أشار الإمام(علیه السلام) إلى خمس من صفات اللّه سبحانه، یفید التفاعل معها وتصدیقها إلى الانقیاد إلى الحق وتهذیب النفس وتزکیتها.
الصفة الاولى: «قد علم السّرائر».
الصفة الثانیة: «و خبر الضّمائر».
الصفة الثالثة: «له الاْحاطة بکلّ شیْء».
الصفة الرابعة: «و الغلبة لکلّ شیء».
الصفة الخامسة: «و القوّة على کلّ شیء».
وقد ذهب بعض شرّاح نهج البلاغة إلى وحدة معنى العبارة الاولى والثانیة وعدوها من قبیل المرادفات فی أنّ اللّه علیم بأسرار وخفایا کل فرد. بینما قال البعض: خبر بفتح الباء بمعنى الاختبار وخبر بکسرها بمعنى العلم، فقد وردت الاولى بمعنى الاختبار فی موضع آخر من نهج البلاغة «إنّما مثل من خبر الدنی»( 1) ولما کان الأصل فی الجملة هو بیانها لمعنى جدید، یبدو أنّ تفسیر الخبر بالامتحان أنسب، وإن کان الامتحان سبب العلم، بل قد یکون امتحان الشئ کنایة عن العلم به. على کل حال الهدف هو أن نلتفت إلى أنّ البارئ سبحانه علیم بکافة أسرارنا وما یدور فی خلدنا، حتى أنه أعلم بنا من أنفسنا، فهو یعلم بسوء نیاتنا وریائنا وشرکنا، وعلمه بظاهرنا وباطننا على حد سواء. والعبارة «له الإحاطة بکلّ شیء» من قبیل ذکر العام بعد الخاص، لأنّ العبارات السابقة تحدثت عن احاطته العلمیة سبحانه بباطن الناس، بینما أشارت هذه العبارة إلى علمه بکافة الأشیاء، ومن ذلک أیضاً العبارة الرابعة والخامسة التی تحدثت عن قدرته المطلقة سبحانه، مع هذا الفارق وهو أنّ العبارة الرابعة ناظرة لغلبته وسیطرته على کل شئ، فی حین تبین الخامسة قدرته على الإتیان بکل شئ. وقیل أن الفارق بینهما هو أنّ القوة على کل شئ تعنی القدرة على إیجاده، والغلبة تعنی السیطرة بعد الإیجاد; أی أنّ الأشیاء لاتستطیع ا لخروج من قدرته سبحانه بعد إیجادها. على کل حال فانّ هذه الصفات الخمس شرح لعلم اللّه وقدرته المطلقة، ومن شأن استحضارهما مجانبة الخطایا والاندفاع نحو الطاعة والانقیاد للحق.