یتضح بجلاء مما مر معنا فی هذا القسم من الخطبة أنّ وجود أهل البیت من عترة النبی(صلى الله علیه وآله)بین المسلمین، وتبعیة الاُمّة لأقوالهم وأفعالهم إنّما تعصمهم من خطر الضلال، فهم أزمة الحق ومصابیح الهدى وأعلام الدین وألسنة الصدق وتراجمة الوحی. أمّا الروایات والأخبار الواردة من الفریقین فی التأکید على حبهم فذلک لأن حبهم یبعث على إتباعهم، وبالتالی فانّ اتباعهم هو أساسا الهدایة والحرکة نحو الحق. ومن تلک الروایات ما اورده الفخر الرازی فی تفسیره المعروف عن الزمخشری فی الکشاف أنّ رسول اللّه(صلى الله علیه وآله) قال:
«من مات على حب آل محمد مات شهید».
«ألا ومن مات على حب آل محمد مات مغفوراً له».
«ألا ومن مات على حب آل محمد مات تائب».
«ألا ومن مات على حب آل محمد مات مؤمنا مستکمل الإیمان».
«ألا ومن مات على حب آل محمد، بشره ملک الموت بالجنّة».
«ألا ومن مات على بغض آل محمد، جاء یوم القیامة مکتوباً بین عینیه آئس من رحمة اللّه».( 1) وورد فی حدیث أنّه(صلى الله علیه وآله) قال: «أنا أول وافد على العزیز الجبار یوم القیامة، وکتابه وأهل بیتی، ثم أمتی، ثم أسألهم: ما فعلتم بکتاب اللّه وبأهل بیتی؟»(2) هذا غیض من فیض الأحادیث والروایات التی صرحت بمنزلة أهل البیت وأکدت على حبهم والتمسک بهم.