«فَیا لَها أَمْثالاً صائِبَةً، ومَواعِظَ شافِیَةً، لَوْ صادَفَتْ قُلُوباً زاکِیَةً، وأَسْماعاً واعِیَةً، وآراءً عازِمَةً، وأَلْباباً حازِمَةً، فاتَّقُوا اللَّهَ تَقِیَّةَ مَنْ سَمِعَ فَخَشَعَ، واقْتَرَفَ فاعْتَرَفَ، ووَجِلَ فَعَمِلَ، وحاذَرَ فَبادَرَ، وأَیْقَنَ فَأَحْسَنَ، وعُبِّرَ فاعْتَبَرَ، وحُذِّرَ فَحَذِرَ، وزُجِرَ فازْدَجَرَ، وأَجابَ فَأَنَابَ،رَاجَعَ فَتَابَ، واقْتَدَى فاحْتَذَى، وأُرِیَ فَرَأَى، فَأَسْرَعَ طَالِباً، ونَجَا هارِباً، فَأَفَادَ ذَخِیرَةً، وأَطَابَ سَرِیرَةً، وعَمَّرَ مَعَاداً، واسْتَظْهَرَ زَاداً، لِیَوْمِ رَحِیلِهِ، ووَجْهِ سَبِیلِهِ، وحالِ حاجَتِهِ، ومَوْطِنِ فاقَتِهِ، وقَدَّمَ أَمامَهُ لِدارِ مُقامِهِ. فاتَّقُوا اللَّهَ عِبادَ اللّهِ جِهَةَ ما خَلَقَکُمْ لَهُ، واحْذَرُوا مِنْهُ کُنْهَ ما حَذَّرَکُمْ مِنْ نَفْسِهِ،اسْتَحِقُّوا مِنْهُ ما أَعَدَّ لَکُمْ بِالتَّنَجُّزِ لِصِدْقِ مِیعادِهِ، والْحَذَرِ مِنْ هَوْلِ مَعادِهِ».