ورد هذا الکلام عن الإمام(علیه السلام) حین ولى عثمان الخلافة واستولت بطانته على بیت مال المسلمین فعاثت به فسادا لتمارس أبشع أنواع الأسرار إلى جانب تسلیطه لبنی أمیة على رقاب الناس من خلال إغداق المناصب الحکومیة الحساسة. ومن ذلک أنّه ولى سعید بن العاص الکوفة فبعث مع ابن أبی عائشة مولاه إلى علی بن أبی طالب(علیه السلام) بصلة وأوصى مولاه (الحارث بن جیش) یبلغ علی(علیه السلام) أنّه لم یبعث لأحد أکثر من هذه الصلة سوى لعثمان، وکأنّه أراد أن یمتن على الإمام(علیه السلام)، فقال(علیه السلام): واللّه لا یزال غلام من غلمان بنی أمیة یبعث إلینا مما أفاء اللّه على رسوله بمثل قوت الأرملة; واللّه لئن بقیت لأنفضنها نفض اللحام الوذام التربة.
«إِنَّ بَنِی أُمَیَّةَ لَیُفَوِّقُونَنِی تُراثَ مُحَمَّد صلى اللّه علیه وآله تَفْوِیقاً،اللّهِ لَئِنْ بَقِیتُ لَهُمْ لاَنْفُضَنَّهُمْ نَفْضَ اللَّحّامِ الْوِذَامَ التَّرِبَةَ!»