الصلاة أفضل وسیلة للارتباط بالله وأعظم علامة للعبودیة وأوضح دلالة على عبودیة العبد إزاء المعبود (مضى فی مبحث التعقیبات شرح بشأن أهمیة الصلاة فی تربیة الإنسان وتنمیة الفضائل الأخلاقیة وتنظیم المجتمع البشری).
ومن هنا جاءت التعالیم الإسلامیّة التی حثّت على الصلوات المندوبة إلى جانب الفرائض الیومیة، ولکلّ منها أهمیة کبیرة وتأثیر عظیم.
ویمکن تقسیم الصلوات المستحبّة إلى أقسام :
1. النوافل الیومیة التی تؤتى قبل الفرائض أو بعدها وهی وسیلة لقبول الفرائض وجبران النقص(1) (مضى شرح ذلک فی قسم آداب وتعقیبات الصلاة).
2. الصلوات فی بعض أوقات اللیل والنهار التی تعدّ وقتاً مناسباً لمناجاة الله والاستفاضة من النور الإلهیّ (مثل نافلة اللیل).
3. الصلوات الواردة باسم المعصومین (علیهم السلام)فإنّهم (علیهم السلام) کانوا یأتون بها فاشتهرت بأسمائهم. وأشیاعُهم ـ وتبعاً لسنتهم ـ یأتون بهذه الصلوات.
4. الصلوات المشهورة باسم بعض أصحاب النبىّ (صلى الله علیه وآله) وأصحاب الأئمّة المعصومین (علیهم السلام). وهذه الطائفة من الصلوات کان المعصومون (علیهم السلام) یعلّمونهم إیّاها لأهداف معیّنة فاشتهرت بأسمائهم (مثل صلاة جعفر الطیّار).
وکان تعلیم هذه الصلوات لغفران الذنوب أو حلّ المشاکل أو هدیة معنویة کبرى.
5. الصلوات المتعلقة بأزمنة خاصة مثل صلاة أیّام الاسبوع سیّما یوم الجمعة وأوّل الشهر وسائر الصلوات لکسب الفیض من تلک الأیّام الخاصة.
6. الصلوات المرتبطة بأماکن خاصة ورد الحثّ علیها بسبب فضیلة تلک الأمکنة (مثل الصلاة فی مسجد جمکران).
7. الصلوات التی أوصى بها المعصومون (علیهم السلام) لحل المشاکل الروحیة أو المادیة وقضاء الحاجات ورفع الصعاب (مثل صلوات الحاجة والصلاة لسعة الرزق وما شابه ذلک) وهم (علیهم السلام)یقبلون على الله فی المشاکل ویلجأون إلى الصلاة(2).
والقضیة المهمة أن جمیع هذه الصلوات ـ وإن اشتهرت بأسماء خاصة ـ لابدّ أن یؤتى بها بقصد القربة والتوجه إلى الله، وإن کانت النتیجة النهائیة بلوغ الحاجات الدنیویة.
ونتجه بادئ الأمر إلى الصلوات المشهورة باسم المعصومین (علیهم السلام) ونؤکد ثانیة أنّ الصلوات باسم المعصومین (علیهم السلام) هی صلوات یؤتى بها جمیعاً لله الواحد الأحد، ولکن حیث کان یأتی بها أولئک الکرام (علیهم السلام) فقد اشتهرت بأسمائهم ولها حقّاً قیمة عظیمة.

1. هناک روایة عن الإمام الرضا (علیه السلام) تؤید المضمون المذکور (بحار الأنوار : ج 79، ص 294، ح 24).
2. إنّ رسول الله (صلى الله علیه وآله) کان إذا حَزَبَه اَمرّ فزع إلى الصلاة. (بحار الأنوار : ج 79، ص 192).