«فَهَلْ دَفَعَتِ الاَْقارِبُ، أَوْ نَفَعَتِ النَّواحِبُ، وقَدْ غُودِرَ فِی مَحَلَّةِ الاَْمْواتِ رَهِیناً، وفِی ضِیقِ الْمَضْجَعِ وَحِیداً، قَدْ هَتَکَتِ الْهَوامُّ جِلْدَتَهُ، وأَبْلَتِ النَّواهِکُ جِدَّتَهُ، وعَفَتِ الْعَواصِفُ آثارَهُ، ومَحا الْحَدَثانُ مَعالِمَهُ، وصارَتِ الاَْجْسادُ شَحِبَةً بَعْدَ بَضَّتِها والْعِظامُ نَخِرَةً بَعْدَ قُوَّتِها، والاَْرْواحُ مُرْتَهَنَةً بِثِقَلِ أَعْبائِها، مُوقِنَةً بِغَیْبِ أَنْبائِها، لا تُسْتَزادُ مِنْ صالِحِ عَمَلِها، ولا تُسْتَعْتَبُ مِنْ سَیِّئِ زَلَلِها، أَ ولَسْتُمْ أَبْناءَ الْقَوْمِ والاْباءَ، وإِخْوانَهُمْ الاَْقْرِباءَ؟ تَحْتَذُونَ أَمْثِلَتَهُمْ، وتَرْکَبُونَ قِدَّتَهُمْ، وتَطَئُونَ جادَّتَهُمْ؟ فالْقُلُوبُ قاسِیَةٌ عَنْ حَظِّها، لاهِیَةٌ عَنْ رُشْدِها، سالِکَةٌ فِی غَیْرِ مِضْمارِها! کَأَنَّ الْمَعْنِیَّ سِوَاهَا،کَأَنَّ الرُّشْدَ فِی إِحْرازِ دُنْیاه».