمُ (حتّى انقطع النفس) یا رَحْمنُ سبع مرّات یا اَرْحَمَ الرّاحِمینَ سبع مرّات ثمّ قال :
اَللّهُمَّ اِنّى اَفْتَتِحُ الْقَوْلَ بِحَمْدِکَ، وَاَنْطِقُ بِالثَّنآءِ عَلَیْکَ، وَاُمَجِّدُکَ وَلاغایَةَ لِمَدْحِکَ،
وَاُثْنى عَلَیْکَ وَمَنْ یَبْلُغُ غایَةَ ثَنآئِکَ، وَاَمَدَ مَجْدِکَ، وَاَنّى لِخَلیقَتِکَ کُنْهُ مَعْرِفَةِ
مَجْدِکَ، وَاَىَّ زَمَن لَمْ تَکُنْ مَمْدُوحاً بِفَضْلِکَ، مَوْصُوفاً بِمَجْدِکَ، عَوّاداً عَلَى
الْمُذْنِبینَ [الْمُؤْمِنینَ] بِحِلْمِکَ، تَخَلَّفَ سُکّانُ اَرْضِکَ عَنْ طاعَتِکَ، فَکُنْتَ عَلَیْهِمْ
عَطُوفاً بِجُودِکَ، جَواداً بِفَضْلِکَ، عَوّاداً بِکَرَمِـکَ، یـا لا اِلـهَ اِلاَّ اَنْـتَ الْمَنّـانُ
ذُوالْجَـلالِ وَالاِْکْرامِ.
ثمّ قال(علیه السلام) : «یَا مُفَضَّلُ إذا کانَتْ لَکَ حَاجَةٌ مُهِمَّةٌ فَصَلِّ هذهِ الصَّلاةَ وادْعُ بِهذا الدُّعاءِ وسَلْ حَوائِجَک یَقْضِی اللهُ حَاجَتَک إنْ شَاءَاللهُ»(6).
وکلّ ما یقال فی فضیلة هذه الصلاة وبرکتها قلیل فلا ینبغی الغفلة عنها حین التوفیق فلها أثرها فی حلّ مشاکل الدنیا والآخرة.

1. رویت هذه الصلاة فی الکافی : ج 3، ص 465، ح 1; بحار الأنوار : ج 88، ص 193 نقلاً عن جمال الاسبوع ومصباح المتهجّد ومنهاج الصلاح والبلد الأمین وثواب الأعمال وسائر الکتب.
2. العروة الوثقى : فصل صلاة جعفر.
3. جمال الاسبوع : ص 282; بحار الأنوار : ج 88، ص 193، ح 1.
4. الکافی : ج 3، ص 467، ح 6.
5. لم یرد هذا الذکر فی البحار وورد فی مصباح المتهجّد : ص 311.
6. بحار الأنوار : ج 88، ص 200، ح 4 وروى هذا الحدیث والأذکار والدعاء باختلاف فی مصباح المتهجّد : ص 311; وجمال الاسبوع : ص 294.