لا شکّ فی استحباب النیابة فی الزیارة وإهداء الثواب للأحیاء أو الأموات فیصل الثواب إلى «المنوب عنه» (من یزور الزائر نیابة عنه) کما یثاب النائب، ویدلّ على ذلک العدید من الروایات منه :
1. روی بسند معتبر عن داود الصَرمىّ قال : قلت للإمام علی النقىّ (علیه السلام) إنّی زرت أباک وجعلت ذلک لک. فقال : «لَکَ مِنَ اللهِ أجْرٌ وثَوابٌ عَظیمٌ ومِنّا المَحْمَدَةُ»(1).
2. قال إبراهیم الحضرمىّ : رجعت من مکّة فأتیتُ أبا الحسن موسى (علیه السلام) فی المسجد، وهو قاعد فیما بین القبر والمنبر فقلت له : یاابن رسول الله إنّی إذا خرجت إلى مکة ربّما قال لی الرجل: طف عنّی أسبوعاً وصلِّ رکعتین، فربّما شغلت عن ذلک، فإذا رجعت لم أدر ما أقول له، قال : «إذا أتَیْتَ مَکّةَ فَقَضَیْتَ نُسُکَکَ فَطُفْ أسْبوعاً وصَلِّ رَکْعَتَیْنِ وقل : اللّهمَّ إنّ هَذا الطَّوافَ وهَاتَینِ الرَّکْعَتَینِ عَنْ أبی واُمِّی وَعَنْ زَوجَتِی وَعَنْ وُلْدی وَعَنْ حَامَّتِی وَعَنْ جَمِیعِ أهلِ بَلَدی، حُرِّهُم وَعَبدِهُم، وأبْیَضِهُم وأسوَدِهُم، فَلا تَشاءُ أنْ تَقُولُ للرَّجُلِ : إنّی قَد طُفْتُ عَنکَ وَصلّیتُ عَنکَ رَکعَتَینِ إلاّ کُنتَ صَادِقاً. فإذا أتیتَ قَبرَ النَّبِیِّ(صلى الله علیه وآله)، فَقَضَیتَ ما یَجِبُ عَلَیکَ فَصَلِّ رَکعَتَینِ ثُمّ قِفْ عِندَ رَأسِ النَّبِىِّ(صلى الله علیه وآله) ثمّ قل :
اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا نَبِىَّ اللهِ مِنْ اَبى وَاُمّى، وَزَوْجَتى وَوَلَدى وَحامَّتى، وَمِـنْ جَمیعِ اَهْلِ بَلَدى، حُرِّهِمْ وَعَبْدِهِمْ، وَاَبْیَضِهِمْ وَاَسْـوَدِهِمْ.
فَلا تَشاءُ أن تَقولُ للرَّجل : إنّی قَد أقرأتُ رَسُولَ اللهِ(صلى الله علیه وآله) عَنْکَ السَّلامَ إلاّ کُنتَ صادِقاً»(2).
3. وفی روایة اُخرى أنّ سائلاً سأل أحد الأئمّة الطاهرین (علیهم السلام) عن الرجل یصلّی رکعتین أو یصوم یوماً أو یحجّ أو یعتمر أو یزور رسول الله (صلى الله علیه وآله) أو أحد الأئمّة ویجعل ثواب ذلک لوالدیه أو لأخ له فی الدین أوَ یَکونُ له على ذلک ثواب ؟ فقال : «إنّ ثَوابَ ذَلِکَ یَصَلُ إلى مَنْ جَعَلَ لَهُ مِنْ غیرِ أنْ یَنقُصَ مِنْ أجْرِهِ شَیء»(3).
کیفیّة النیابة لمن دفع آخر تکالیف سفره:
قال الشیخ الطوسی فی التهذیب : من خرج زائراً عن أخ له بأجر فلیقل عند فراغه من غسل الزیارة (وعلى بعض النسخ من عمل الزیارة) :
1. بحار الأنوار : ج 99، ص 256، ح 3.
2. المصدر السابق: ص 255، ح 1.
3. المصدر السابق : ج 85، ص 311. 313.