1 ـ کیفیة الحساب فی الآخرة

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات الولایة (شرحٌ عصرىٌّ جامعٌ لنهج البلاغة) / الجزء الثالث
الدنیا وسیلة لأهدف2 ـ المذموم عبادة الدنیا لانیلها

تعدّ مسألة الحساب فی یوم القیامة الذی تعرضت له الخطبة من المسائل القطعیة فی الإسلام والتی وردت فی أغلب الآیات القرآنیة والأخبار المتواترة، ویشمل هذا الحساب جمیع أعمال الإنسان من صغیرة وکبیرة وفعل وکلام بل وحتى الصمت والسکوت، کما تفید الایات القرآنیة الواردة بهذا الشأن دقة حساب الأعمال. فقد صرحت الآیة 16 من سورة لقمان على لسانه وهو یعظ إبنه: (یا بُنَیَّ إِنَّها إِنْ تَکُ مِثْقالَ حَـبَّة مِنْ خَرْدَل فَتَکُنْ فِی صَخْرَة أَوْ فِی السَّمـواتِ أَوْ فِی الأَرْضِ یَأْتِ بِـها اللّهُ إِنَّ اللّهَ لَطِـیفٌ خَبِیرٌ). والذی نخلص إلیه من الاُمور المتعلقة بالحساب کما وردت فی الآیات والروایات ما یلی: ـ

الف ـ عمومیة الحساب: وشمولیته لکافة الناس من الأولین والآخرین بما فیهم الرسل والأنبیاء، وقد إصطلحت الآیات القرآنیة على یوم القیامة بیوم الحساب.( 1) ولا تقتصر هذه العمومیة على الناس فحسب، بل نشمل جمیع أعمالهم، کما نلمس ذلک فی الآیة 47 من سورة الأنبیاء: (وَنَضَعُ المَوازِینَ القِسْطَ لِـیَوْمِ القِـیامَةِ فَلا تُظْلَمْ نَفْسٌ شَیْئاً وَإِنْ کانَ مِثْقالَ حَـبَّة مِنْ خَرْدَل أَتَیْنا بِـها وَکَفى بِنا حاسِـبِینَ). وبالطبع هنالک بعض الأفراد ا لذین یردون الجنّة دون حساب لعظم أعمالهم الصالحة، کما هناک الأفراد الذین یکبون فی النار دون حساب بشاعة أعمالهم السیئة، وبعبارة اُخرى فانّ حسابهم واضح، فقد جاء فی الحدیث عن الإمام زین العابدین(علیه السلام): «اعلموا عباداللّه إن أهل الشرک لا تنصب لهم الموازین ولا تنشر لهم الدواوین وإنّما یحشرون إلى جهنم زمر».(2)

ب ـ سرعة الحساب: یتضح من الآیات والروایات أنّ الحساب الإلهی یوم القیامة یحصل بصورة سریعة جداً; فقد وردت ثمان آیات فی القرآن تصف اللّه سبحانه بأنّه سریع الحساب، کما جاء فی الحدیث الشریف: «إن اللّه یحاسب الخلائق کلهم فی مقدار لمح البصر»(3)، ودلیل السرعة فی الحساب واضح، لأنّها تتوقف لاینطوی على أیة صعویة، اللّهم إلاّ أن تقتضی حکمته تأخیر البعض فی الحساب مبالغة لهم فی العقاب أو حکمة اُخرى. فالحق أنّ أعمالنا لها تأثیر على أرواحنا وأجسامنا، التی یتضح حسابها من خلال نظرة لها، من جانب آخر فانّه یمکن تشبیه أعمال الإنسان بعمل السیارة، بحیث تکفی نظرة واحدة لعدادها لمعرفة کم کیلومتر قطعت، ولا سیما فی عصر الحاسب الآلی ـ حیث یزودک بما شئت من المعلومات أحیاناً المجرد ضغطک على زر من أزراه ـ فمسألة سرعة الحساب لم تعد بالمعقدة الفهم والإدراک على العقل البشری.

ج ـ الدقة فی الحساب: المیزة الاُخرى فی الحساب یوم القیامة استناداً إلى الآیات القرآنیة تکمن فی الدقة من قبیل الإشارة إلى المحاسبة على العمل وإن کان مثقال ذرة، أو حبّة من خردل.

د ـ التشدید فی الحساب: الخاصیة الاُخرى تکمن فی سوء الحساب حسب تعبیر الآیات القرآنیة بالنسبة لاُولئک الذین کانوا یتصفون بالتشدد والتصعب فی حیاتهم الدنیا تجاه الآخرین وبالطبع فانّ سوء الحساب لایعنی کونه الحساب السئ وغیر الصحیح، فذلک لا یجوز مطلقاً على اللّه سبحانه، إنّما یراد به التشدد على من کان متشدداً.

هـ ـ الیسر فی الحساب: یستفاد من بعض الآیات القرآنیة وخلافاً للتعامل مع الطائفة المذکورة، فهنالک البعض الذی یخضع للحساب الیسیر یوم القیامة، والمراد بهذا البعض اُولئک الأفراد الذین تعاملوا بالسهولة والیسر فی حیاتهم الدنیا مع الآخرین، فکان جزاء أعمالهم أن یسر اللّه علیهم الحساب یوم القیامة. فقد قال القرآن الکریم: (فَأَمّا مَنْ أُوتِیَ کِتابَهُ بِیَمِـینِهِ * فَسَوْفَ یُحاسَبُ حِساباً یَسِـیراً * وَیَنْقَلِبُ إِلى أَهْلِهِ مَسْرُور)(4). وجاء فی الحدیث أنّ النبی(صلى الله علیه وآله) قال: «ثلاث من کن فیه حاسبه اللّه حسابا یسیرا وأدخله الجنّة برحمته، قالوا: وما هى یا رسول اللّه؟ قال: تعطی من حرمک وتصل من قطعک وتعفو عمن ظلمک»(5)فالحدیث یشیر بوضوح إلى أنّ الحساب الیسیر فی یوم القیامة إنّما هو إنعکاس لحساب الإنسان الیسیر لبنی جنسه فی الدنیا.

وـ رود الجنّة بغیر حساب: إضافة إلى الطائفة المتشددة فی الحساب والاُخرى السهلة، هنالک طائفة ثالثة ترد الجنّة دون أن تتعرض للحساب، وهى الطائفة التی عاشت ذروة الورع إذا جمع اللّه عزّوجلّ الأولین والآخرین قام مناد ـ فنادى یسمع الناس ـ فیقول: «أین المتحابون فی اللّه؟» فیقوم عنق من الناس فیقال لهم: «اذهبوا إلى الجنّة بغیر حساب».(6)وقد ورد مثل هذا المعنى بالنسبة للصابرین(7)، کما ورد مثله فی السابقین إلى الإیمان(8). وبالمقابل هنالک طائفة ترد جهنم بغیر حساب، فقد روی عن الإمام الصادق(علیه السلام)قال: «ثلاثة یدخلهم اللّه النار بغیر حساب: إمام جائر وتاجر کذوب وشیخ زان»(9). وبالطبع هناک الطوائف الاُخرى التی أشارت إلیها الروایات أنّها تدخل النار دون حساب. ومن الطبیعی أن تکون الطائفة التی ترد الجنّة دون حساب اُو تلک التی ترد النار بغیر حساب أن تکون قد عملت بحیث أصبح کل وجودها نور أو ظلمة وکانت تمشی بصفتها فضیلة أو رذیلة، ومن هنا لم تعد هناک من حاجة للحساب.


1. سورة ص / 16، 26، 53; سورة غافر / 27.
2. تفسیر نورالثقلین 4/507.
3. مجمع البیان 1/297.
4. سورة الانشقاق / 7 ـ 9.
5. تفسیر نورالثقلین 5/573.
6. الکافى 2/126.
7. بحارالأنوار 79/138.
8. کنزالعمال، ح 31 ـ 3.
9. خصال الصدوق /80 الباب 3، ح 1. 

 

الدنیا وسیلة لأهدف2 ـ المذموم عبادة الدنیا لانیلها
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma