هذا الشهر أیضاً یذکِّر ببطولات وتضحیات الإمام الحسین (علیه السلام) وصحبه، وشهر سبی أهل البیت(علیهم السلام)وورودهم (على قول) إلى الشام. الشام التی انقلبت بفعل خطب الإمام السجاد (علیه السلام)والعقیلة زینب (علیها السلام)فانطلقت شعلة الثورة ضد بنی اُمیة، وبالتالی أدّت تلک الخطب إلى فضیحة بنی اُمیة فی العالم الإسلامی، واندثر خطرهم الذی کان یهدّد الإسلام والقرآن ببرکة دماء الشهداء وخطب رسل عاشوراء. أضف إلى ذلک وکما ذکرنا یذکِّر بالمصیبة العظمى والفاجعة الألیمة لرحیل رسول الإسلام(صلى الله علیه وآله) وشهادة ابنه الحسن المجتبى وعلىّ بن موسى الرضا (علیه السلام); وامتزاج ذکرى الأربعین بالذکرى الألیمة لهذا المصاب جعلت العشرة الأخیرة من صفر عشرة حزن لأتباع منهج أهل البیت(علیهم السلام).
ولکن لمّا کانت هذه أیّام همّ وغمّ وحزن صارت سبباً للمرور ثانیة على سیرة أولئک العظام وتضحیاتهم وبطولاتهم، فهو شهر العشق والاخلاص والتضحیة. ولذلک دلّ التاریخ على أنّ أغلب مؤامرات أعداء الإسلام أحبطت ببرکة هذه المجالس والهیئات والمآتم على أولئک العظام، وهذه نعمة عظیمة لابدّ من صونها والحرص على دیمومتها.

أعمال شهر صفر :
1. روى السیّد ابن طاووس أنّه یستحبّ فی الثالث من صفر الصلاة رکعتین یقرأ فی الاُولى الحمد وسورة «إنّا فَتَحْنا» (الفتح) وفی الثانیة الحمد والتوحید ویصلّی بعد السلام على محمّد وآله مائة مرّة ومائة مرّة، یلعن آل أبی سفیان، ویستغفر مائة مرّة ثمّ یسأل حاجته (إن شاء الله تقضى)(1).
2. یستحبّ فی یوم الأربعین (العشرین من صفر) زیارة الحسین(علیه السلام).
روى الشیخ الطوسی عن الإمام الحسن العسکرىّ (علیه السلام) أنّه قال : «علاماتُ المُؤمنِ خَمْسٌ : صلاةُ إحدى وخَمسینَ (17 رکعة فریضة و34 رکعة نافلة) وَزیارةُ الأربعینِ (الإمام الحسین(علیه السلام)) والتَّختمُ فِی الیمین وتَعفِیرُ الجَبینِ والجَهرُ ببسم الله الرّحمن الرّحیم»(2). وقد وردت زیارة مخصوصة لهذا الیوم عن الإمام الصادق(علیه السلام) أوردناها فی قسم الزیارات (ص 266).

1. إقبال الأعمال : ص 587.
2. المصدر السابق : ص 589; مصباح المتهجّد : ص 787 (العامة امّا أن تترک بسم الله فی بدایة السور أو تخفت بها، مع أنّ البسملة جزء من سورة الحمد، بل سائر سور القرآن).