مصیر الجاحدین من أصحاب السطوة

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات الولایة (شرحٌ عصرىٌّ جامعٌ لنهج البلاغة) / الجزء الثالث
القسم السادس عشر القسم السابع عشر

خاطب الإمام(علیه السلام) ـ فی هذا المقطع من الخطبة والذی یقترب من نهایتها ـ کافة العباد داعیهم إلى تأمل حیاة الاُمم السالفة وما حل بها وقد غیّر مجرى کلامه، فقال(علیه السلام): «عباد اللّه، أین الّذین عمّروا فنعموا، وعلّموا ففهموا، وأنظروا فلهوا، وسلّموا فنسو». لو تصفحنا التأریخ، أو فکرنا فی حیاتنا الماضیة فی ظل هذا العمر القصیر وتأملنا الأفراد من ذوی القدرة والسطوة الذین حفوا بمختلف النعم، إلاّ أنّهم لم یستثمروا هذه النعم الإلهیة ولم یستندوا إلى علم أو معرفة کما لم یفکروا أیّام سلامتهم وصحتهم بالمرض، ولافی إقتدارهم بالضعف والعجز، حتى غادروا هذه الدنیا صفر الیدین اتجهوا صوب مصیرهم الاسود. حقاً لو فکرنا فی هذه الاُمور لعشنا حالة الیقظة ولرأینا مستقبلنا من خلال الاعتبار بحیاة هؤلاء. ثم تطرق الإمام(علیه السلام) إلى طول المهلة التی منحها هؤلاء والنعم التی حفوا بها وحذروا من عاقبة المعیة ووعدوا بشدة العذاب «أمهلوا طویلاً، ومنحوا جمیلاً، وحذّروا ألیماً، ووعدوا جسیم». نعم لم یستفیدوا من تلک المهلة الطویلة، کما لم توقظ تلک النعم المختلفة ضمائرهم المیتة فتشعرها بشکر المنعم، وبالتالی لم یردعهم الوعد بالعذاب الإلهی عن مقارفة الذنوب والمعاصی، ولم یثیرهم الوعد بالثواب الاُخروی للحرکة من أجل الطاعة. ثم اختتم الإمام(علیه السلام) کلامه قائل: «احذروا الذّنوب المورّطة، والعیوب المسخطة». القرآن من جانبه صرح بهذا الشأن قائلاً: (کَالَّذِینَ مِنْ قَبْلِکُمْ کانُوا أَشَدَّ مِنْکُمْ قُوَّةً وَأَکْثَرَ أَمْوالاً وَأَوْلاداً فَاسْتَمْتَعُوا بِخَلاقِـهِمْ فَاسْتَمْتَعْتُمْ بِخَلاقِکُمْ کَما اسْتَمْتَعَ الَّذِینَ مِنْ قَبْلِکُمْ بِخَلاقِـهِمْ وَخُضْتُمْ کَالَّذِی خاضُوا أُولـئِکَ حَبِطَتْ أَعْمالُـهُمْ فِی الدُّنْیا وَالآخِرَةِ وَأُولـئِکَ هُمُ الخاسِرُونَ)( 1).

فقد دأب أئمة الدین وعلماء الأخلاق على لفت إنتباه العتاة إلى التفکر فی سیرة من سبقهم من الأقوام ویتأملوا المصیر الذی طال الملوک السلاطین والطواغیت والجبابرة والظلمة، وکیف کانت عاقبتهم، وماذا حملوا معهم من هذه الدنیا، وما بقی منهم. فهل هناک سوى القبور الموحشة والعظام النخرة والقصور المعطلة والأموال والثروات التی آلت لغیرهم، ثم اعتراهم النسیان وکأنّهم لم یکونوا من أبناء هذه الدنیا.

 

ناداهم صارخ من بعد ما قبروا *** أین الاسرة والتیجان والحلل

أین الوجوه التی کانت منعمة *** من دونها تضرب الأستار والکلل

أضحت منازلهم قفراً معطلة *** وساکنوها إلى الأجداث قد رحلوا


1. سورة التوبة / 69.  

 

القسم السادس عشر القسم السابع عشر
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma