الحذر الحذر

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات الولایة (شرحٌ عصرىٌّ جامعٌ لنهج البلاغة) / الجزء الثالث
القسم السابع عشر القسم الثامن عشر

خاطب الإمام(علیه السلام) الناس مرة اُخرى بطریقة تختلف عن سابقتها قائل: «أولی الاْبصار والاْسماع ، والعافیة والمتاع، هل من مناص( 1) أو خلاص. أو معاذ أو ملاذ،(2) أو فرار أو محار!(3) أم لا؟» فالمخاطب هنا من کان له عین باصرة وآذان سامعة یعیش نعم الدنیا بعافیة وسلامة. فقد بین الإمام(علیه السلام) أن لیس هنالک من عاقبة سوى الموت ووداع هذه الدنیا الفانیة، فلا من سبیل للفرار ولامن طریق لخلاص، لامن ملجأ فیلاذ به، ولا من قلعة تنجی من الموت، وآخیراً لیس هنالک من سبیل للرجعة إلى هذه الدنیا، فالواقع هو أنّ الإمام(علیه السلام) قد بین ستة طرق للفرار من مخالب الموت، مؤکداً على أنّها جمیعا مؤصدة مغلقة. فهناک مسیرة ینبغی أن یسلکها الجمیع، ومصیر لایستثنى منه أحد. أما کون المخاطب من أولئک الذین یتمتعون بالسمع والبصر، فذلک لأنّ من سلبهما لایستوعب مثل هذه الاُمور. والحق أنّ أدنى تأمل للموت الذی یعم الجمیع لکاف فی إیقاظناً من سباتنا وهدایتنا للصراط المستقیم، ومن هنا قال الإمام(علیه السلام): «فأنّى تؤفکون!(4) أم أین تصرفون! أم بما ذا تغترّون! وإنّما حظّ أحدکم من الاْرض، ذات الطّول والعرض، قید قدّه،(5) متعفّراً على خدّه». قد یکون هناک بعض الأفراد الذین یملکون مئات البساتین والمزارع والأراضی الزراعیة وعشرات القصور، إلاّ أنّه لایأخذ منها حین یفارق الدنیا سوى ما یأخذه ذلک المسکین الذی قضى عمره فی الأکواخ; أی بقعة من الأرض بقدر قامته، مع کفن یعدّ الحد الادنی ممّا یستر بدنه العاری. أمّا العبارة: «متعفّراً على خدّه» یمکن أن یراد بها أنّ ألطف أجزاء البدن توارى هناک التراب، أو لیس للإنسان نصیب من هذا التراب حتى بمقدار بدنه; لأنّه یطرح على جانبه الأیمن فی القبر، وعادة ما لایسعه اللحد لأن یضطجع على قفاه.


1. «مناص» من مادة «نوص» على وزن قوس الابتعاد والانصال عن الشئ، وقال البعض تعنی الملجأ والمفر.
2. «ملاذ» من مادة «لوذ» على وزن موز بمعنى الاختفاء واللجوء إلى القلعة، ومن هنا یطلق على الملجأ اسم الملاذ، وتختلف قلیلاً عن المعاذ من مادة العوذ على وزن الحوض التی تعنی الالتجاء دون مفهوم الاستتار.
3. «محار» اسم مکان من مادة «حور» على وزن جور النقص ثم وردت بمعنى المرجع إلى الدنیا بعد فراقها.
4. «تؤفکون» من مادة «إفک» على وزن فکر بمعنى الانحراف والانقلاب، ثم اُرید بها الرجوع.
5. «قید» بکسر وفتح القاف تأتی بمعنى المقدار، ومن هنا یقال للحبل الذی یربط برجل الانسان أو الحیوان والذی یحد من حرکته فی حد معین، یقال له «قید» و«قدّ» بمعنى الطول. 

 

القسم السابع عشر القسم الثامن عشر
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma