روى جمع کثیر من علماء الفریقین فی نزول هذه السورة، أنّه: مرض الحسن والحسین فعادهما رسول الله (صلى الله علیه وآله) فقال لعلىّ (علیه السلام) : لو نذرت على ولدیک. فنذر علىّ (علیه السلام) وفاطمة(علیها السلام)وفضّة صوم ثلاثة أیّام لشفائهما. فشفیا ـ فصام الحسنان (علیهما السلام) معهم طبق بعض الروایات ـ ولم یکن عندهم شیء سوى ثلاثة أصوع من الشعیر، فلمّا وضعوا الطعام للإفطار أتاهم مسکین فأعطوه وفی الیوم الثانی أتاهم یتیم فأعطوه ولم یذوقوا شیئاً إلاّ الماء القراح، فلمّا کان الیوم الثالث أتاهم أسیر فأعطوه ما عندهم من طعام. فلما کان الیوم الرابع أخذ علىّ بید الحسن والحسین وأقبل على رسول الله (صلى الله علیه وآله)وهم یرتعشون کالفراخ فلمّا أبصر به النبىّ(صلى الله علیه وآله)قال: مَا أشَدّ ما أراهُ بِکُم، فانطَلِقوا إلى مَنزِل فاطمة (علیها السلام)فهبَط جبرئیل(علیه السلام)على محمّد(صلى الله علیه وآله)فقال : «یا مُحَمَّدُ خُذْ ما هنَّأکَ اللهُ فِی أهْلِ بَیْتِک» وکانَت سُورَةُ هل أتى (الإنسان)(1).
وقد ذکرت لهذا الیوم أعمال :
1. روى المرحوم السیّد ابن طاووس عن الشیخ المفید أنّه یستحبّ الصیام فی هذا الیوم حیث أبان الله فضیلة وعظمة أهل بیت النبی (صلى الله علیه وآله)(2).
2. التأسی بهم (علیهم السلام) فی لیلة ویوم الخامس والعشرین فی التصدّق على المساکین وأن یجتهدوا فی إطعامهم(3).
3. أن یغتسل للزیارة ویزور الأئمّة (علیهم السلام) ولا سیّما بالزیارة الجامعة(4).

1. للوقوف أکثر وتفسیر الآیات راجع تفسیر الأمثل : ج 25، ص 343 ذیل تفسیر سورة الإنسان.
2. إقبال الأعمال : ص 529.
3. المصدر السابق.
4. زاد المعاد : ص 368.