مکانة المرأة فی المجتمعات البشریة

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات الولایة (شرحٌ عصرىٌّ جامعٌ لنهج البلاغة) / الجزء الثالث
نظرة إلى الخطبة 1 ـ الفوارق والمساواة بین الجنسین

هنالک خلاف بین شرّاح نهج البلاغة ولا سیما المعاصرین منهم بشأن تفسیر هذه الخطبة، ومن هنا نرى ضرورة التمهید قبل الخوض فی تفاصیل هذه الخطبة. فقد حفل التأریخ بکثرة الکلام والإفراط والتفریط بشأن موقعها وشخصیتها، فقد نزلوا مقامها أحیاناً دون مقام الإنسان، بل ترددوا فی إنسانیتها بینما ذهب إلى البعض الآخر إلى أنّها الجنس الراقی الذی یفوق الواقع حتى إقترح سیادتها للجماعة البشریة، ویمکن اعتبار هذین الرأیین من قبیل الإفراط ورد فعله التفریط. أمّا الیوم فقد کثر الکلام أیضاً فی المجتمعات الغریبة ومن یناغمها فی إرساء التجربة الدیمقراطیة بشأن المرأة. فالساسة یرون أنفسهم بحاجة إلى رأی النساء اللاتی یشارکن فی الانتخابات ویدلین بأصواتهن، کما یحتاجها الرأسمالیون لاستخدامها فی المعامل والمصانع ولا سیما أنّهم یتوقعون مطالبتهن باُجور أقل من الرجال إلى جانب تحلیهن ببعض الصفات التی لاتتوفر فی الرجال، وأخیراً هناک الجهاز الأعلامی الذی یعد الشریان الرئیسی للمیدان السیاسی والاقتصادی هو الأخر یرى نفسه بحاجة ماسة إلى المرأة. کل هذه الاُمور أدت إلى الدفاع المستمیت عن حقوق المرأة والسعی الحثیت لرفع شخصیتها إلى أقصى ما یمکن على مستوى الکلام، أمّا على مستوى العمل فالقضیة معکوسة تماما. فما زالت المرأة تعیش الیوم شتى أنواع الحرمان; الأمر الذی کان له أثره على تفسیر بعض النصوص الدینیة الواردة بشأن المرأة وتأویلها بالشکل الذی یتناسب وطباع أغلب النساء ویشبع رغباتهن وتطلعاتهن وإن کانت فارغة تفوق الخیال. ولم تسلم هذه الخطبة وسائر شبیهاتها من الخطب فی نهج البلاغة من ذلک التقصیر، بل هنالک من یتردد فی سند هذه الخطبة، وآخر یتحرج فی تفسیرها حذراً من المساس بمقام المرأة والاساءة لها، وإلى جانب هؤلاء فهناک من سلک سبیل التفریط بحق المرأة لیصورها على أنّها مجموعة من العیوب والنقص. وهنا نقول لاینبغی التنکر لأمرین: الأول: أنّ هذه الخطبة وردت بعد الجمل، ونعلم أنّ القطب الرئیسی فیها کان زوج النبی(صلى الله علیه وآله)عائشة التی وردت المیدان إثر التحریض العجیب الذی قام به طلحة والزبیر وقد سالت فیها دماء غزیرة ذهب البعض إلى أنها خلفت ما یربو على سبعة عشر ألف قتیل، طبعاً صحیح أنّ تلک المرأة أعربت عن ندمها بعد هزیمة عسکر الجمل، وانّ أمیرالمؤمنین علی(علیه السلام)واحتراماً لرسول اللّه(صلى الله علیه وآله) أمر بردها معززة مکرمة إلى المدینة، إلاّ أنّ الآثار السیئة لتلک المعرکة ظلت باقیة فی صفحات التأریخ الإسلامی والثانی إننا نرى أغلب الآیات القرآنیة التی عرضت بالذم للجنس البشری فقد صرح القرآن قائلاً: (إِنَّ الإِنْسانَ خُلِـقَ هَلُوعاً * إِذا مَسَّهُ الشَّـرُّ جَـزُوعاً * وَإِذا مَسَّـهُ الخَیْرُ مَنُوع)( 1) وقال: (إِنَّهُ کانَ ظَلُوماً جَـهُول)(2) وقال: (إِنَّ الإِنْسانَ لَکَفُورٌ مُبِینٌ)(3)(کَـلاّ إِنَّ الإِنْسانَ لَیَطْغى * أَنْ رَآهُ اسْتَغْنى)(4) وما شابه ذلک من الآیات. فمما لاشک فیه أنّ الإنسان فی طبیعته لیس «کفور مبین» ولا «ظلوم جهول» ولا «طاغی»، ویبدو أن هذه الاُمور تتعلق باُولئک الأفراد الذین لم یترعرعوا فی ظل التربیة الدینیة، فهم غارقون فی أهوائهم وذواتهم ولیس لهم من مرشد أو دلیل. ومن هنا نرى القرآن یکیل المدح والثناء للإنسان الذی یتحلى بالطاعة والورع والتقوى، بل أشار القرآن إلى بنی آدم على أنّهم أکرم من فی عالم الوجود (وَلَقَدْ کَرَّمْنا بَنِی آدَمَ وَحَمَلْناهُمْ فِی البَرِّ وَالبَحْرِ وَرَزَقْناهُمْ مِنَ الطَّـیِّباتِ وَفَـضَّلْناهُمْ عَلى کَثِـیر مِمَّنْ خَلَقْنا تَفْضِـیل)(5). وبصدق ما أوردناه سابقا على جنس المرأة، فهناک المتمیزات من بین النساء بما یقل العثور على نظیرهن فی الرجال، وبالعکس هناک النساء المنحرفات اللائی یشکلن بؤرة فساد المجتمعات البشریة. والان نخوض بعد هذه المقدمة فی شرح الخطبة، وسنثیر آخر الخطبة إلى بعض الاُمور ذات الصلة بهذا الخصوص. کما ذکر سابقاً فانّ الإمام(علیه السلام) خطب هذه الخطبة فی الجمل کتحذیر لجمیع المسلمین من مغبة التعرض لمثل هذه الحوادث فی المستقبل، فقال(علیه السلام):«معاشر الناس إن النساء نواقص الإیمان، نواقص الحظوظ، نواقص العقول» ثم قدم(علیه السلام)الدلیل على ما ذهب إلیه فقال: «وأما نقصان إیمانهن فقعودهن عن الصلاة والصیام فی أیام حیضهن، وأمّا نقصان عقولهن فشهادة امرأتین کشهادة الرجل الواحد، وأمّا نقصان عقولهن فشهادة امرأتین کشهادة الرجل الواحد، وأمّا نقصان حظوظهن فمواریثهن على الأنصاف من مواریث الرجال» ومما لاشک فیه أنّ لکل نقص دلیله فقعود النساء عن الصلاة والصوم حین العادة الشهریة لسببین أحدهما أنّ المرأة قد تعیش حالة شبه مرضیة زمان العادة فهى بحاجة إلى الراحة، والآخر أنّ وضعها لایتناسب وحالة العبادة والدعاء. وأمّا کون شهادة إمرأتین بشهادة رجل واحد فذلک لغلبة الجانب العاطفی عند النساء، وهى تتأثر وتنفعل بهذه العواطف، الأمر الذی قد یدفعها للشهادة لصالح أحد والاضرار بآخر. وأمّا کون میراثهن نصف میراث الرجال فأولاً: إنّما یختص هذا الأمر بالبنات والزیجات، بینما المیراث واحد بالنسبة للآباء والاُمهات وأولادهما، وهکذا الحال بالنسبة للاخوة والاخوات وأولادهما. بعبارة أخرى فانّ المرأة کأم أو أخت تتقاضى سهماً مساویاً لسهم الرجل فی المیراث. وثانیا: تختص النفقة بالرجال، والمرأة لیست فقط لا تتحمل نفقات الأولاد فحسب، بل یتوجب على الرجل تغطیة نفقاتها وإن حصلت على أموال طائلة عن طریق الارث أو غیره. ونخلص من هذا إلى أنّ هذه الفوارق قد حسبت بمتهى الدقة فی الإسلام، مع ذلک هنالک مسألة لاینبغی إنکارها وهى أنّ المرأة لیست مساویة للرجل فی کل الاُمور، وأمّا أولئک الذین یرفعون شعار المساواة وأحیاناً أفضلیة المرأة على الرجل فانّما یتبنون ذلک قولاً وینا قضونه عملاً. فهل هناک من رئیس جمهوریة ـ رفع شعار المساواة بین الجنسین ـ ووزع الحقائب الوزاریة بالتساوی على الرجال والنساء، أم هناک مدیر وزع الوظائف الإداریة بهذا التساوی، بل یتعذر ذلک حتى فی البلدان الغربیة وتلک العلمانیة والوطنیة. أمّا الرؤیة الحق التی تستند إلى الواقع وتجانب الشعار والریاء فهى تلک التی تدعو إلى العدل فی التعامل مع الجنسین على أساس الاستعدادات والکفاءات التی أودعت کل منهما، لیتمکن کل طرف من توظیفها بالشکل الصحیح بما یخدم شخصه ومجتمعه; الأمر الذی سنخوض فی تفاصیله فی مباحث التأملات لاحقاً.

ثم یخلص الإمام(علیه السلام) إلى نتیجة فیقول: «فاتقوا شرار النساء، وکونوا من خیارهن على حذر، ولا تطیعوهن فی المعروف حتى لایطمعن فی المنکر» ومن الطبیعی أنّ عدم طاعتهن فی المعروف لایعنی مخالفتهن إذا دعین إلى الاُمور المعروفة کالصوم والصلاة والعدل والاحسان، بل المراد عدم الاستسلام لمقترحاتهن دون الإکتراث لأی قید أو شرط، وبعبارة اُخرى لابدّ من القیام بالمعروف لذاته لامن خلال الاستجابة المطلقة للازواج، حذراً من تمددهن والمطالبة بالخضوع لکل رغباتهن وطلباتهن. فالعبارة الواردة فی نهج البلاغة وان لم تختص بالزیجات وأنّها تقصد عامة النساء، إلاّ أنّ المفروغ منه هو أنّ هذه الاُمور إنّما تحدث عادة بین الازواج والزیجات. وبناءا على هذا فان ما جاء فی هذه الخطبة لایتنافى والآیات التی توجب الأمر بالمعروف والنهی عن المنکر الذی یشمل الرجل والمرأة; لأنّ لاخطبة لاتقصد ترک المعروف، بل المراد أن العمل لاینبغی أن یحمل صفة الطاعة العمیاء بصیدا عن کل قید وشرط. کأن یرد الزواج على الزوجة حین إقتراحها المعروف، أجل کنت قد فکرت بالقیام بهذا العمل (فى حالة إذا کانت لدیه حقانیة القیام به)، أو أن یؤخر العمل لمدة قصیرة إن أمکن تأخیره کی لاتشعر الزوجة بانّه منقاد لها دون حدود وشروط. نعم أنّ النساء المؤمنات الملتزمات الفاضلات مستثناة من هذا الحکم; فهناک النساء اللاتی سخطهن سخط اللّه ورضاهن رضا اللّه کالزهراء(علیها السلام). وهذه النقطة واضحة أیضاً حین قال: «کونوا من خیارهن على حذر» أنّ المراد الخیر النسبی لا الخیر المطلق، فالأخیار المطلقین لیس فقط لاینبغی الحذر منهم، بل لابدّ من إغتنام الفرصة للتحدث إلیهم وسماع وصایاهم. ومن هنا صرحت بعض الآیات القرآنیة بضرورة إستشارة النساء، ومن ذلک فطم الطفل عن الرضاعة: (فَإِنْ أَرادا فِصالاً عَنْ تَراض مِنْهُما وَتَشاوُر فَلا جُناحَ عَلَیْهِم).(6)


1. سورة المعارج / 19 ـ 21.
2. سورة الاحزاب / 72.
3. سورة الزخرف / 15 .
4. سورة العلق / 6 ـ 7.
5. سورة الاسراء / 70.
6. سورة البقرة / 233.  

 

نظرة إلى الخطبة 1 ـ الفوارق والمساواة بین الجنسین
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma