2. زیارة الأربعین (العشرون من صفر)
روى الشیخ الطوسی فی التهذیب ومصباح المتهجّد أنّ زیارة الأربعین من علامات المؤمن، حیث قال الإمام العسکری(علیه السلام): «عَلاماتُ المُؤمنین خَمس: صَلاةُ إحدى وَخَمسینَ (17 رَکْعَة وَاجِبَة و 34 نافلة) وَزِیارَةُ الأربَعینِ وَالتَّختُمُ بِالیَمِینِ وَتعفیرُ الجَبینِ والجَهرُ بِبِسمِ اللهِ الرّحمنِ الرحیم»(1). إشارة إلى أنّ هذ الاُمور الخمسة من خصائص شیعة أهل البیت (علیهم السلام)، ولعلّ انتخاب زیارة الأربعین کون أنّ زیارة شهداء کربلاء ابتدأت یوم الأربعین، ویجتمع فی زماننا المؤمنون من عُشّاق الإمام الحسین (علیه السلام) فی کربلاء بصورة ینعدم مثیلها فی سائر أوقات السنة حتّى عاشوراء. وقد رویت زیارته فی هذا الیوم على نحوین:
الزیارة الاُولى: روى الشیخ الطوسی عن صفوان الجمّال أنّه قال: قال لی مولای الصادق(علیه السلام)فی زیارة الأربعین: تزور عند ارتفاع النهار وتقول:
اَلسَّلامُ عَلى وَلِىِّ اللهِ وَحَبیبِهِ، اَلسَّلامُ عَلى خَلیلِ اللهِ وَنَجیبِهِ، اَلسَّلامُ
عَلى صَفِىِّ اللهِ وَابْنِ صَفِیِّهِ، اَلسَّلامُ عَلىَ الْحُسَیْنِ الْمَظْلُومِ الشَّهیدِ،
اَلسَّلامُ على اَسیرِ الْکُرُباتِ، وَقَتیلِ الْعَبَراتِ، اَللّهُمَّ اِنّى اَشْهَدُ اَنَّهُ وَلِیُّکَ،
وَابْنُ وَلِیِّکَ، وَصَفِیُّکَ وَابْنُ صَفِیِّکَ، اَلْفآئِزُ بِکَرامَتِکَ، اَکْرَمْتَهُ بِالشَّهادَةِ،
وَحَبَوْتَهُ بِالسَّعادَةِ، وَاجْتَبَیْتَهُ بِطیبِ الْوِلادَةِ، وَجَعَلْتَهُ سَیِّداً مِنَ السّادَةِ، وَ
قآئِداً مِنَ الْقادَةِ، وَذآئِداً مِنْ الْذادَةِ، وَاَعْطَیْتَهُ مَواریثَ الاَْنْبِیآءِ، وَجَعَلْتَهُ
حُجَّةً عَلى خَلْقِکَ مِنَ الأَْوْصِیآءِ، فَاَعْذَرَ فىِ الدُّعآءِ وَمَنَحَ النُّصْحَ، وَبَذَلَ
مُهْجَتَهُ فیکَ لِیَسْتَنْقِذَ عِبادَکَ مِنَ الْجَهالَةِ، وَحَیْرَةِ الضَّلالَةِ، وَقَدْ تَوازَرَ
عَلَیْهِ مَنْ غَرَّتْهُ الدُّنْیا، وَباعَ حَظَّهُ بِالاَْرْذَلِ الأَْدْنى، وَشَرى آخِرَتَهُ
بِالثَّمَنِ الاَْوْکَسِ، وَتَغَطْرَسَ وَتَرَدّى فى هَواهُ، وَاَسْخَطَکَ(2) وَاَسْخَطَ
نَبِیَّکَ، وَاَطاعَ مِنْ عِبادِکَ اَهْلَ الشِّقاقِ وَالنِّفاقِ، وَحَمَلَةَ الاَْوْزارِ
الْمُسْتَوْجِبینَ النّارَ، فَجاهَدَهُمْ فیکَ صابِراً مُحْتَسِباً، حَتّى سُفِکَ فى
طاعَتِکَ دَمُهُ، وَاسْتُبیحَ حَریمُهُ، اَللّهُمَّ فَالْعَنْهُمْ لَعْناً وَبیلاً، وَعَذِّبْهُمْ عَذاباً
اَلیماً، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یَابْنَ رَسُولِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یَابْنَ سَیِّدِ الاَْوْصِیآءِ،
اَشْهَدُ اَنَّکَ اَمینُ اللهِ وَابْنُ اَمینِهِ، عِشْتَ سَعیداً، وَمَضَیْتَ حَمیداً، وَمِتَّ
فَقیداً مَظْلُوماً شَهیداً، وَاَشْهَدُ اَنَّ اللهَ مُنْجِزٌ ما وَعَدَکَ، وَمُهْلِکٌ مَنْ خَذَلَکَ،
وَمُعَذِّبٌ مَنْ قَتَلَکَ، وَاَشْهَدُ اَنَّکَ وَفَیْتَ بِعَهْدِ اللهِ، وَجاهَدْتَ فى سَبیلِهِ
حَتّى اَتیکَ الْیَقینُ، فَلَعَنَ اللهُ مَنْ قَتَلَکَ، وَلَعَنَ اللهُ مَنْ ظَلَمَکَ، وَلَعَنَ اللهُ اُمَّةً
سَمِعَتْ بِذلِکَ فَرَضِیَتْ بِهِ، اَللّهُمَّ اِنّى اُشْهِدُکَ اَنّى وَلِىٌّ لِمَنْ والاهُ، وَعَدُوٌّ
لِمَنْ عاداهُ، بِاَبى اَنْتَ وَاُمّى یَابْنَ رَسُولِ اللهِ، اَشْهَدُ اَنَّکَ کُنْتَ نُوراً
فىِ الاَْصْلابِ الشّامِخَةِ، وَالاَْرْحامِ الْمُطَهَّرَةِ(3)، لَمْ تُنَجِّسْکَ الْجاهِلِیَّةُ
بِاَنْجاسِها، وَلَمْ تُلْبِسْکَ الْمُدْلَهِمّاتُ مِنْ ثِیابِها، وَاَشْهَدُ اَنَّکَ مِنْ دَعآئِمِ
الدّینِ، وَاَرْکانِ الْمُسْلِمینَ، وَمَعْقِلِ الْمُؤْمِنینَ، وَاَشْهَدُ اَنَّکَ الاِْمامُ الْبَرُّ
التَّقِىُّ الرَّضِىُّ الزَّکِىُّ، اَلْهادِى الْمَهْدِىُّ، وَاَشْهَدُ اَنَّ الاَْئِمَّةَ مِنْ وُلْدِکَ کَلِمَةُ
التَّقْوى، وَ اَعْلامُ الْهُدى، وَ الْعُرْوَةُ الْوُثْقى، وَ الْحُجَّةُ على اَهْلِ الدُّنْیا،
وَاَشْهَدُ اَنّى بِکُمْ مُؤْمِنٌ، وَ بِاِیابِکُمْ مُوقِنٌ، بِشَرایِعِ دینى وَخَواتیمِ عَمَلى،
وَقَلْبى لِقَلْبِکُمْ سِلْمٌ، وَاَمْرى لاَِمْرِکُمْ مُتَّبِـعٌ، وَنُصْرَتى لَکُمْ مُعَدَّةٌ، حَتّى
یَاْذَنَ اللهُ لَکُمْ، فَمَعَکُمْ مَعَکُمْ لامَعَ عَدُوِّکُمْ، صَلَواتُ اللهِ عَلَیْکُمْ، وَعلى
اَرْواحِکُمْ وَاَجْسادِکُمْ، وَشاهِدِکُمْ وَغآئِبِکُمْ، وَظاهِرِکُمْ وَباطِنِکُمْ، آمینَ رَبَّ الْعالَمینَ.
ثمّ تصلّی رکعتین وتدعو بما أحببت وترجع(4).
الزیارة الثانیة: روى المرحوم العلاّمة المجلسی عن السیّد ابن طاووس أن عطا (عطیة) أحد أصحاب جابر الأنصاری قال: کنت مع جابر یوم العشرین من صفر فلمّا وصلنا الغاضریة اغتسل فی شریعتها ولبس قمیصاً ثمّ قال لی: أمعک شیء من الطیب؟ قلت: سُعد. فجعل منه على رأسه وسائر جسده ثمّ مشى حافیاً حتّى وقف عند رأس الحسین (علیه السلام) وکبّر ثلاثاً ثمّ خرَّ مغشیّاً علیه فلمّا أفاق سمعته یقول: «اَلسَّلامُ عَلَیْکُمْ یا آلَ اللّه...»(5) وهی بعینها ما سنذکرها فی زیارة النصف من رجب (ص 271).

1. مصباح المتهجّد: ص 787; التهذیب: ج 6، ص 52، ح 37.
2. لم ترد کلمة «اسخطک» فی تهذیب الأحکام ولکن وردت فی مصباح المتهجّد.
3. وردت فی تهذیب الأحکام ومصباح المتهجّد بدلاً عن کلمة «المطهرة» کلمة الطاهرة.
4. مصباح المتهجّد: ص 787; تهذیب الأحکام: ج 6، ص 113، ح 17; بحار الأنوار: ج 98، ص 331، ح 2.
5. بحارالأنوار: ج 98، ص 329، ح 1.