اللیلة الاُولى:
وصفت هذه اللیلة بـ «لیلة المبیت»، ففیها فی السنة الثالثة عشرة من البعثة هاجر النبىّ (صلى الله علیه وآله) من مکّة إلى المدینة المنوّرة فاختبأ فی هذه اللیلة فی غار حراء فی جبل ثور وفداه أمیرالمؤمنین (علیه السلام)بنفسه فنام فی فراشه غیر مجانب سیوف قبائل المشرکین واعتقد الأعداء أنّ النائم رسول الله (صلى الله علیه وآله)فانتظروا حتّى الصباح فهجموا علیه لیروا علیّاً(علیه السلام)مکانه(1) فأنزل الله تعالى فیه (وَمِنَ النّاسِ مَنْ یَشْرِى نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللّهِ وَاللّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبادِ)(2).
وابتدأ تاریخ المسلمین بهجرة رسول الله (صلى الله علیه وآله) الحادثة العظیمة فی العالم الإسلامی.
الثامن من ربیع الأول: 
توفّی الإمام العسکرىّ (علیه السلام) سنة 206 هـ على روایة، فکان أوّل من عاصر إمامة صاحب العصر عجّل الله تعالى فرجه الشریف(3).
العاشر من ربیع الأول : 
تزوج فیه النبىّ (صلى الله علیه وآله) خدیجة الکبرى (علیها السلام) ولها أربعون سنة وله خمس وعشرون سنة ویستحبّ صیامه شکراً لله تعالى(4).
الثانی عشر من ربیع الأول : میلاد النبىّ (صلى الله علیه وآله) على رأی المرحوم الشیخ الکلینىّ والمسعودىّ وهو المشهور لدى العامّة(5). وفی هذا الیوم دخل (صلى الله علیه وآله) المدینة مهاجراً من مکّة(6)، وفیه أیضاً انقراض دولة بنی مروان عام 132 هـ(7).
الرابع عشر من ربیع الأول : 
سنة 64 هلک یزید بن معاویة(8) بعد أن دامت خلافته ثلاث سنین وتسعة أشهر ارتکب خلالها تلک الفجائع وأهمّها قتل الإمام الحسین (علیه السلام) وأصحابه، فدفن فی حوران وله من العمر سبع وثلاثون فأتی بجنازته إلى دمشق وقبره الآن مزبلة(9).
اللیلة السابعة عشرة: 
لیلة میلاد خاتم الأنبیاء محمّد بن عبدالله(صلى الله علیه وآله) طبق المشهور لدى الشیعة، وهی لیلة شریفة جدّاً(10).
وکان فی مثل هذه اللیلة معراجه(صلى الله علیه وآله) قبل الهجرة بسنة واحدة(11).
الیوم السابع عشر من ربیع الأول : 
میلاد النبىّ (صلى الله علیه وآله) کما ذکرنا طبق المشهور بین الإمامیّة والمعروف أنّ ولادته کانت فی مکّة عند طلوع الفجر من یوم الجمعة فی عام الفیل(12) (العام الذی قدم فیه ابرهة على فیل قاصداً هدم الکعبة، فهلک مع جیشه). وفیه أیضاً سنة ثلاث وثمانین ولد الإمام الصادق (علیه السلام)فزاده فضلاً وشرفاً(13).
ورغم اقتران بدایة شهر ربیع الأوّل بشهادة الإمام العسکرىّ (علیه السلام) وما رافقها من ألم وحزن، ولکن حیث کان ـ طبق مشهور الإمامیّة ـ میلاد خاتم الأنبیاء (صلى الله علیه وآله) فی السابع عشر منه وعلى روایة غیر معروفة فی الثانی عشر منه، ومیلاد الصادق (علیه السلام) فی السابع عشر منه، فهو شهر فرح وسرور. کما أنّه من الشهور المبارکة والمهمّة لما تضمّنه من هجرة النبىّ (صلى الله علیه وآله) التی أحدثت ذلک التغییر العمیق فی العالم الإسلامىّ وأوجبت عزّة واقتدار المسلمین، وکذلک واقعة لیلة المبیت وشروع إمامة بقیّة الله (أرواحنا فداه) متزامنة مع شهادة أبیه، ومن هنا ینبغی الالتفات إلیه من قبل جمیع أتباع أهل البیت(علیهم السلام).

1. إقبال الاعمال، ص 592; التفسیر الامثل، ج 2، ص 78.
2. سورة البقرة : الآیة 207.
3. الکافی : ج 1، ص 503.
4. إقبال الأعمال : ص 599.
5. زاد المعاد : ص 412.
6. إقبال الأعمال : ص 599; الکامل لابن الأثیر : ج 2، ص 7 (حوادث السنة الاُولى للهجرة).
7. مصباح المتهجّد : ص 791.
8. إقبال الأعمال : ص 601 (روى السیّد ابن طاووس فی هذا الکتاب عن الشیخ المفید استحباب صیام هذا الیوم لهلاک یزید).
9. تتمة المنتهى : ص 64.
10. مصباح المتهجد، ص 791; إقبال الأعمال، ص 603 وکذلک وقع فی مثل هذا الیوم ولادة الإمام الصادق(علیه السلام)فی عام 83 هـ ق ولهذا یحظى بأهمیة بالغة.
11. إقبال الأعمال: ص 601.
12. مصباح المتهجّد : ص 791; إقبال الأعمال : ص 603.
13. بحار الأنوار : ج 47، ص 1، ح 2.