الیوم التاسع (یوم عرفة)

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
المفاتیح الجدیدة
اللیلة التاسعة (لیلة عرفة)اللیلة العاشرة

قال المرحوم العلاّمة المجلسىّ : هو یوم عرفة وهو عید من الأعیاد العظیمة وقد وفّق من کان هذا الیوم فی عرفات. وفیه عدّة أعمال أفضلها الدعاء(1).
وهذا الیوم یغتنم لتعمیق معرفة الله وترسیخ الصلة بالحقّ والتعرّف على صفاته الجمالیة والجلالیة. وستکون سعادة هذا الیوم مضاعفة لمن کان فی صحراء عرفة واشترک فی أداء مراسم الحجّ، ولبس ثیاب الإحرام البیضاء وامتلأ قلبه بحبّ الله، وقرأ دعاء الإمام الحسین(علیه السلام) فی یوم عرفة، فسیُروى بزلال معرفة الحقّ أکثر من غیره.
روی أنّ الإمام زین العابدین(علیه السلام) سمع سائلاً یوم عرفة یسأل الناس فقال(علیه السلام) له : «وَیْحَکَ أغَیْرَ اللهِ تَسْأَلُ هذا الیَوْمَ إنَّهُ لَیُرْجى مَا فِی البُطونِ الحُبالى فِی هذا الیَومِ أنْ یَکونَ سَعِیداً»(2).
وقد ورد الحثّ فی یوم عرفة على الدعاء سیّما للمؤمنین الأحیاء منهم والأموات(3).
وروی عن یونس بن عبدالرحمن وهو من کبار الشیعة قال : رأیت عبد الله بن جندب وقد أفاض من عرفة ـ وکان عبد الله أحد المتهجّدین قال یونس: ـ فقلتُ له: قد رأى الله اجتهادک منذ الیوم. فقال لی عبد الله: والله الذی لا إله إلاّ هو، لقد وقفت موقفی هذا وأفضت، ما سمعنی الله دعوت لنفسی بحرف واحد لأنّی سمعت أبا الحسن(علیه السلام) «الإمام الکاظم(علیه السلام)» یقول: «الدّاعِی لاَِخِیهِ المُؤْمِنِ بِظَهْرِ الغَیْبِ یُنادى مِن اعَنَانِ السَّماءِ: لَکَ بِکُلِّ واحِدَة مائَةُ ألف»، فکرهت مضمونة لواحدة لا أدری أجاب إلیها أم لا(4).
أعمال یوم عرفة :
وردت عدّة أعمال فی یوم عرفة :
1. الصوم فله أجر عظیم والأفضل ترکه لمن یضعف عن الدعاء والإتیان بأعمال یوم عرفة(5)(طبعاً الصوم لأهل البلد أو المقیم عشرة أیّام).
2. الإغتسال قبل الزوال(6).
3. زیارة الحسین (علیه السلام) التی تعدل ثواب الکثیر من الحجّ والعمرة والجهاد کما روی عن الإمام الصادق (علیه السلام)(7).
وفی روایة اُخرى عن الإمام الصادق(علیه السلام): «إنَّ اللهَ یَنْظُرُ لِزُوّارِ الحُسَینِ(علیه السلام) یَوْمَ عَرَفَةَ فَیَقْضِی حاجاتِهِم ویَغْفِرُ ذُنوبَهُم»(8).
وفی روایة عن الإمام الصادق والکاظم والرضا(علیهم السلام): «إنَّ مَنْ زَارَ قَبْرَ الحُسَینِ(علیه السلام) یَوْمَ عَرَفَةَ أعَادَهُ مُؤْمِناً إلى أهْلِهِ»(9).
على کلّ حال فإنّ الأحادیث متواترة فی فضل زیارة الحسین (علیه السلام) فی یوم عرفة کما ذکر السیّد ابن طاووس فی الإقبال(10). ومن هنا تزحف جموع العاشقین فی هذا الیوم إلى قبره.
وقد ذکرت زیارته المخصوصة (علیه السلام) فی یوم عرفة فی قسم الزیارات (ص 280).
4. یصلّی رکعتین إذا فرغ من العصر وقبل دعاء عرفة تحت السماء ویعترف بذنوبه، فإن فعل کان له ثواب من شهد عرفة وغفرت ذنوبه کما روی عن الإمام الصادق (علیه السلام)(11).
وذکر المرحوم الشیخ الکفعمی کیفیة هذه الصلاة : یصلّی الظّهرَین یحسن رکوعهما وسجودهما فإذا فرغ یصلّی رکعتین فی الاُولى بعد الحَمْدُ التّوحید وفی الثانیة بعد الحمد «قُلْ یا أیُّها الکافِرون»، ثمّ یصلّی أربع رکعات (کلّ رکعتین بتسلیم) فی کلّ رکعة الحَمْدُ والتَّوحید خمسین مرّة (وصلاة أمیرالمؤمنین (علیه السلام) کذلک) ثمّ سبح بهذه التسبیحات الواردة عن النبىّ(صلى الله علیه وآله)وذکرها السیّد ابن طاووس فی الإقبال : سُبْحانَ مَنْ فِى السَّماءِ عَرْشُهُ... واقرأ سورة التّوحید مائة مرّة وآیة الکرسىّ مائة مرّة والصلاة على النبىّ وآله مائة مرّة وقل :
سُبْحانَ اللّهِ وَالْحَمْدُ لِلّهِ وَلا اِلهَ اِلاَّ اللّهُ وَاللّهُ اَکْبَرُ.
وعشراً لااِلـهَ اِلاَّ اللهُ، وَحْدَهُ لا شَریکَ لَهُ، لَهُ الْمُلْکُ وَلَهُ الْحَمْدُ، 
یُحْیى وَیُمیتُ، وَیُمیتُ وَیُحْیى، وَهُوَ حَىٌّ لا یَمُوتُ، بِیَدِهِ الْخَیْرُ، 
وَهُوَ عَلى کُلِّ شَىْء قَدیرٌ.
وعشراً اَسْتَغْفِرُ اللهَ الَّذى لا اِلـهَ اِلاّ هُوَ الْحَىُّ الْقَیُّومُ، وَاَتُوبُ اِلَیْهِ.
یا اَللهُ عشراً ـ یا رَحْمنُ عشراً ـ یا رَحیمُ عشراً ـ یا بَدیعَ السَّمواتِ وَالاَْرْضِ، یا ذَاالْجَلالِ وَالاِْکْرامِ عشراً ـ یا حَىُّ یا قَیُّومُ عشراً ـ یا حَنّانُ یا مَنّانُ عشراً ـ یا لا اِلـهَ اِلاَّ اَنْتَ عشراً آمینَ عشراً.
ثمّ قل : 
اَللّـهُمَّ اِنّى اَسْئَلُکَ یا مَنْ هُوَ اَقْرَبُ اِلَىَّ مِنْ حَبْلِ الْوَریدِ، یا مَنْ یَحُولُ 
بَیْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ، یا مَنْ هُوَ بِالْمَنْظَرِ الاَْعْلى وَبِالاُْفُقِ الْمُبینِ، یا مَنْ هُوَ 
الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى، یا مَنْ لَیْسَ کَمِثْلِهِ شَىْءٌ، وَهُوَ السَّمیعُ الْبَصیرُ، 
اَسْئَلُکَ اَنْ تُصَلِّىَ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد.
وسل حاجتک تقضى إن شاء الله تعالى(12).
(والدعاء القصیر المذکور عظیم المضمون ینبغی أن یدعو به المؤمن کلّما نشط، کما یمکن الإتیان به فی قنوت الصلاة; فهو دعاء أغلبه من الآیات القرآنیة ویعکس صفات جمال الله وجلاله).
وقال المرحوم الکفعمی : ثمّ ادع بهذه الصلوات التی روی عن الإمام الصادق(علیه السلام): «أنَّ مَنْ أرادَ أنْ یَسُرَّ مُحَمَّداً وآلَ مُحَمَّد(علیهم السلام) فَلْیَقُلْ فِی صَلاتِهِ عَلَیْهِم»(13) :
اَللّهُمَّ یا اَجْوَدَ مَنْ اَعْطى، وَیا خَیْرَ مَنْ سُئِلَ، وَیا اَرْحَمَ مَنِ اسْتُرْحِمَ،
اَللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ فِى الاَْوَّلینَ، وَصَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ فِى
الاْخِرینَ، وَصَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ فِى الْمَلاَِ الاَْعْلى، وَصَلِّ عَلى مُحَمَّد
وَآلِهِ فِى الْمُرْسَلینَ، اَللّهُمَّ اَعْطِ مُحَمَّداً وَ آلَهُ الْوَسیلَةَ وَ الْفَضیلَةَ،
وَالشَّرَفَ وَ الرِّفْعَةَ وَ الدَّرَجَةَ الْکَبیرَةَ، اَللّهُمَّ اِنّى آمَنْتُ بِمُحَمَّد صَلَّى اللهُ
عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ لَمْ اَرَهُ، فَلا تَحْرِمْنى فِى الْقِیمَةِ رُؤْیَتَهُ، وَ ارْزُقْنى صُحْبَتَهُ،
وَتَوَفَّنى عَلى مِلَّتِهِ، وَ اسْقِنى مِنْ حَوْضِهِ مَشْرَباً رَوِیّاً سآئِغاً هَنیئاً، لا
اَظْمَأُ بَعْدَهُ اَبَداً، اِنَّکَ عَلى کُلِّ شَىْء قَدیرٌ، اَللّهُمَّ اِنّى آمَنْتُ بِمُحَمَّد صَلَّى
اللهُ عَلَیْهِ وَآلِهِ وَلَمْ اَرَهُ، فَعَرِّفْنى فِى الْجِنانِ وَجْهَهُ، اَللّـهُمَّ بَلِّغْ مُحَمَّداً
صَلَّى اللهُ عَلَیْهِ وَآلِهِ مِنّى، تَحِیَّةً کَثیرَةً وَسَلاماً.
ثُمّ ادْعُ بدعاء «اُمّ داود» وقد مرّ ذکره فی أعمال النِّصف من رجب (ص 435) ثمّ سبِّح بهذا التسبیح وثوابه لا یحصى :
سُبْحانَ اللهِ قَبْلَ کُلِّ اَحَد، وَ سُبْحانَ اللهِ بَعْدَ کُلِّ اَحَد، وَ سُبْحانَ اللهِ مَعَ
کُلِّ اَحَد، وَ سُبْحانَ اللهِ یَبْقى رَبُّنا و یَفْنى کُلُّ أَحَد، وَ سُبْحانَ اللهِ تَسْبیحاً
یَفْضُلُ تَسْبیحَ الْمُسَبِّحینَ فَضْلاً کَثیراً قَبْلَ کُلِّ اَحَد، وَ سُبْحانَ اللهِ
تَسْبیحاً یَفْضُلُ تَسْبیحَ الْمُسَبِّحینَ فَضْلاً کَثیراً بَعْدَ کُلِّ اَحَد، وَ سُبْحانَ
اللهِ تَسْبیحاً یَفْضُلُ تَسْبیحَ الْمُسَبِّحینَ فَضْلاً کَثیراً مَعَ کُلِّ اَحَد، وَسُبْحانَ
اللهِ تَسْبیحاً یَفْضُلُ تَسْبیحَ الْمُسَبِّحینَ فَضْلاً کَثیراً لِرَبِّنَا الْباقى وَیَفْنى کُلُّ
اَحَد، وَ سُبْحانَ اللهِ تَسْبیحاً لا یُحْصى وَ لا یُدْرى وَ لا یُنْسى، وَ لا یَبْلى
وَ لا یَفْنى وَ لَیْسَ لَهُ مُنْتَهى، وَ سُبْحانَ اللهِ تَسْبیحاً یَدُومُ بِدَوامِهِ، وَ یَبْقى
بِبَقآئِهِ فى سِنِى الْعالَمینَ، وَ شُهُورِ الدُّهُورِ، وَ اَیّامِ الدُّنْیا وَ ساعاتِ اللَّیْلِ
وَ النَّهارِ، وَ سُبْحانَ اللهِ اَبَدَ الاَْبَدِ، وَمَعَ الاَْبَدِ مِمّا لا یُحْصیهِ الْعَدَدُ، وَ لا
یُفْنیهِ الاَْمَدُ، وَ لا یَقْطَعُهُ الاَْبَدُ، وَتَبارَکَ اللهُ اَحْسَنُ الْخالِقینَ.
ثمّ کرِّر هذا الدعاء ولکن قل بدل سُبْحانَ اللّهِ قَبْلَ کلِّ أَحَد، وَالْحَمْدُ لِلّه قَبْلَ کُلِّ اَحَد، واستبدل سُبْحانَ اللّه أینما کانت بـ اَلْحَمدُ لِلّه وواصل الدعاء.
ثمّ کرّره ثالثة ولکن قل لا إِلهَ إلاّ اللّه بدل سُبْحانَ اللّهِ مثلاً قل : لا إله إلاّ اللّه قَبْلَ کُلِّ أَحَد...
وفی الرابعة بدل سبحان اللّه قل أللّه أکبر مثلاً أللّه أکبر قَبلَ کلِّ أحد...
ثمّ تدعو بالدعاء : أللّهُمَّ مَنْ تَعَبَّأ وَتَهَیَّأَ (الذی سیأتی فی أعمال لیلة الجمعة، ص 655)(14).
ثمّ ادع بخشوع بالدعاء السابع والأربعین من الصحیفة السجادیة فهو دعاء عظیم(15).

5. دعاء یوم عرفة
من الأدعیة التی ورد الحثّ علیها یوم عرفة دعاء سیّد الشهداء الحسین (علیه السلام) الذی یتمتع بمضمون قیّم لا مثیل له. فهذا الدعاء کنز من المعارف الإسلامیّة التی تعلّم کلّ مسلم سبیل معرفة الله والتوبة والإنابة إلیه وتصل بالروح ذروة المعرفة; فهو یتضمّن دورة عرفانیة إسلامیّة. روى بشر وبشیر(16) ابنا غالب الأسدی : کنّا مع الحسین(علیه السلام) عشیّة عرفة فخرج من فسطاطه متذللاً خاشعاً فجعل یمشی هوناً هوناً فی مسیرة الجبل (جبل الرحمة فی وسط عرفات) فاستقبل البیت ثمّ رفع یدیه تلقاء وجهه کاستطعام المسکین ثمّ قال(17) :
وقد جعلناه تسعة أقسام بغیة مزید من التوجه لمحتواه.
اَلْحَمْدُ للهِِ الَّذى لَیْسَ لِقَضآئِهِ دافِعٌ، وَلا لِعَطائِهِ مانِعٌ، وَلا کَصُنْعِهِ صُنْعُ
صانِع،وَهُوَ الْجَوادُ الْواسِعُ،فَطَرَ اَجْناسَ الْبَدائِعِ، واَتْقَنَ بِحِکْمَتِهِ الصَّنائِعَ،
لا تَخْفى عَلَیْهِ الطَّلایِعُ، وَ لا تَضیعُ عِنْدَهُ الْوَدائِعُ، جازى کُلِّ صانِع،
وَ رائِشُ کُلِّ قانع، وَ راحِمُ کُلِّ ضارِع، وَ مُنْزِلُ الْمَنافِعِ وَ الْکِتابِ الْجامِعِ
بِالنُّورِ السّاطِعِ، وَ هُوَ لِلدَّعَواتِ سامِعٌ، وَ لِلْکُرُباتِ دافِعٌ، وَ لِلدَّرَجاتِ
رافِعٌ، وَ لِلْجَبابِرَةِ قامِعٌ، فَلا اِلهَ غَیْرُهُ، وَلا شَىْءَ یَعْدِلُهُ، وَلَیْسَ کَمِثْلِهِ
شَىْءٌ، وَ هُوَ السَّمیعُ الْبَصیرُ اللَّطیفُ الْخَبیرُ، وَ هُوَ عَلى کُلِّ شَىْء قَدیرٌ.
اَللّهُمَّ اِنّى اَرْغَبُ إِلَیْکَ، وَاَشْهَدُ بِالرُّبُوبِیَّةِ لَکَ، مُقِرّاً بِاَنَّکَ رَبّى،وَ اِلَیْکَ
مَرَدّى، اِبْتَدَاْتَنى بِنِعْمَتِکَ قَبْلَ اَنْ اَکُونَ شَیْئاً مَذْکُوراً، وَخَلَقْتَنى مِنَ
التُّرابِ، ثُمَّ اَسْکَنْتَنِى الاَْصْلابَ، آمِناً لِرَیْبِ الْمَنُونِ، وَاخْتِلافِ الدُّهُورِ
وَالسِّنینَ، فَلَمْ اَزَلْ ظاعِناً مِنْ صُلْب اِلى رَحِم فى تَقادُم مِنَ الاَْیّامِ
الْماضِیَةِ، وَالْقُرُونِ الْخالِیَةِ، لَمْ تُخْرِجْنى لِرَاْفَتِکَ بى وَلُطْفِکَ لى
وَاِحْسانِکَ اِلَىَّ فى دَوْلَةِ اَئِمَّةِ الْکُفْرِ الَّذینَ نَقَضُوا عَهْدَکَ، وَکَذَّبُوا رُسُلَکَ،
لکِنَّکَ اَخْرَجْتَنى لِلَّذى سَبَقَ لى مِنَ الْهُدَى الَّذى لَهُ یَسَّرْتَنى، وَفیهِ
اَنْشَأْتَنى، وَمِنْ قَبْلِ ذلِکَ رَؤُفْتَ بى بِجَمیلِ صُنْعِکَ، وَسَوابِغِ نِعَمِکَ،
فابْتَدَعْتَ خَلْقى مِنْ مَنِىٍّ یُمْنى، وَاَسْکَنْتَنى فى ظُلُمات ثَلاث، بَیْنَ لَحْم
وَدَم وَجِلْد، لَمْ تُشْهِدْنى خَلْقى، وَلَمْ تَجْعَلْ اِلَىَّ شَیْئاً مِنْ اَمْرى، ثُمَّ
اَخْرَجْتَنى لِلَّذى سَبَقَ لى مِنَ الْهُدى اِلَى الدُّنْیا تآمّاً سَوِیّاً، وَحَفِظْتَنى
فِى الْمَهْدِ طِفْلاً صَبِیّاً، وَرَزَقْتَنى مِنَ الْغِذآءِ لَبَناً مَرِیّاً، وَعَطَفْتَ عَلَىَّ
قُلُوبَ الْحَواضِنِ، وَکَفَّلْتَنى الاُْمَّهاتِ الرَّواحِمَ، وَکَلاَْتَنى مِنْ طَوارِقِ
الْجآنِّ، وَسَلَّمْتَنى مِنَ الزِّیادَةِ وَالنُّقْصانِ، فَتَعالَیْتَ یا رَحیمُ یا رَحْمنُ،
حتّى اِذَا اسْتَهْلَلْتُ ناطِقاً بِالْکَلامِ، اَتْمَمْتَ عَلَىَّ سَوابِغَ الاِْنْعامِ، وَرَبَّیْتَنى
زایِداً فى کُلِّ عام، حَتّى إذَا اکْتَمَلَتْ فِطْرَتى، وَاعْتَدَلَتْ مِرَّتى، اَوْجَبْتَ
عَلَىَّ حُجَتَّکَ، بِاَنْ اَلْهَمْتَنى مَعْرِفَتَکَ، وَرَوَّعْتَنى بِعَجائِبِ حِکْمَتِکَ،
وَاَیْقَظْتَنى لِما ذَرَاْتَ فى سَمآئِکَوَاَرْضِکَ مِنْ بَدائِعِ خَلْقِکَ، وَنَبَّهْتَنى
لِشُکْرِکَ وَذِکْرِکَ، وَاَوجَبْتَ عَلَىَّ طاعَتَکَ وَعِبادَتَکَ، وَفَهَّمْتَنى ما جآءَتْ
بِهِ رُسُلُکَ، وَیَسَّرْتَ لى تَقَبُّلَ مَرْضاتِکَ، وَمَنَنْتَ عَلَىَّ فى جَمیعِ ذلِکَ
بِعَوْنِکَ وَلُطْفِکَ، ثُمَّ اِذْ خَلَقْتَنى مِنْ خَیْرِالثَّرى، لَمْ تَرْضَ لى یا اِلهى نِعْمَةً
دُونَ اُخرى، وَرَزَقْتَنى مِنْ اَنواعِ الْمَعاشِ، وَصُنُوفِ الرِّیاشِ، بِمَنِّکَ
الْعَظیمِ الاَْعْظَمِ عَلَىَّ، وَ اِحْسانِکَ الْقَدیمِ اِلَىَّ، حَتّى اِذا اَتْمَمْتَ عَلَىَّ
جَمیعَ النِّعَمِ، وَصَرَفْتَ عَنّى کُلَّ النِّقَمِ، لَمْ یَمْنَعْکَ جَهْلى وَجُرْأَتى عَلَیْکَ،
اَنْ دَلَلْتَنى اِلى ما یُقَرِّبُنى اِلَیْکَ، وَوَفَّقْتَنى لِما یُزْلِفُنى لَدَیْکَ، فَاِنْ دَعَوْتُکَ
اَجَبْتَنى، وَاِنْ سَئَلْتُکَ اَعْطَیْتَنى، وَاِنْ اَطَعْتُکَ شَکَرْتَنى، وَاِنْ شَکَرْتُکَ
زِدْتَنى، کُلُّ ذلِکَ اِکْمالٌ لاَِنْعُمِکَ عَلَىَّ، وَاِحْسانِکَ اِلَىَّ، فَسُبْحانَکَ
سُبْحانَکَ مِنْ مُبْدِئ مُعید حَمید مَجید، تَقَدَّسَتْ اَسْمآؤُکَ، وَعَظُمَتْ
الاؤُکَ، فَأَىَُّ نِعَمِکَ یا اِلهى اُحْصى عَدَداً وَذِکْراً، أَمْ اَىُّ عَطایاکَ أَقُومُ بِها
شُکْراً، وَهِىَ یا رَبِّ اَکْثَرُ مِنْ اَنْ یُحْصِیَهَا الْعآدُّونَ، أَوْ یَبْلُغَ عِلْماً بِهَا
الْحافِظُونَ، ثُمَّ ما صَرَفْتَ وَدَرَأْتَ عَنِّى اللّهُمَّ مِنَ الضُرِّ وَالضَّرّآءِ، أَکْثَرُ
مِمّا ظَهَرَ لى مِنَ الْعافِیَةِ وَالسَّرّآءِ.
وَاَ نَا اَشْهَدُ یا اِلهى بِحَقیقَةِ ایمانى، وَعَقْدِ عَزَماتِ یَقینى، وَخالِصِ
صَریحِ تَوْحیدى، وَباطِنِ مَکْنُونِ ضَمیرى، وَعَلائِقِ مَجارى نُورِ
بَصَرى، وَاَساریرِ صَفْحَةِ جَبینى، وَ خُرْقِ مَسارِبِ نَفْسى، وَ خَذاریفِ
مارِنِ عِرْنینى، وَ مَسارِبِ سِماخِ سَمْعى، وَ ما ضُمَّتْ وَ اَطْبَقَتْ عَلَیْهِ
شَفَتاىَ، وَ حَرَکاتِ لَفْظِ لِسانى، وَمَغْرَزِ حَنَکِ فَمى وَفَکّى، وَ مَنابِتِ
اَضْراسى، وَ مَساغِ مَطْعَمى وَ مَشْرَبى، وَحِمالَةِ اُمِّ رَأْسى، وَ بُلُوعِ فارِغِ
حَبآئِلِ عُنُقى، وَ مَا اشْتَمَلَ عَلَیْهِ تامُورُ صَدْرى، وَ حمائِلِ حَبْلِ وَتینى،
وَ نِیاطِ حِجابِ قَلْبى، وَ أَفْلاذِ حَواشى کَبِدى، وَ ما حَوَتْهُ شَراسیفُ
اَضْلاعى، وَ حِقاقُ مَفاصِلى، وَقَبْضُ عَوامِلى، وَاَطْرافُ اَنامِلى،
وَلَحْمى وَ دَمى، وَشَعْرى وَ بَشَرى، وَ عَصَبى وَ قَصَبى، وَ عِظامى وَ مُخّى
وَ عُرُوقى، وَ جَمیعُ جَوارِحى، وَ مَا انْتَسَجَ عَلى ذلِکَ اَیّامَ رِضاعى، وَ ما
اَقلَّتِ الاَْرْضُ مِنّى، وَ نَوْمى وَ یَقْظَتى وَسُکُونى، وَ حَرَکاتِ رُکُوعى
وَسُجُودى، اَنْ لَوْ حاوَلْتُ وَ اجْتَهَدْتُ مَدَى الاَْعصارِ وَ الاَْحْقابِ، لَوْ
عُمِّرْتُها اَنْ أُؤَدِّىَ شُکْرَ واحِدَة مِنْ أَنْعُمِکَ، مَا اسْتَطَعْتُ ذلِکَ اِلاَّ بِمَنِّکَ
الْمُوجَبِ عَلَىَّ بِهِ شُکْرُکَ اَبَداً جَدیداً، وَ ثَنآءً طارِفاً عَتیداً، اَجَلْ، وَ لَوْ
حَرَصْتُ اَنـَا وَالْعآدُّونَ مِنْ اَنامِکَ، أَنْ نُحْصِىَ مَدى اِنْعامِکَ سالِفِهِ وَ انِفِهِ،
ما حَصَرْناهُ عَدَداً، وَ لا اَحْصَیناهُ اَمَداً، هَیْهاتَ أنّى ذلِکَ، وَ اَنْتَ الْمُخْبِرُ
فى کِتابِکَ النّاطِقِ، وَ النَّبَأِ الصّادِقِ: وَ اِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللهِ لا تُحْصُوها.
صَدَقَ کِتابُکَ اللّهُمَّ وَاِنْبآؤُکَ، وَ بَلَّغَتْ اَنْبِیآؤُکَ وَ رُسُلُکَ ما اَنْزَلْتَ عَلَیْهِمْ
مِنْ وَحْیِکَ، وَ شَرَعْتَ لَهُمْ وَ بِهِمْ(18) مِنْ دینِکَ.
غَیْرَ أَنّى یا اِلهى اَشْهَدُ بِجَهْدى وَ جِدّى، وَ مَبْلَغِ طاعَتى وَ وُسْعى، وَ أَقُولُ
مُؤْمِناً مُوقِناً، اَلْحَمْدُ للهِِ الَّذى لَمْ یَتَّخِذْ وَلَداً فَیَکُونَ مَوْرُوثاً، وَ لَمْ یَکُنْ لَهُ
شَریکٌ فى مُلْکِهِ فَیُضآدَّهُ فیمَا ابْتَدَعَ، وَ لا وَلِىٌّ مِنَ الذُّلِّ فَیُرْفِدَهُ فیما
صَنَعَ، فَسُبْحانَهُ سُبْحانَهُ، لَوْ کانَ فیهِما الِهَةٌ اِلاَّ اللهُ لَفَسَدَتا وَ تَفَطَّرَتا،
سُبْحانَ اللهِ الْواحِدِ الاَْحَدِ الصَّمَدِ، اَلَّذى لَمْ یَلِدْ وَ لَمْ یُولَدْ، وَلَمْ یَکُنْ لَهُ
کُفُواً اَحَدٌ، اَلْحَمْدُ للهِِ حَمْداً یُعادِلُ حَمْدَ مَلائِکَتِهِ الْمُقَرَّبینَ، وَ اَنْبِیآئِهِ
الْمُرْسَلینَ، وَ صَلَّى اللهُ عَلى خِیَرَتِهِ مُحَمَّد خاتَمِ النَّبِیّینَ، وَ آلِهِ الطَّیِّبینَ
الطّاهِرینَ الْمُخلَصینَ، وَسَلَّمَ.
ثمّ بعد بیان الأوصاف الإلهیّة والتسبیح والتقدیس اندفع فی مسألة حاجته واجتهد فی الدعاء وقال وعیناه تسیلان :
اَللّهُمَّ اجْعَلْنى اَخْشاکَ کَانّى اَراکَ، وَاَسْعِدْنى بِتَقْویکَ، وَلا تُشْقِنى
بِمَعْصِیَتِکَ، وَخِرْلى فى قَضآئِکَ، وَبارِکْ لى فى قَدَرِکَ، حَتّى لا أُحِبَّ
تَعْجیلَ ما اَخَّرْتَ، وَلا تَاْخیرَ ما عَجَّلْتَ، اَللّهُمَّ اجْعَلْ غِناىَ فى نَفْسى،
وَالْیَقینَ فى قَلْبى، وَالاِْخْلاصَ فى عَمَلى، وَالنُّورَ فى بَصَرى، وَالْبَصیرَةَ
فى دینى، وَمَتِّعْنى بِجَوارِحى، وَاجْعَلْ سَمْعى وَبَصَرى اَلْوارِثَیْنِ مِنّى،
وَانْصُرْنى عَلى مَنْ ظَلَمَنى، وَاَرِنى فیهِ ثارى وَ مَآرِبى، وَاَقِرَّ بِذلِکَ
عَیْنى، اَللَّهُمَّ اکْشِفْ کُرْبَتى، وَاسْتُرْ عَوْرَتى، وَاغْفِرْ لى خَطیئَتى، وَاخْسَأْ
شَیْطانى، وَفُکَّ رِهانى، وَاجْعَلْ لى یا اِلهى الدَّرَجَةَ الْعُلْیا فِى الاْخِرَةِ
وَالاُْولى، اَللّهُمَّ لَکَ الْحَمْدُ کَما خَلَقْتَنى، فَجَعَلْتَنى سَمیعاً بَصیراً، وَلَکَ
الْحَمْدُ کَما خَلَقْتَنى، فَجَعَلْتَنى خَلْقاً سَوِیّاً رَحْمَةً بى، وَقَدْ کُنْتَ عَنْ
خَلْقى غَنِیّاً، رَبِّ بِما بَرَأْتَنْى فَعَدَّلْتَ فِطْرَتى، رَبِّ بِما اَنْشَأْتَنى
فَاَحْسَنْتَ صُورَتى، رَبِّ بِما اَحْسَنْتَ اِلَىَّ وَفى نَفْسى عافَیْتَنى، رَبِّ بِما
کَلاَْتَنى وَوَفَّقْتَنى، رَبِّ بِما اَنْعَمْتَ عَلَىَّ فَهَدَیْتَنى، رَبِّ بِما اَوْلَیْتَنى وَمِنْ
کُلِّ خَیْر اَعْطَیْتَنى، رَبِّ بِما اَطْعَمْتَنى وَسَقَیْتَنى، رَبِّ بِما اَغْنَیْتَنى
وَاَقْنَیْتَنى، رَبِّ بِما اَعَنْتَنى وَاَعْزَزْتَنى، رَبِّ بِما اَلْبَسْتَنى مِنْ سِتْرِکَ
الصّافى، وَ یَسَّرْتَ لى مِنْ صُنْعِکَ الْکافى، صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَ آلِ مُحَمَّد،
وَاَعِنّى عَلى بَوآئِقِ الدُّهُورِ، وَ صُرُوفِ اللَّیالى وَ الاَْیّامِ، وَنَجِّنى مِنْ
اَهْوالِ الدُّنْیا وَکُرُباتِ الاْخِرَةِ، وَاکْفِنى شَرَّ ما یَعْمَلُ الظّالِمُونَ فِى
الاَْرْضِ، اَللّهُمَّ ما اَخافُ فَاکْفِنى، وَما اَحْذَرُ فَقِنى، وَ فى نَفْسى وَ دینى
فَاحْرُسْنى، وَ فى سَفَرى فَاحْفَظْنى، وَ فى اَهْلى وَ مالى فَاخْلُفْنى، وَ فیما
رَزَقْتَنى فَبارِکْ لى، وَ فى نَفْسى فَذَلِّلْنى، وَ فى اَعْیُنِ النّاسِ فَعَظِّمْنى،
وَمِنْ شَرِّ الْجِنِّ وَ الاِْنْسِ فَسَلِّمْنى، وَ بِذُنُوبى فَلا تَفْضَحْنى، وَ بِسَریرَتى
فَلا تُخْزِنى، وَ بِعَمَلى فَلا تَبْتَلِنى، وَ نِعَمَکَ فَلا تَسْلُبْنى، وَ اِلى غَیْرِکَ فَلا
تَکِلْنى، اِلهى اِلى مَنْ تَکِلُنى، اِلى قَریب فَیَقْطَعُنى، اَمْ اِلى بَعید
فَیَتَجَهَّمُنى، اَمْ اِلَى الْمُسْتَضْعَفینَ لى وَاَنْتَ رَبّى، وَمَلیکُ اَمْرى، اَشْکُو
اِلَیْکَ غُرْبَتى، وَ بُعْدَ دارى، وَهَوانى عَلى مَنْ مَلَّکْتَهُ اَمْرى، اِلهى فَلا
تُحْلِلْ عَلَىَّ غَضَبَکَ، فَاِنْ لَمْ تَکُنْ غَضِبْتَ عَلَىَّ فَلا اُبالى سُبْحانَکَ غَیْرَ
اَنَّ عافِیَتَکَ اَوْسَعُ لى، فَاَسْئَلُکَ یا رَبِّ بِنُورِ وَجْهِکَ الَّذى اَشْرَقَتْ لَهُ
الاَْرْضُ وَالسَّمواتُ، وَ کُشِفَتْ بِهِ الظُّلُماتُ، وَ صَلُحَ بِهِ اَمْرُ الاَْوَّلینَ
وَالاْخِرینَ، اَنْ لا تُمیتَنى عَلى غَضَبِکَ، وَلا تُنْزِلَ بى سَخَطَکَ، لَکَ
الْعُتْبى لَکَ الْعُتْبى(19) حَتّى تَرْضى قَبْلَ ذلِک، لا اِلهَ اِلاَّ اَنْـتَ.
رَبَّ الْبَلَدِ الْحَرامِ، وَالْمَشْعَرِ الْحَرامِ، وَالْبَیْتِ الْعَتیقِ الَّذى اَحْلَلْتَهُ الْبَرَکَةَ،
وَجَعَلْتَهُ لِلنّاسِ اَمْناً، یا مَنْ عَفا عَنْ عَظیمِ الذُّنُوبِ بِحِلْمِهِ، یا مَنْ اَسْبَغَ
النَّعْمآءَ بِفَضْلِهِ، یا مَنْ اَعْطَى الْجَزیلَ بِکَرَمِهِ، یا عُدَّتى فى شِدَّتى، یا
صاحِبى فى وَحْدَتى، یا غِیاثى فى کُرْبَتى، یا وَلِیّى فى نِعْمَتى، یا اِلـهى
وَاِلـهَ آبائى، اِبْراهیمَ وَاِسْماعیلَ، وَاِسْحقَ وَیَعْقُوبَ، وَرَبَّ جَبْرَئیلَ
وَمیکائیلَ وَاِسْرافیلَ، وَربَّ مُحَمَّد خاتِمِ النَّبِیّینَ، وَ آلِهِ الْمُنْتَجَبینَ،
وَمُنْزِلَ التَّوراةِ وَالاِْنْجیلِ وَالزَّبُورِ وَالْفُرْقانِ، وَمُنَزِّلَ کـهیعص، وَطـه
وَیس، وَالْقُرآنِ الْحَکیمِ، اَنْتَ کَهْفى حینَ تُعْیینِى الْمَذاهِبُ فى سَعَتِها،
وَتَضیقُ بِىَ الاَْرْضُ بِرُحْبِها، وَلَوْلا رَحْمَتُکَ لَکُنْتُ مِنَ الْهالِکینَ، وَاَنْتَ
مُقیلُ عَثْرَتى، وَلَوْلا سَتْرُکَ اِیّاىَ لَکُنْتُ مِنَ الْمَفْضُوحینَ، وَ اَنْتَ مُؤَیِّدى
بِالنَّصْرِ عَلى اَعْدآئى، وَ لَوْ لا نَصْرُکَ اِیّاىَ لَکُنْتُ مِنَ الْمَغْلُوبینَ، یا مَنْ
خَصَّ نَفْسَهُ بِالسُّمُوِّ وَ الرِّفْعَةِ، فَاَوْلِیآئُهُ بِعِزِّهِ یَعْتَزُّونَ، یا مَنْ جَعَلَتْ لَهُ
الْمُلُوکُ نیرَ الْمَذَلَّةِ عَلى اَعْناقِهِمْ، فَهُمْ مِنْ سَطَواتِهِ خائِفُونَ، یَعْلَمُ خائِنَةَ
الاَْعْیُنِ وَما تُخْفِى الصُّدُورُ، وَ غَیْبَ ما تَاْتى بِهِ الاَْزْمِنَةُ وَالدُّهُورُ، یا مَنْ
لا یَعْلَمُ کَیْفَ هُوَ اِلاَّ هُوَ، یا مَنْ لا یَعْلَمُ ما هُوَ اِلاَّ هُوَ، یا مَنْ لا یَعْلَمُهُ اِلاَّ
هُوَ(20)، یا مَنْ کَبَسَ الاَْرْضَ عَلَى الْمآءِ، وَسَدَّ الْهَوآءَ بِالسَّمآءِ، یا مَنْ لَهُ
اَکْرَمُ الاَْسْمآءِ، یا ذَا الْمَعْرُوفِ الَّذى لا یَنْقَطِعُ اَبَداً، یا مُقَیِّضَ الرَّکْبِ
لِیُوسُفَ فِى الْبَلَدِ الْقَفْرِ، وَمُخْرِجَهُ مِنَ الْجُبِّ، وَجاعِلَهُ بَعْدَ الْعُبُودِیَّةِ
مَلِکاً، یا رادَّهُ عَلى یَعْقُوبَ بَعْدَ اَنِ ابْیَضَّتْ عَیْناهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ کَظیمٌ، یا
کاشِفَ الضُّرِّ وَالْبَلْوى عَنْ اَیُّوبَ، وَمُمْسِکَ یَدَىْ اِبْراهیمَ عَنْ ذَبْحِ ابْنِهِ،
بَعْدَ کِبَرِ سِنِّهِ وَفَنآءِ عُمُرِهِ، یا مَنِ اسْتَجابَ لِزَکَرِیّا فَوَهَبَ لَهُ یَحْیى، وَلَمْ
یَدَعْهُ فَرْداً وَحیداً، یا مَنْ اَخْرَجَ یُونُسَ مِنْ بَطْنِ الْحُوتِ، یا مَنْ فَلَقَ
الْبَحْرَ لِبَنى اِسْرآئیلَ فَاَنْجاهُمْ، وَجَعَلَ فِرْعَوْنَ وَجُنُودَهُ مِنَ الْمُغْرَقینَ، یا
مَنْ اَرْسَلَ الرِّیاحَ مُبَشِّرات بَیْنَ یَدَىْ رَحْمَتِهِ، یا مَنْ لَمْ یَعْجَلْ عَلى مَنْ
عَصاهُ مِنْ خَلْقِهِ، یا مَنِ اسْتَنْقَذَ السَّحَرَةَ مِنْ بَعْدِ طُولِ الْجُحُودِ، وَقَدْ
غَدَوْا فى نِعْمَتِهِ یَاْکُلُونَ رِزْقَهُ، وَیَعْبُدُونَ غَیْرَهُ، وَقَدْ حآدُّوهُ وَنآدُّوهُ،
وَکَذَّبُوا رُسُلَهُ، یا اَللهُ یا اَللهُ یا بَدىُ، یا بَدیعاً لا نِدَّ لَکَ، یا دآئِماً لا نَفادَ لَکَ،
یا حَیّاً حینَ لا حَىَّ، یا مُحْیِىَ الْمَوْتى، یا مَنْ هُوَ قآئِمٌ عَلى کُلِّ نَفْس بِما
کَسَبَتْ، یا مَنْ قَلَّ لَهُ شُکْرى فَلَمْ یَحْرِمْنى،وَعَظُمَتْ خَطیئَتى فَلَمْ
یَفْضَحْنى، وَ رَانى عَلَى الْمَعاصى فَلَمْ یَشْهَرْنى، یا مَنْ حَفِظَنى فى
صِغَرى، یا مَنْ رَزَقَنى فى کِبَرى، یا مَنْ اَیادیهِ عِنْدى لا تُحْصى، وَنِعَمُهُ
لا تُجازى، یا مَنْ عارَضَنى بِالْخَیْرِ وَالاِْحْسانِ، وَعارَضْتُهُ بِالاِْسائَةِ
وَالْعِصْیانِ، یا مَنْ هَدانى لِلاْیمانِ مِنْ قَبْلِ اَنْ اَعْرِفَ شُکْرَ الاِْمْتِنانِ، یا
مَنْ دَعَوْتُهُ مَریضاً فَشَفانى، وَعُرْیاناً فَکَسانى، وَجائِعاً فَاَشْبَعَنى،
وَعَطْشاناً فَاَرْوانى، وَذَلیلاً فَاَعَزَّنى، وَجاهِلاً فَعَرَّفَنى، وَوَحیداً
فَکَثَّرَنى، وَغائِباً فَرَدَّنى، وَمُقِلاًّ فَاَغْنانى، وَمُنْتَصِراً فَنَصَرَنى، وَغَنِیّاً فَلَمْ
یَسْلُبْنى، وَاَمْسَکْتُ عَنْ جَمیعِ ذلِکَ فَابْتَدَاَنى، فَلَکَ الْحَمْدُ وَالشُّکْرُ یا
مَنْ اَقالَ عَثْرَتى، وَ نَفَّسَ کُرْبَتى، وَ اَجابَ دَعْوَتى، وَ سَتَرَ عَوْرَتى،
وَغَفَرَ ذُنُوبى، وَ بَلَّغَنى طَلِبَتى، وَ نَصَرَنى عَلى عَدُوّى، وَ اِنْ اَعُدَّ نِعَمَکَ
وَمِنَنَکَ وَکَرائِمَ مِنَحِکَ لا اُحْصیها، یا مَوْلاىَ اَنْتَ الَّذى مَنَنْتَ، اَنْتَ الَّذى
اَنْعَمْتَ، اَنْتَ الَّذى اَحْسَنْتَ، اَنْتَ الَّذى اَجْمَلْتَ، اَنْتَ الَّذى اَفْضَلْتَ، اَنْتَ
الَّذى اَکْمَلْتَ، اَنْتَ الَّذى رَزَقْتَ، اَنْتَ الَّذى وَفَّقْتَ، اَنْتَ الَّذى اَعْطَیْتَ،
اَنْتَ الَّذى اَغْنَیْتَ، اَنْتَ الَّذى اَقْنَیْتَ، اَنْتَ الَّذى اوَیْتَ، اَنْتَ الَّذى کَفَیْتَ،
اَنْتَ الَّذى هَدَیْتَ، اَنْتَ الَّذى عَصَمْتَ، اَنْتَ الَّذى سَتَرْتَ، اَنْتَ الَّذى
غَفَرْتَ، اَنْتَ الَّذى اَقَلْتَ، اَنْتَ الَّذى مَکَّنْتَ، اَنْتَ الَّذى اَعْزَزْتَ، اَنْتَ
الَّذى اَعَنْتَ، اَنْتَ الَّذى عَضَدْتَ، اَنْتَ الَّذى اَیَّدْتَ، اَنْتَ الَّذى نَصَرْتَ،
اَنْتَ الَّذى شَفَیْتَ، اَنْتَ الَّذى عافَیْتَ، اَنْتَ الَّذى اَکْرَمْتَ، تَبارَکْتَ
وَتَعالَیْتَ، فَلَکَ الْحَمْدُ دآئِماً، وَلَکَ الشُّکْرُ واصِباً اَبَداً، ثُمَّ اَنَا یا اِلهى
الْمُعْتَرِفُ بِذُنُوبى فَاغْفِرْها لى، اَ نَا الَّذى اَسَاْتُ، اَ نَا الَّذى اَخْطَاْتُ، اَ نَا
الَّذى هَمَمْتُ، اَ نَا الَّذى جَهِلْتُ، اَنـَا الَّذى غَفَلْتُ، اَنـَا الَّذى سَهَوْتُ، اَنـَا
الَّذِى اعْتَمَدْتُ، اَنـَا الَّذى تَعَمَّدْتُ، اَ نَا الَّذى وَعَدْتُ، وَ اَ نَاالَّذى اَخْلَفْتُ،
اَ نَا الَّذى نَکَثْتُ، اَ نَا الَّذى اَقْرَرْتُ، اَ نَا الَّذِى اعْتَرَفْتُ بِنِعْمَتِکَ عَلَىَّ
وَعِنْدى، وَاَبُوءُ بِذُنُوبى فَاغْفِرْها لى، یا مَنْ لا تَضُرُّهُ ذُنُوبُ عِبادِهِ، و هُوَ
الْغَنیُّ عَنْ طاعَتِهِمْ، وَالْمُوَفِّقُ مَنْ عَمِلَ صالِحاً مِنْهُمْ بِمَعُونَتِهِ وَ رَحْمَتِهِ،
فَلَکَ الْحَمْدُ اِلـهى وَسَیِّدى، اِلـهى اَمَرْتَنى فَعَصَیْتُکَ، وَ نَهَیْتَنى فَارْتَکَبْتُ
نَهْیَکَ، فَاَصْبَحْتُ لا ذا بَرآءَة لى فَاَعْتَذِرُ، وَ لا ذا قُوَّة فَاَنْتَصِرُ، فَبِأَىِّ شَىْء
اَسْتَقْبِلُکَ یا مَوْلاىَ، اَبِسَمْعى اَمْ بِبَصَرى اَمْ بِلِسانى، اَمْ بِیَدى اَمْ بِرِجْلى،
اَلـَیْسَ کُلُّها نِعَمَکَ عِندى، وَ بِکُلِّها عَصَیْتُکَ یا مَوْلاىَ، فَلَکَ الْحُجَّةُ
وَالسَّبیلُ عَلَىَّ، یا مَنْ سَتَرَنى مِنَ الاْباءِ وَ الاُْمَّهاتِ اَنْ یَزْجُرُونى، وَ مِنَ
الْعَشائِرِ وَالاِْخْوانِ اَنْ یُعَیِّرُونى، وَمِنَ السَّلاطینِ اَنْ یُعاقِبُونى، وَ لَوِ
اطَّلَعُوا یا مَوْلاىَ عَلى مَا اطَّلَعْتَ عَلَیْهِ مِنّى اِذاً ما اَنْظَرُونى، وَ لَرَفَضُونى
وَ قَطَعُونى، فَها اَنـَا ذا یا اِلـهى بَیْنَ یَدَیْکَ، یا سَیِّدى خاضِعٌ ذَلیلٌ حَصیرٌ
حَقیرٌ، لا ذُو بَرآئَة فَاَعْتَذِرُ، وَ لا ذُو قُوَّة فَاَنْتَصِرُ، وَلا ذُو حُجَّة فَاَحْتَجُّ
بِها، وَلا قائِلٌ لَمْ اَجْتَرِحْ وَ لَمْ اَعْمَلْ سُوءاً، وَ ما عَسَى الْجُحُودُ وَ لَوْ
جَحَدْتُ یا مَوْلاىَ یَنْفَعُنى، کَیْفَ وَ اَنّى ذلِکَ، وَ جَوارِحى کُلُّها شاهِدَةٌ
عَلَىَّ بِما قَدْ عَمِلْتُ، وَعَلِمْتُ(21) یَقیناً غَیْرَ ذى شَکٍّ اَنَّکَ سآئِلى مِنْ عَظایِمِ 
الاُْمُورِ، وَ اَنَّکَ الْحَکَمُ الْعَدْلُ الَّذى لا تَجُورُ، وَ عَدْلُکَ مُهْلِکى، وَ مِنْ کُلِّ
عَدْلِکَ مَهْرَبى، فَاِنْ تُعَذِّبْنى یا اِلـهى فَبِذُنُوبى بَعْدَ حُجَّتِکَ عَلَىَّ، وَ اِنْ
تَعْفُ عَنّى فَبِحِلْمِکَ وَ جُودِکَ وَ کَرَمِکَ، لا اِلهَ اِلاَّ اَنْتَ، سُبْحانَکَ اِنّى کُنْتُ
مِنَ الظّالِمینَ، لا اِلهَ اِلاَّ اَنْتَ، سُبْحانَکَ اِنّى کُنْتُ مِنَ الْمُسْتَغْفِرینَ، لا اِلهَ
اِلاَّ اَنْتَ، سُبْحانَکَ اِنّى کُنْتُ مِنَ الْمُوَحِّدینَ، لا اِلهَ اِلاَّ اَنْتَ، سُبْحانَکَ اِنّى
کُنْتُ مِنَ الْخآئِفینَ، لا اِلهَ اِلاَّ اَنْتَ، سُبْحانَکَ اِنّى کُنْتُ مِنَ الْوَجِلینَ، لا اِلهَ
اِلاَّ اَنْتَ، سُبْحانَکَ اِنّى کُنْتُ مِنَ الرّاجینَ، لااِلهَ اِلاَّ اَنْتَ، سُبْحانَکَ اِنّى
کُنْتُ مِنَ الرّاغِبینَ، لا اِلهَ اِلاَّ اَنْتَ، سُبْحانَکَ اِنّى کُنْتُ مِنَ الْمُهَلِّلینَ، لا اِلهَ
اِلاَّ اَنْتَ، سُبْحانَکَ اِنّى کُنْتُ مِنَ السّـآئِلینَ، لا اِلهَ اِلاَّ اَنْتَ، سُبْحانَکَ اِنّى
کُنْتُ مِنَ الْمُسَبِّحینَ، لا اِلهَ اِلاَّ اَنْتَ، سُبْحانَکَ اِنّى کُنْتُ مِنَ الْمُکَبِّرینَ،
لااِلهَ اِلاَّ اَنْتَ، سُبْحانَکَ رَبّى وَرَبُّ ابآئِىَ الاَْوَّلینَ.
اَللّهُمَّ هذا ثَنائى عَلَیْکَ مُمَجِّداً، وَاِخْلاصى لِذِکْرِکَ مُوَحِّداً، وَاِقْرارى
بِـالائِکَ مُعَدِّداً، وَاِنْ کُنْتُ مُقِرّاً اَنّى لَمْ اُحْصِها لِکَثْرَتِها وَسُبُوغِها
وَتَظاهُرِها، وَتَقادُمِها اِلى حادِث، ما لَمْ تَزَلْ تَتَعَهَّدُنى بِهِ مَعَها مُنْذُ
خَلَقْتَنى، وَبَرَاْتَنى مِنْ اَوَّلِ الْعُمْرِ مِنَ الاِْغْنآءِ مِنَ الْفَقْرِ، وَکَشْفِ الضُّرِّ،
وَتَسْبیبِ الْیُسْرِ، وَدَفْعِ الْعُسْرِ، وَتَفریجِ الْکَرْبِ، وَالْعافِیَةِ فِى الْبَدَنِ،
وَالسَّلامَةِ فِى الدّینِ، وَلَوْ رَفَدَنى عَلى قَدْرِ ذِکْرِ نِعْمَتِکَ جَمیعُ الْعالَمینَ
مِنَ الاَْوَّلینَ وَالاْخِرینَ، ما قَدَرْتُ وَلاهُمْ عَلى ذلِکَ، تَقَدَّسْتَ وَتَعالَیْتَ
مِنْ رَبٍّ کَریم عَظیم رَحیم، لا تُحْصى الاؤُکَ، وَلا یُبْلَغُ ثَنآؤُکَ، وَلا
تُکافى نَعْمآؤُکَ، صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَ آلِ مُحَمَّد، وَاَتْمِمْ عَلَیْنا نِعَمَکَ،
وَاَسْعِدْنا بِطاعَتِکَ، سُبْحانَکَ لا اِلهَ اِلاَّ اَنْتَ، اَللَّهُمَّ اِنَّکَ تُجیبُ الْمُضْطَرَّ،
وَتَکْشِفُ السُّوءَ، وَتُغیثُ الْمَکْرُوبَ، وَتَشْفِى السَّقیمَ، وَتُغْنِى الْفَقیرَ،
وَتَجْبُرُ الْکَسیرَ، وَتَرْحَمُ الصَّغیرَ، وَتُعینُ الْکَبیرَ، وَلَیْسَ دُونَکَ ظَهیرٌ، وَلا
فَوْقَکَ قَدیرٌ، وَاَنْتَ الْعَلِىُّ الْکَبیرُ، یا مُطْلِقَ الْمُکَبَّلِ الاَْسیرِ، یا رازِقَ
الطِّفْلِ الصَّغیرِ، یا عِصْمَةَ الْخآئِفِ الْمُسْتَجیرِ، یا مَنْ لا شَریکَ لَهُ وَلا
وَزیرَ، صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَ آلِ مُحَمَّد، وَاَعْطِنى فى هذِهِ الْعَشِیَّةِ، اَفْضَلَ ما
اَعْطَیْتَ وَاَنـَلْتَ اَحَداً مِنْ عِبادِکَ، مِنْ نِعْمَة تُولیها، وَ الاء تُجَدِّدُها، وَبَلِیَّة
تَصْرِفُها، وَکُرْبَة تَکْشِفُها، وَدَعْوَة تَسْمَعُها، وَحَسَنَة تَتَقَبَّلُها، وَسَیِّئَة
تَتَغَمَّدُها، اِنَّکَ لَطیفٌ بِما تَشآءُ خَبیرٌ، وَعَلى کُلِّ شَىْء قَدیرٌ، اَللَّهُمَّ اِنَّکَ
اَقْرَبُ مَنْ دُعِىَ، وَاَسْرَعُ مَنْ اَجابَ، وَاَکْرَمُ مَنْ عَفى، وَاَوْسَعُ مَنْ اَعْطى،
وَاَسْمَعُ مَنْ سُئِلَ، یا رَحمنَ الدُّنْیا وَالاْخِرَةِ وَرحیمَهُما، لَیْسَ کَمِثْلِکَ
مَسْئُولٌ، وَلا سِواکَ مَاْمُولٌ، دَعَوْتُکَ فَاَجَبْتَنى، وَ سَئَلْتُکَ فَاَعْطَیْتَنى،
وَرَغِبْتُ اِلَیْکَ فَرَحِمْتَنى، وَوَثِقْتُ بِکَ فَنَجَّیْتَنى، وَفَزِعْتُ اِلَیْکَ فَکَفَیْتَنى،
اَللّهُمَّ فَصَلِّ عَلى مُحَمَّد عَبْدِکَ وَرَسُولِکَ وَنَبِیِّکَ، وَعَلى آلِهِ الطَّیِّبینَ
الطّاهِرینَ اَجْمَعینَ، وَتَمِّمْ لَنا نَعْمآئَکَ، وَ هَنِّئْنا عَطآئَکَ، وَ اکْتُبْنا لَکَ
شاکِرینَ، وَ لاِلائِکَ ذاکِرینَ، امینَ امینَ رَبَّ الْعالَمینَ، اَللّهُمَّ یا مَنْ مَلَکَ
فَقَدَرَ، وَ قَدَرَ فَقَهَرَ، وَ عُصِىَ فَسَتَرَ، وَ اسْتُغْفِرَ فَغَفَرَ، یا غایَةَ الطّالِبینَ
الرّاغِبینَ، وَ مُنْتَهى اَمَلِ الرّاجینَ، یا مَنْ اَحاطَ بِکُلِّ شَىْء عِلْماً، وَوَسِعَ
الْمُسْتَقیلینَ رَاْفَةً وَرَحْمَةً وَحِلْماً.
اَللّهُمَّ اِنّا نَتَوَجَّهُ اِلَیْکَ فى هذِهِ الْعَشِیَّةِ الَّتى شَرَّفْتَها وَعَظَّمْتَها، بِمُحَمَّد
نَبِیِّکَ وَرَسُولِکَ، وَخِیَرَتِکَ مِنْ خَلْقِکَ، وَاَمینِکَ عَلى وَحْیِکَ، اَلْبَشیرِ
النَّذیرِ، اَلسِّراجِ الْمُنیرِ، اَلَّذى اَنْعَمْتَ بِهِ عَلَى الْمُسْلِمینَ، وَجَعَلْتَهُ رَحْمَةً
لِلْعالَمینَ، اَللّهُمَّ فَصَلِّ عَلى مُحَمَّد وَ آلِ مُحَمَّد، کَما مُحَمَّدٌ اَهْلٌ لِذلِکَ
مِنْکَ یا عَظیمُ، فَصَـلِّ عَلَیْـهِ وَعَلى آلِهِ الْمُنْتَجَبیـنَ الطَّیِّبیـنَ الطّاهِرینَ
اَجْمَعینَ، وَتَغَمَّدْنا بِعَفْوِکَ عَنّا، فَاِلَیْکَ عَجَّتِ الاَْصْواتُ بِصُنُوفِ اللُّغاتِ،
فَاجْعَلْ لَنَا اللّهُمَّ فى هذِهِ الْعَشِیَّةِ، نَصیباً مِنْ کُلِّ خَیْر تَقْسِمُهُ بَیْنَ عِبادِکَ،
وَنُور تَهْدى بِهِ، وَرَحْمَة تَنْشُرُها، وَبَرَکَة تُنْزِلُها، وَعافِیَة تُجَلِّلُها، وَرِزْق
تَبْسُطُهُ، یا اَرْحَمَ الرّاحِمینَ، اَللّهُمَّ اَقْلِبْنا فى هذَا الْوَقْتِ مُنْجِحینَ
مُفْلِحینَ، مَبْرُورینَ غانِمینَ،وَلاتَجْعَلْنا مِنَ الْقانِطینَ، وَلا تُخْلِنا مِنْ
رَحْمَتِکَ، وَلا تَحْرِمْنا ما نُؤَمِّلُهُ مِنْ فَضْلِکَ، وَلا تَجْعَلْنا مِنْ رَحْمَتِکَ
مَحْرُومینَ، وَلا لِفَضْلِ ما نُؤَمِّلُهُ مِنْ عَطآئِکَ قانِطینَ، وَلا تَرُدَّنا خائِبینَ،
وَلا مِنْ بابِکَ مَطْرُودینَ، یا اَجْوَدَ الاَْجْوَدینَ، وَاَکْرَمَ الاَْکْرَمینَ، اِلَیْکَ
اَقْبَلْنا مُوقِنینَ، وَ لِبَیْتِکَ الْحَرامِ امّینَ قاصِدینَ، فَاَعِنّا عَلى مَناسِکِنا،
وَاَکْمِلْ لَنا حَجَّنا، وَاعْفُ عَنّا(22) وَعافِنا، فَقَدْ مَدَدْنا اِلَیْکَ اَیْدِیَنا، فَهِىَ بِذِلَّةِ
الاِْعْتِرافِ مَوْسُومَةٌ، اَللّهُمَّ فَاَعْطِنا فى هذِهِ الْعَشِیَّةِ ما سَئَلْناکَ، وَاکْفِنا مَا
اسْتَکْفَیْناکَ، فَلا کافِىَ لَنا سِواکَ، وَلا رَبَّ لَنا غَیْرُکَ، نافِذٌ فینا حُکْمُکَ،
مُحیطٌ بِنا عِلْمُکَ، عَدْلٌ فینا قَضآؤُکَ، اِقْضِ لَنَا الْخَیْرَ، وَاجْعَلْنا مِنْ اَهْلِ
الْخَیْرِ، اَللّهُمَّ اَوْجِبْ لَنا بِجُودِکَ عَظیمَ الاَْجْرِ، وَکَریمَ الذُّخْرِ، وَدَوامَ
الْیُسْرِ، وَاغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا اَجْمَعینَ، وَلا تُهْلِکْنا مَعَ الْهالِکینَ، وَلا تَصْرِفْ
عَنّا رَاْفَتَکَ وَرَحْمَتَکَ، یا اَرْحَمَ الرّاحِمینَ، اَللّهُمَّ اجْعَلْنا فى هذَا الْوَقْتِ
مِمَّنْ سَئَلَکَ فَاَعْطَیْتَهُ، وَشَکَرَکَ فَزِدْتَهُ، وَتابَ اِلَیْکَ فَقَبِلْتَهُ، وَتَنَصَّلَ اِلَیْکَ
مِنْ ذُنُوبِهِ کُلِّها فَغَفَرْتَها لَهُ، یا ذَاالْجَلالِ وَالاِْکْرامِ، اَللّهُمَّ وَ نَقِّنا(23) وَ سَدِّدْنا،
وَاقْبَلْ تَضَرُّعَنا، یا خَیْرَ مَنْ سُئِلَ، وَیا اَرْحَمَ مَنِ اسْتُرْحِمَ، یا مَنْ لا
یَخْفى عَلَیْهِ اِغْماضُ الْجُفُونِ، وَلا لَحْظُ الْعُیُونِ، وَلا مَا اسْتَقَرَّ فِى
الْمَکْنُونِ، وَلا مَا انْطَوَتْ عَلَیْهِ مُضْمَراتُ الْقُلُوبِ، اَلا کُلُّ ذلِکَ قَدْ اَحْصاهُ
عِلْمُکَ، وَوَسِعَهُ حِلْمُکَ، سُبْحانَکَ وَتَعالَیْتَ عَمّا یَقُولُ الظّالِمُونَ عُلُوّاً
کَبیراً، تُسَبِّحُ لَکَ السَّمواتُ السَّبْعُ وَالاَْرَضُونَ وَمَنْ فیهِنَّ، وَاِنْ مِنْ شَىْء
اِلاَّ یُسَبِّحُ بِحَمْدِکَ، فَلَکَ الْحَمْدُ وَالْمَجْدُ وَعُلُوُّ الْجَدِّ، یا ذَاالْجَلالِ
وَالاِْکْرامِ، وَالْفَضْلِ وَالاِْنْعامِ، وَالاَْیادِى الْجِسامِ، وَاَنْتَ الْجَوادُ
الْکَریمُ الرَّؤُوفُ الرَّحیمُ، اَللّهُمَّ اَوْسِعْ عَلَىَّ مِنْ رِزْقِکَ الْحَلالِ، وَعافِنى
فى بَدَنى وَ دینى، وَ امِنْ خَوْفى، وَ اَعْتِقْ رَقَبَتى مِنَ النّارِ، اَللّهُمَّ لا تَمْکُرْ
بى، وَلا تَسْتَدْرِجْنى، وَلا تَخْدَعْنى، وَ ادْرَءْ عَنّى شَرَّ فَسَقَةِ الْجِنِّ
وَالاِْنْسِ* 
ثمّ رفع رأسه وبصره إلى السماء وعیناه ماطرتان مزادتان وقال بصوت عال : 
یا اَسْمَعَ السّامِعینَ، یا اَبْصَرَ النّاظِرینَ، وَیا اَسْرَعَ
الْحاسِبینَ، وَیا اَرْحَمَ الرّاحِمینَ، صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَ آلِ مُحَمَّد السّادَةِ
الْمَیامینِ، وَاَسْئَلُکَ اللّهُمَّ حاجَتِىَ الَّتى اِنْ اَعْطَیْتَنیها لَمْ یَضُرَّنى ما
مَنَعْتَنى، وَاِنْ مَنَعْتَنیها لَمْ یَنْفَعْنى ما اَعْطَیْتَنى، اَسْئَلُکَ فَکاکَ رَقَبَتى مِنَ
النّارِ، لااِلهَ اِلاَّ اَنْتَ، وَحْدَکَ لا شَریکَ لَکَ، لَکَ الْمُلْکُ وَ لَکَ الْحَمْدُ، وَ اَنْتَ
عَلى کُلِّ شَىْء قَدیرٌ، یا رَبِّ یا رَبِّ.
وکان یکرّر قوله «یا ربّ» وشغل من حضر ممّن کان حوله عن الدعاء لأنفسهم وأقبلوا على الاستماع له والتأمین على دعائه ثمّ علت أصواتهم بالبکاء معه وغربت الشمس وأفاضت الناس معه إلى المشعر الحرام.
وزاد السیّد ابن طاووس فی الإقبال بعد «یا ربّ یا ربّ یا ربّ» هذه الزیادة(24) :
اِلـهى اَنـَا الْفَقیرُ فى غِناىَ، فَکَیْفَ لا اَکُونُ فَقیراً فى فَقْرى، اِلـهى اَنـَا
الْجاهِلُ فى عِلْمى، فَکَیْفَ لا اَکُونُ جَهُولاً فى جَهْلى، اِلـهى اِنَّ اخْتِلافَ
تَدْبیرِکَ وَسُرْعَةَ طَوآءِ مَقادیرِکَ، مَنَعا عِبادَکَ الْعارِفینَ بِکَ عَنِ السُّکُونِ
اِلى عَطآء، وَالْیَأْسِ مِنْکَ فى بَلاء، اِلهى مِنّى ما یَلیقُ بِلُؤْمى، وَمِنْکَ ما
یَلیقُ بِکَرَمِکَ، اِلهى وَصَفْتَ نَفْسَکَ بِاللُّطْفِ وَالرَّأْفَةِ لى قَبْلَ وُجُودِ
ضَعْفى، اَفَتَمْنَعُنى مِنْهُما بَعْدَ وُجُودِ ضَعْفى، اِلهى اِنْ ظَهَرَتِ الْمَحاسِنُ
مِنّى فَبِفَضْلِکَ، وَلَکَ الْمِنَّةُ عَلَىَّ، وَاِنْ ظَهَرَتِ الْمَساوى مِنّى فَبِعَدْلِکَ،
وَلَکَ الْحُجَّةُ عَلَىَّ، اِلهى کَیْفَ تَکِلُنى وَقَدْ تَکَفَّلْتَ لى، وَکَیْفَ اُضامُ وَاَنْتَ
النّاصِرُ لى، اَمْ کَیْفَ اَخیبُ وَاَنْتَ الْحَفِىُّ بى، ها اَنـَا اَتَوَسَّلُ اِلَیْکَ بِفَقْرى
اِلَیْکَ، وَکَیْفَ اَتَوَسَّلُ اِلَیْکَ بِما هُوَ مَحالٌ اَنْ یَصِلَ اِلَیْکَ، اَمْ کَیْفَ اَشْکُو
اِلَیْکَ حالى وَهُوَ لا یَخْفى عَلَیْکَ، اَمْ کَیْفَ اُتَرْجِمُ بِمَقالى وَهُوَ مِنَکَ بَرَزٌ
اِلَیْکَ، اَمْ کَیْفَ تُخَیِّبُ امالى وَهِىَ قَدْ وَفَدَتْ اِلَیْکَ، اَمْ کَیْفَ لا تُحْسِنُ
اَحْوالى وَبِکَ قامَتْ، اِلهى ما اَلْطَفَکَ بى مَعَ عَظیمِ جَهْلى، وَما اَرْحَمَکَ بى
مَعَ قَبیحِ فِعْلى، اِلهى ما اَقْرَبَکَ مِنّى وَاَبْعَدَنى عَنْکَ، وَما اَرْاَفَکَ بى، فَمَا
الَّذى یَحْجُبُنى عَنْکَ، اِلهى عَلِمْتُ بِاخْتِلافِ الاْثارِ وَتَنقُّلاتِ الاَْطْوارِ،
اَنَّ مُرادَکَ مِنّى اَنْ تَتَعَرَّفَ اِلَىَّ فى کُلِّ شَىْء، حَتّى لا اَجْهَلَکَ فى شَىْء،
اِلهى کُلَّما اَخْرَسَنى لُؤْمى اَنْطَقَنى کَرَمُکَ، وَکُلَّما ایَسَتْنى اَوْصافى
اَطْمَعَتْنى مِنَنُکَ، اِلهى مَنْ کانَتْ مَحاسِنُهُ مَساوِىَ، فَکَیْفَ لا تَکُونُ
مَساویهِ مَساوِىَ، وَمَنْ کانَتْ حَقایِقُهُ دَعاوِىَ، فَکَیْفَ لاتَکُونُ دَعاویهِ
دَعاوِىَ، اِلهى حُکْمُکَ النّافِذُ وَمَشِیَّتُکَ الْقاهِرَةُ لَمْ یَتْرُکا لِذى مَقال
مَقالاً، وَلا لِذى حال حالاً، اِلهى کَمْ مِنْ طاعَة بَنَیْتُها، وَحالَة شَیَّدْتُها،
هَدَمَ اعْتِمادى عَلَیْها عَدْلُکَ، بَلْ اَقالَنى مِنْها فَضْلُکَ، اِلهى اِنَّکَ تَعْلَمُ اَنّى
وَاِنْ لَمْ تَدُمِ الطّاعَةُ مِنّى فِعْلاً جَزْماً، فَقَدْ دامَتْ مَحَبَّةً وَعَزْماً، اِلهى کَیْفَ
اَعْزِمُ وَاَنْتَ الْقاهِرُ، وَکَیْفَ لا اَعْزِمُ وَاَنْتَ الاْمِرُ، اِلهى تَرَدُّدى فِى الاْثارِ
یُوجِبُ بُعْدَ الْمَزارِ، فَاجْمَعْنى عَلَیْکَ بِخِدْمَة تُوصِلُنى اِلَیْکَ، کَیْفَ
یُسْتَدَلُّ عَلَیْکَ بِما هُوَ فى وُجُودِهِ مُفْتَقِرٌ اِلَیْکَ، اَیَکُونُ لِغَیْرِکَ مِنَ الظُّهُورِ
ما لَیْسَ لَکَ، حَتّى یَکُونَ هُوَ الْمُظْهِرَ لَکَ، مَتى غِبْتَ حَتّى تَحْتاجَ اِلى
دَلیل یَدُلُّ عَلیْکَ، وَمَتى بَعُدْتَ حَتّى تَکُونَ الاْثارُ هِىَ الَّتى تُوصِلُ
اِلَیْکَ، عَمِیَتْ عَیْنٌ لاتَراکَ عَلَیْها رَقیباً، وَخَسِرَتْ صَفْقَةُ عَبْد لَمْ تَجْعَلْ لَهُ
مِنْ حُبِّکَ نَصیباً، اِلهى اَمَرْتَ بِالرُّجُوعِ اِلَى الاْثارِ، فَارْجِعْنى اِلَیْکَ
بِکِسْوَةِ الاَْنْوارِ، وَهِدایَةِ الاِْسْتِبصارِ، حَتّى اَرْجِعَ اِلَیْکَ مِنْها، کَما دَخَلْتُ
اِلَیْکَ مِنْها مَصُونَ السِّرِّ عَنِ النَّظَرِ اِلَیْها، وَمَرْفُوعَ الْهِمَّةِ عَنِ الاِْعْتِمادِ
عَلَیْها، اِنَّکَ عَلى کُلِّ شَىْ قَدیرٌ، اِلهى هذا ذُلّى ظاهِرٌ بَیْنَ یَدَیْکَ، وَهذا
حالى لا یَخْفى عَلَیْکَ، مِنْکَ اَطْلُبُ الْوُصُولَ اِلَیْکَ، وَبِکَ اَسْتَدِلُّ عَلَیْکَ،
فَاهْدِنى بِنُورِکَ اِلَیْکَ، وَاَقِمْنى بِصِدْقِ الْعُبُودِیَّةِ بَیْنَ یَدَیْکَ، اِلهى عَلِّمْنى
مِنْ عِلْمِکَ الْمَخْزُونِ، وَصُنّى بِسِتْرِکَ الْمَصُونِ، اِلهى حَقِّقْنى بِحَقائِقِ
اَهْلِ الْقُرْبِ، وَاسْلُکْ بى مَسْلَکَ اَهْلِ الْجَذْبِ، اِلهى اَغْنِنى بِتَدْبیرِکَ لى
عَنْ تَدْبیرى، وَبِاخْتِیارِکَ(25) عَنِ اخْتِیارى، وَاَوْقِفْنى عَلى مَراکِزِ
اضْطِرارى، اِلهى اَخْرِجْنى مِنْ ذُلِّ نَفْسى، وَطَهِّرْنى مِــنْ شَکّـى
وَشِرْکى قَبْلَ حُلُولِ رَمْسى، بِکَ اَنْتَصِرُ فَانْصُرْنى، وَعَلَیْکَ اَتَوَکَّلُ فَلا
تَکِلْنى، وَاِیّاکَ اَسْئَلُ فَلا تُخَیِّبْنى، وَفى فَضْلِکَ اَرْغَبُ فَلا تَحْرِمْنى،
وَبِجَنابِکَ اَنْتَسِبُ فَلا تُبْعِدْنى، وَبِبابِکَ اَقِفُ فَلا تَطْرُدْنى، اِلهى تَقَدَّسَ
رِضاکَ اَنْ یَکُونَ لَهُ عِلَّةٌ مِنْکَ، فَکَیْفَ یَکُونُ لَهُ عِلَّةٌ مِنّى، اِلهى اَنْتَ الْغَنِىُّ
بِذاتِکَ اَنْ یَصِلَ اِلَیْکَ النَّفْعُ مِنْکَ، فَکَیْفَ لا تَکُونُ غَنِیّاً عَنّى، اِلهى
اِنَّ الْقَضآءَ وَالْقَدَرَ یُمَنّینى، وَاِنَّ الْهَوى بِوَثائِقِ الشَّهْوَةِ اَسَرَنى، فَکُنْ اَنْتَ
النَّصیرَ لى حَتّى تَنْصُرَنى وَتُبَصِّرَنى، وَاَغْنِنى بِفَضْلِکَ حَتّى اَسْتَغْنِىَ بِکَ
عَنْ طَلَبى، اَنْتَ الَّذى اَشْرَقْتَ الاَْنْوارَ فى قُلُوبِ اَوْلِیآئِکَ، حَتّى عَرَفُوکَ
وَوَحَّدُوکَ، وَاَنْتَ الَّذى اَزَلْتَ الاَْغْیارَ عَنْ قُلُوبِ اَحِبّائِکَ، حَتّى لَمْ
یُحِبُّوا سِواکَ، وَلَمْ یَلْجَئُوا اِلى غَیْرِکَ، اَنْتَ الْمُوْنِسُ لَهُمْ حَیْثُ اَوْحَشَتْهُمُ
الْعَوالِمُ، وَاَنْتَ الَّذى هَدَیْتَهُمْ حَیْثُ اسْتَبانَتْ لَهُمُ الْمَعالِمُ، ماذا وَجَدَ مَنْ
فَقَدَکَ، وَمَا الَّذى فَقَدَ مَنْ وَجَدَکَ، لَقَدْ خابَ مَنْ رَضِىَ دُونَکَ بَدَلاً، وَلَقَدْ
خَسِرَ مَنْ بَغى عَنْکَ مُتَحَوِّلاً، کَیْفَ یُرْجى سِواکَ وَاَنْتَ ما قَطَعْتَ
الاِْحْسانَ، وَکَیْفَ یُطْلَبُ مِنْ غَیْرِکَ وَاَنْتَ ما بَدَّلْتَ عادَةَ الاِْمْتِنانِ، یا مَنْ
اَذاقَ اَحِبّآئَهُ حَلاوَةَ الْمُؤانَسَةِ، فَقامُوا بَیْنَ یَدَیْهِ مُتَمَلِّقینَ، وَیا مَنْ اَلْبَسَ
اَوْلِیائَهُ مَلابِسَ هَیْبَتِهِ، فَقامُوا بَیْنَ یَدَیْهِ مُسْتَغْفِرینَ، اَنْتَ الذّاکِرُ قَبْلَ
الذّاکِرینَ، وَاَنْتَ الْبادى بِالاِْحْسانِ قَبْلَ تَوَجُّهِ الْعابِدینَ، وَاَنْتَ الْجَوادُ
بِالْعَطآءِ قَبْلَ طَلَبِ الطّالِبینَ، وَاَنْتَ الْوَهّابُ ثُمَّ لِما وَهَبْتَ لَنا مِنَ
الْمُسْتَقْرِضینَ، اِلهى اُطْلُبْنى بِرَحْمَتِکَ حَتّى اَصِلَ اِلَیْکَ، وَاجْذِبْنى بِمَنِّکَ
حَتّى اُقْبِلَ عَلَیْکَ، اِلهى اِنَّ رَجآئى لا یَنْقَطِعُ عَنْکَ وَاِنْ عَصَیْتُکَ، کَما اَنَّ
خَوْفى لا یُزایِلُنى وَاِنْ اَطَعْتُکَ، فَقَدْ دَفَعَتْنِى الْعَوالِمُ اِلَیْکَ، وَقَدْ اَوْقَعَنى
عِلْمى بِکَرَمِکَ عَلَیْکَ، اِلهى کَیْفَ اَخیبُ وَاَنْتَ اَمَلى، اَمْ کَیْفَ اُهانُ
وَعَلَیْکَ مُتَّکَلى، اِلـهى کَیْفَ اَسْتَعِزُّ وَفِى الذِّلَّةِ اَرْکَزْتَنى، اَمْ کَیْفَ لا
اَسْتَعِزُّ وَاِلَیْکَ نَسَبْتَنى، اِلـهى کَیْفَ لا اَفْتَقِرُ وَاَنْتَ الَّذى فِى الْفُقَرآءِ
اَقَمْتَنى، اَمْ کَیْفَ اَفْتَقِرُ وَاَنْتَ الَّذى بِجُودِکَ اَغْنَیْتَنى، وَاَنْتَ الَّذى لا اِلهَ
غَیْرُکَ، تَعَرَّفْتَ لِکُلِّ شَىْء، فَما جَهِلَکَ شَىْءٌ، وَاَنْتَ الَّذى تَعَرَّفْتَ اِلَىَّ فى
کُلِّ شَىْء، فَرَاَیْتُکَ ظاهِراً فى کُلِّ شَىْء، وَاَنْتَ الظّاهِرُ لِکُلِّ شَىْء، یا مَنِ
اسْتَوى بِرَحْمانِیَّتِهِ، فَصارَ الْعَرْشُ غَیْباً فى ذاتِهِ، مَحَقْتَ الاْثارَ بِالاْثارِ،
وَمَحَوْتَ الاَْغْیارَ بِمُحیطاتِ اَفْلاکِ الاَْنْوارِ، یا مَنِ احْتَجَبَ فى
سُرادِقاتِ عَرْشِهِ عَنْ اَنْ تُدْرِکَهُ الاَْبْصارُ، یا مَنْ تَجَلّى بِکَمالِ بَهآئِهِ
فَتَحَقَّقَتْ عَظَمَتُهُ الاِْسْتِوآءَ، کَیْفَ تَخْفى وَاَنْتَ الظّاهِرُ، اَمْ کَیْفَ تَغیبُ
وَاَنْتَ الرَّقیبُ الْحاضِرُ، اِنَّکَ عَلى کُلِّ شَىْء قَدیرٌ، وَالْحَمْدُ للهِِ وَحْدَهُ.(26)
6. وقل فی آخر نهار عرفة :
یا رَبِّ إنَّ ذُنُوبى لا تَضُرُّکَ، وَاِنَّ مَغْفِرَتَکَ لى لا تَنْقُصُکَ، فَاَعْطِنى 
ما لا یَنْقُصُکَ، وَاغْفِرْ لى ما لایَضُرُّکَ(27).
وقل أیضاً : 
اَللّهُمَّ لا تَحْرِمْنى خَیْرَ ما عِنْدَکَ لِشَرِّ ما عِنْدى، فَاِنْ اَنْتَ لَمْ تَرْحَمْنى 
بِتَعَبى وَنَصَبى، فَلا تَحْرِمْنى اَجْرَ الْمُصابِ عَلى مُصیبَتِهِ(28).
7. واقرأ دعاءالعشرات عند غروب یوم عرفة الذی مضى فی قسم الأدعیة (ص73) ویستحبّ الدعاء به کلّ صباح ومساء فی عرفة وقد ذکره السیّد ابن طاووس فی أعمال یوم عرفة(29).



1. زاد المعاد : ص 256.
2. الخصال : ج 2، ص 517، ح 4.
3. زاد المعاد : ص 256.
4. المصدر السابق.
5. زادالمعاد : ص 258; مصباح الکفعمی : ص 661.
6. مصباح الکفعمی : ص 661.
7. مصباح المتهجّد : ص 715.
8. المصدر السابق.
9. بحار الأنوار : ج 98، ص 86، ح 8.
10. إقبال الأعمال : ص 332.
11. زاد المعاد : ص 258.
12. مصباح الکفعمی : ص 661.
13. مصباح الکفعمی : ص 423.
14. مصباح الکفعمی : ص 662.
15. المصدر السابق : ص 671.
16. عدوّهما من أصحاب الحسین (علیه السلام) وقال بعض علماء الرجال أنّ بشر بن غالب الأسدىّ من أصحاب علی(علیه السلام)والحسن والحسین (علیهما السلام). (معجم رجال الحدیث : ج 4، ص 237).
17. رواه السیّد ابن طاووس فی الاقبال : ص 239; الکفعمی فی البلد الأمین : ص 251;والعلاّمة المجلسی فی بحار الأنوار : ج 95، ص 216 ونقلناه من النسخ المتداولة التی تختلف قلیلاً مع البلد الأمین.
18. فی البلد الأمین «لها وبها» .
19. ورد فی البلد الأمین «لک العُتبى» مرةّ واحدة.
20. فی البلد الأمین: «یا من لا یعلم ما یعلمهُ الاّ هو».
21. لم ترد کلمة «علمتُ» فی البلد الأمین.
22. فی البلد الأمین: «وَاعْفُ اللّهُمَّ عَنّا».
23. فی البلد الأمین: «وَفِّقنا».
24. رغم تردد العلماء فی اعتبار هذه الزیادة، إلاّ أنّ مضامینها تدور حول یوم عرفة ولم نعثر فیها على شیء یفید إضافتها من جماعة منحرفة.
25. فی إقبال الأعمال: «باختیارک لی».
26. إقبال الأعمال: ص 348.
27. المصدر السابق : ص 420.
28. المصدر السابق.
29. المصدر السابق : ص 417.

 

اللیلة التاسعة (لیلة عرفة)اللیلة العاشرة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma