ذکر المرحوم السیّد ابن طاووس فی مصباح الزائر(1) الصلاة رکعتان فی هذا المسجد والدعاء: «اَللّهُمَّ یا ذَا الْمِنَنِ السّابِغَةِ وَالاْلاءِ الْوازِعَةِ...» الذی ورد فی أعمال أیّام شهر رجب. رغم ما رواه المرحوم العلاّمة المجلسی(2) عن مزار الشهید والمزار الکبیر وإقبال السیّد ابن طاووس: أنّه شوهد فیه الإمام الغائب صاحب العصر (علیه السلام) شاهده فیه جمع من الأصحاب فی شهر رجب یصلّی رکعتین ویدعو بالدعاء (لعلّه (علیه السلام)دعا بهذا الدعاء بمناسبة شهر رجب لا من باب أنّه مختصّ بهذا المسجد) لکن من المناسب قراءة هذه المناجاة الرفیعة والعمیقة المعانی فی هذا المسجد فی سائر الأوقات.

شخصیّة زید وصعصعة:
ینسب المسجدان لزید بن صوحان وصعصعة بن صوحان وهما أخوان من أصحاب علىّ(علیه السلام). زید من کبار أصحاب أمیرالمؤمنین (علیه السلام) ویعدُّ من الأبدال، وقد استشهد فی رکابه (علیه السلام) فی واقعة الجمل(3) والدعاء السالف هو دعاؤه الذی کان یدعو به فی نافلة اللیل(4). أخوه صعصعة بن صوحان أیضاً من أصحاب أمیرالمؤمنین (علیه السلام) ومن العارفین بحقّه ومن أکابر المؤمنین، وقد بلغ فی الفصاحة والبلاغة مبلغاً حیث لقبّه أمیرالمؤمنین (علیه السلام) بالخطیب الشحشح(5). وأثنى علیه بالفصاحة وجودة الخطب، کما مدحه بقلّة المؤونة وکثرة المعونة(6). وقد حضر صعصعة تشییع جثمانه الشریف لیلاً، ولمّا لحد أمیرالمؤمنین (علیه السلام)وقف صعصعة على القبر وأخذ کفّاً من التراب فأهاله على رأسه وقال: بأبی أنت واُمّی یا أمیرالمؤمنین، هنیئاً لک یا أبا الحسن، فلقد طاب مولدک وقوی صبرک وعظم جهادک وبلغت ما أمّلت وربحت تجارتک ومضیت إلى ربّک... وبکى بکاءً شدیداً وأبکى کلّ من کان معه(7). وبذلک فقد انعقد فی جوف اللیل مأتم یخطب فیه صعصعة ویحضره الإمامان الحسنان (علیهما السلام) ومحمّد بن الحنفیّة وأبوالفضل العبّاس وغیرهم من أبنائه وأقاربه. رحمة الله ورضوانه علیه.

1. المصدر السابق: ص 109.
2. بحار الأنوار: ج 97، ص 446; المزار الکبیر: ص 143.
3. بحار الأنوار: ج 23، ص 211.
4. المصدر السابق: ج 97 ص 445.
5. المصدر السابق: ج 34، ص 308.
6. المصدر السابق: ج 23، ص 211.
7. بحار الأنوار: ج 42، ص 295.