«وَاعْلَمُوا أَنَّ مَجازَکُمْ عَلَى الصِّراطِ ومَزالِقِ دَحْضِهِ، وأَهاوِیلِ زَلَلِهِ،تاراتِ أَهْوالِهِ، فاتَّقُوا اللَّهَ عِبادَ اللّهِ تَقِیَّةَ ذِی لُبّ شَغَلَ التَّفَکُّرُ قَلْبَهُ،أَنْصَبَ الْخَوْفُ بَدَنَهُ، وأَسْهَرَ التَّهَجُّدُ غِرارَ نَوْمِهِ، وأَظْمَأَ الرَّجَاءُ هَوَاجِرَ یَوْمِهِ، وظَلَفَ الزُّهْدُ شَهَواتِهِ، وأَوْجَفَ الذِّکْرُ بِلِسانِهِ، وقَدَّمَ الْخَوْفَ لاَِمانِهِ، وتَنَکَّبَ الْمَخالِجَ عَنْ وَضَحِ السَّبِیلِ، وسَلَکَ أَقْصَدَ الْمَسالِکِ إِلَى النَّهْجِ الْمَطْلُوبِ; ولَمْ تَفْتِلْهُ فاتِلاتُ الْغُرُورِ، ولَمْ تَعْمَ عَلَیْهِ مُشْتَبِهاتُ الاُْمُورِ، ظافِراً بِفَرْحَةِ الْبُشْرَى، وراحَةِ النُّعْمَى، فِی أَنْعَمِ نَوْمِهِ، وآمَنِ یَوْمِهِ، وَقَدْ عَبَرَ مَعْبَرَ الْعاجِلَةِ حَمِیداً، وقَدَّمَ زادَ الاْجِلَةِ سَعِیداً، وبادَرَ مِنْ وَجَل،أَکْمَشَ فِی مَهَل، ورَغِبَ فِی طَلَب، وذَهَبَ عَنْ هَرَب، وراقَبَ فِی یَوْمِهِ غَدَهُ، ونَظَرَ قُدُماً أَمامَهُ. فَکَفَى بِالْجَنَّةِ ثَواباً ونَوالاً، وکَفَى بِالنّارِ عِقاباً وَبالاً، وکَفَى بِاللّهِ مُنْتَقِماً ونَصِیراً! وکَفَى بِالْکِتابِ حَجِیجاً وخَصِیماً!».