حقیقة الزهد

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات الولایة (شرحٌ عصرىٌّ جامعٌ لنهج البلاغة) / الجزء الثالث
نظرة إلى الخطبة الزاهد أمیر لاأسیر

أشار الإمام(علیه السلام) إلى حقیقة الزهد فقال: «أیّها الناس، الزهادة( 1) قصر الأمل، والشکر عند النعم، والتورع عند المحارم».

فعباراته(علیه السلام) ا لثلاث بشأن الزهد تشکل الرد على التفاسیر الخاطئة الواردة بهذا الخصوص، وما أکثر الأفراد الذین عجزوا عن الوقوف على معنى الزهد ویرون أنفسهم من الزاهدین. فهم یعتقدون بانّ الزهد یقتصر علیاً رتداء الثیاب البسیطة أو عدم ممارسة الوظائف الاجتماعیة واعتزال الناس التقوقع فی زاویة ومجانبة الفعالیات والأنشطة الاقتصادیة، والحال لیست هذه الاُمور من الزهد فی شئ. فحقیقة الزهد التی تقف بوجه الرغبة إنّما تکمن فی عدم الاکتراث إلى مادیات الدنیا وزخارفها، أو بعبارة اُخرى عدم التعلق بالدنیا والاغترار بمظاهرها وإن زود بکافة الإمکانات. فمن لم یغتر بالاُمور المادیة فقد جنب طول الأمل (فطول الأمل من ممیزات أهل الدنیا) وشکر النعمة وهجر الذنب والمعصیة، لأنّ النعم لاتشغله بنفسه وتنسیه ربه. وهناک تفسیر آخر للزهد أورده الإمام(علیه السلام)فی قصار کلماته، قد یبدو مختلفاً مع هذا التفسیر إلاّ أنّه یتفق معه فی المعنى، حیث قال(علیه السلام): «الزهد کله بین کلمتین من القرآن: قال اللّه سبحانه (لِکَیْلا تَأْسَوْا عَلى ما فاتَکُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِما آتاکُمْ)ومن لم یأس على الماضی ولم یفرح بالآتی فقد أخذ الزهد بطرفیه»(2). فالعبارة تفید أنّ حقیقة الزهد تعنی ترک التبعیة وقطع أغلال الأسر المرتبطة بالماضی والآتی. الرکن الثانی من الأرکان الثلاث الزهد قوله(علیه السلام): «والشکر عند النعم» على أنّ النعم من اللّه لامن العبد لیتعلق بالخالق ویهجر ذاته. أمّا قوله(علیه السلام): «التورع عند المحارم» فیشیر إلى أنّ حب الدنیا والتعلق بها هو أساس مقارفة الذنب; الأمر الذی عبر عنه الحدیث الشریف: «حب الدنیا رأس کل خطیئة»(3). وبناءاً على ما سبق فمن قصر أمله وشکر نعم ربّه وأمسک نفسه عن الذنب فهو الزاهد الحقیقی; سواء کان غنیاً أم فقیراً، لأنّ الفقر لیس مقیاس الزهد قط. ثم قال(علیه السلام):«فان عزب(4) ذلک عنکم، فلایغلب الحرام صبرکم، ولا تنسوا عند النعم شکرکم، فقد أعذر اللّه إلیکم بحجج مسفرة(5) ظاهرة، وکتب بارزة العذر واضحة». فالإمام(علیه السلام) وإن أکد على رکنین من أرکان الزهد فی إختتام الخطبة (ترک الذنب وشکر النعمة) إلاّ أنّ عباراته تفید أن مراده هو أنکم إن لم تؤدوا حق النعمة فی شکرها، فلا تنسوا على الأقل قضیة الشکر، وإن تبلغوا مرتبة من الورع فی هجر الذنوب بحیث تشمل الوقوف عند الشبهات، فلا تجعلوا الحرام یجاوز صبرکم فعلیکم کحد أدنى التحلی بالتقوى عند هذا الحد. أمّا ما ذکره الإمام(علیه السلام)من أسس ودعائم للزهد والتقوى فهى من الاُمور التی یجب توفرها فی کل فرد، لأنّ اللّه أتم حجته ولیس لأحد العذر فی مخالفته. وزبدة الکلام فان ترک الذنب وشکر النعم على مرحلتین: الاولى: هى وظیفة کافة المسلمین، وهى فی الواقع شرط الإیمان. والثانیة: أرفع من سابقتها تنطوی على الورع والتقوى من الشبهات وقصر الامل وهذا ما یلیق بالزهاد من أهل الإیمان.


1. «زهادة» على وزن شهادة تعنى عدم الاعتناء بزخارف الدنیا; کما تستعمل هذه المفردة بشأن الأفراد ضیقی النظر أو سیئی الخلق، إلاّ أنّ المعنى الأول هو الأشهر ومن لوازمه قصر الأمل وترک الذنوب وما شابه ذلک.
2. نهج البلاغة، الکلمات القصار /439.
3. الکافی 2/131، ح 11.
4. «عزب» من مادة «عزوب» على وزن غروب بمعنى بعد، ومن هنا وردت بمعنى ترک الزواج، حیث یطلق عله صاحبه إسم الأعزاب.
5. «مسفرة» من مادة «سفور» على وزن قبور بمعنى الکشف وخلع الحجاب، وعلیه فالعبارة تعنی الأدلة التی تکشف النقاب عن الحقیقة.  

 

نظرة إلى الخطبة الزاهد أمیر لاأسیر
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma