غیض من فیض جنایات بنی أمیة

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات الولایة (شرحٌ عصرىٌّ جامعٌ لنهج البلاغة) / الجزء الثالث
نظرة إلى الخطبة 1 ـ من هو سعید بن العاص؟

لقد تسالم ساسة العالم ومنذ القدیم على ممارسة الضغوط الاقتصادیة على معارضیهم لینشغلوا بأوضاعهم دون الانتباه إلى ما یجری من حولهم، بل لایتخلون عن هذا الاُسلوب حتى فی حالة جنوحهم إلى التعایش السلمی معهم فلا یزودونهم إلاّ بادى العطاء. فقد أشار الإمام(علیه السلام) إلى هذا الأمر بقوله: «إنّ بنی أمیّة لیفوّقوننی( 1) تراث محمّد(صلى الله علیه وآله) تفویق». تتضمن المفردة لیفوقوننی ـ من مادة فواق الناقة یعنی حلبها لمرة واحدة ـ إشارة لطیفة رائعة إلى زهد العطاء، وکأن الخلافة بمثابة الناقة الحلوب التی تکالبت علیها بنی أمیة ولا تفیض منها على الإمام(علیه السلام) سوى بهذا الفواق الزهید. أمّا قوله: «تراث محمد» فقد یکون المراد به فدک وما شابه ذلک، کما یمکن أن یکون المراد به الإسلام بکامله الذی یشمل التراث بمعناه الواسع; لأنّ إزدهار الاقتصاد الإسلامی إنّما حصل ببرکة دین النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله)والجهود المضنیة التی بذله(صلى الله علیه وآله) من أجل نشره، وعلیه فکل ما فی أیدیهم من تراث محمد(صلى الله علیه وآله)، ولعلی(علیه السلام)السهم الأوفى فی هذا التراث، لیس لقرابته من النبی(صلى الله علیه وآله)فحسب، بل لتضیحاته من أجل الإسلام. صحیح أنّ الإمام(علیه السلام)کان أسوة الزهد فی حیاته; إلاّ أنّه کان یحصل على عطائه من الغنائم على عهد رسول اللّه(صلى الله علیه وآله)ویصل بها الفقراء والمحتاجین. ثم واصل(علیه السلام)کلامه قائلاً «و اللّه لئن بقیت لهم لأن فضنّهم(2) نفض الّلحّام الوذام التّربة!» تشبیهه(علیه السلام)لبنی أمیة بالوذام التربة التی تعنی الحزة من الکرش أو الکبد والمعدة وسائر ما فی بطن الحیوان التی تقع فی التراب إشارة إلى ذروة تلوث بنی أمیة وضعتهم فهؤلاء ـ وبشهادة أعمالهم على عهد عثمان ـ بلغوا مرحلة من الدنس بما جعل عامة المسلمین تنقم علیهم وتفکر فی إجتثات جذور هذه الشجرة الخبیثة من أصولها وطرد هذه العناصر الفاسدة من المجتمع الإسلامی وانقاذ بیت المال من أیدیهم الآثمة.

قال المرحوم السید الرضى (ره) آخر هذه الخطبة: ویروى التراب الوذمة وهو على القلب. قال الشریف: وقوله(علیه السلام): «لیفوّقوننی» أی یعطوننی من المال قلیلاً کفواق الناقة. وهو الحلبة الواحدة من لبنها. والواذم: جمع وذمة، وهى الحزة من الکرش، أو الکبد تقع فی التراب فتنفض. وجاء فی بعض الروایات «التّراب الوذمة» بدلاً من «الوذام التّربة»، والمفهوم واحد وکلاهما بمعنى الأشیاء الزهیدة التی قد تتلوث أحیاناً ویجب تطهیرها.


1. «لیفوقوننی» من مادة «فواق» على وزن رواق المدة المتخلله بین رضعتین حسب قول أغلب أرباب اللغة، بینما ذهب البعض إلى أنّها تعنى المدة المتخللة بین فتح الضرع وغلقه حین الحلب، ولما کان الثدی یخلد إلى الراحة بعد الحلب فقد استعملت بمعنى الهدوء والراحة ومنها إفاقة المریض وإفاقة المجنون. وجاءت فی العبارة بمعنى المال الزهید الذی کان یعطیه بنی أمیة الإمام(علیه السلام) من بیت مال المسلمین.
2. «لأنفضنهم» من «مادة» نفض على وزن نبض تحریک الشی لتخلیصه ممّا علق به ومن هنا یصطلح بالنفوض على المرأة الولود، کما تستعمل هذه المفردة فی طرح الثمرة من الشجرة.  

 

نظرة إلى الخطبة 1 ـ من هو سعید بن العاص؟
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma