1 ـ وداع الأحیاء للأموات

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات الولایة (شرحٌ عصرىٌّ جامعٌ لنهج البلاغة) / الجزء الثالث
حوادث مابعد الموت 2 ـ سؤال القبر

إذا مات الإنسان تغیرت کافة أوضاعه بالمرة، فقد کان جزءاً من هذه العالم والجماعة حتى آخر لحظة من حیاته، أمّا الآن فلم یعد الأمر کذلک وعلیه فالجیمع یسعى لتنحیته من هذا العالم ویسرع فی التخلص منه فیودعونه ذلک المکان الذی یحول بینه وبین الدنیا ویقطع علاقته مع أهلها. یالها من لحظات معبرة! لیس له من إرادة، لایستطیع أن یأخذ معه شیئاً، لایسع أحد مساعدته وإن کان من أقرب المقربین. فسرعان ما تحمل جنازته إلى تلک الحفرة الموحشة المظلمة فیوسد فیها تحت التراب، ولیس معه سوى ذلک الکفن المتواضع، فلم یعد هنالک من مجال لحمل الاسرة والتیجان ولاالتزین والتفاخر. هنا یوصی أمیرَالمؤمنین علی(علیه السلام)باستحضار هذه اللحظات الحساسة بغیة الوقوف بوجه طغیان هذه النفس، کیف تغفلون عما لیس بغافل عنکم. کفى بالموت واعظا، الذی ینقلکم من دار الأهل والاُنس إلى دار الوحشة والخوف، کفى واعظا بموتى عاینتموهم، حملوا إلى قبورهم غیر راکبین، وانزلوا فیها غیر نازلین، فکأنّهم لم یکونوا للدنیا عماراً، وکأنّ الآخرة لم تزل لهم داراً. أوحشوا ما کانوا یوطنون، وأو طنوا ما کانوا یوحشون، لا عن قبیح یستطیعون إنتقالاً، ولا فی حسن یستطیعون ازدیاد( 1). حقاً أنّ لحظة ولادة الإنسان ودخوله الدنیا کخروجه منها عبرة لمن إعتبر، فکلاهما یقع بمعزل عن إرادة الإنسان، ولیس للإنسان من قدرة على شئ فی هاتین الحالتین، ولو تأمل الإنسان هذا الأمر قلیلا، لما أصابه مثل ذلک الغرور الطغوى والنسیان. ورد فی الدیوان المنسوب إلى أمیرالمؤمنین(علیه السلام):

وفی قبض کف الطفل ولادة *** دلیل على الحرص المرکب فی الحی

وفى بسطها عند الممات مواعظ *** ألا فانظرونی قد خرجت بلا شئ


1. اقتباس من الخطبة 188 من نهج البلاغة.  

 

حوادث مابعد الموت 2 ـ سؤال القبر
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma