محاسبة النفس

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات الولایة (شرحٌ عصرىٌّ جامعٌ لنهج البلاغة) / الجزء الثالث
القسم الرابع1 ـ الوزن والحساب فی المحشر

إختتم الإمام(علیه السلام) خطبته بهذه العبارات التی تمثل الکلام الفصیح النادر اللطیف حسبما ذکر ذلک ابن أبی الحدید( 1). فقال(علیه السلام): «عباد اللّه زنوا أنفسکم من قبل أن توزنوا، وحاسبوها من قبل أن تحاسبو» فقد درج الإنسان فی حیاته حین المعاملات على زنة المتاع ثم حساب قیمته، وأنّه لیفقد رأس ماله إذا التبس علیه الوزن أو الحساب ویصاب بالضرر والخسران، وهذا ما ینبغی أن یکون علیه فی الاُمور المعنویة، فعلیه أن یزن نفسه ویرى ماهى علیه من الأخلاق والإیمان ثم یحاسبها، فان رأى نقصاً هب لاصلاحه قبل أن یرد حساب الآخرة حیث لاسبیل للاصلاح وتدراک الافراط سوى الحسرة والندم. فمما لاشک فیه أن وزن الأعمال فی القیامة حق، الأمر الذی أشار إلیه القرآن الکریم: (وَالوَزْنُ یَوْمَئِذ الحَقُّ)(2) کما أنّ الحساب من المسلمات، ومن هنان کان أحد أسماء یوم القیامة هو یوم الحساب: (وَقالَ مُوسى إِنِّی عُذتُ بِرَبِّی وَرَبِّکُمْ مِنْ کُلِّ مُتَکَبِّر لایُـؤْمِنُ بِیَوْمِ الحِسابِ)(3). ثم قال(علیه السلام): «و تنفّسوا قبل ضیق الخناق».(4) فالتنفس هنا کنایة عن مبادرة العمل الصالح والعلم وتهذیب النفس والورع والتقوى. أمّا ضیق الخناق فیراد به الموت. فقد جاء فی القرآن: (وَأَنْفِقُوا مِمّا رَزَقْناکُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ یَأْتِیَ أَحَدَکُمُ المَوْتُ فَیَقُولَ رَبِّ لَوْلا أَخَّرْتَنِی إِلى أَجَل قَرِیب فَأَصَّـدَّقَ وَأَکُنْ مِنَ الصّالِحِـینَ)(5) ثم قال(علیه السلام): «و انقادوا قبل عنف السّیاق(6)» فاذا جاء الموت استسلم أعتى الأفراد کفرعون وهامان ونمرود ومن على شاکلتهم لیصرخ «آمنت لا إله الا اللّه» ولم ینفعهم ذلک الإیمان. کما صرح القرآن بشأن الآثمین الذی یرون ملائکة الموت أنّهم ینادون: (رَبِّ ارْجِعُون * لَعَلِّی أَعْمَلُ صالِحاً فِـیما تَرَکْتُ کَـلاّ إِنَّها کَلِمَةٌ هُوَ قائِلُه)(7). ثم إختتم(علیه السلام)خطبته قائل: «و اعلموا أنّه من لم یعن على نفسه حتّى یکون له منها واعظٌ وزاجرٌ لم یکن له من غیرها لا زاجرٌ ولا واعظٌ» فالهدایة لابدّ أن تنبع من باطن الإنسان، ومادام باطن الإنسان لیس مستعداً فلیس هنالک من تأثیر للواعظ الخارجی. وعلیه فالإنسان یجب أن یعزم بادی ذی بدء على إحیاء ضمیره ووجدانه لتحفه العنایة الإلهیة، وهنا یستعد الإنسان لاقتفاء آثار الأنبیاء والأولیاء ویعر آذانه لسماع الحق.


1. شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید 6/396.
2. سورة الاعراف / 8 .
3. سورة غافر / 27.
4. «خناق» على وزن نفاق بمعنى العنق، ویقال للحبل أو ما یشابهة والذی یُشد على العنق من أجل خنق الشیء «الخَنَّاق».
5. سورة المنافقون / 10.
6. «سیاق» من مادة «سوق» إشارة إلى الموت الذی یسوق الإنسان من هذه الدنیا إلى الآخرة.
7. سورة المؤمنون / 99 ـ 100. 

 

القسم الرابع1 ـ الوزن والحساب فی المحشر
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma