2 ـ التفسیر بالرأی، فخ الشیطان الأکبر

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات الولایة (شرحٌ عصرىٌّ جامعٌ لنهج البلاغة) / الجزء الثالث
1 ـ علماء الضلالة 3 ـ البدع مادة الانحراف

إنّ من أعظم آفات الدین وعقبات العبودیة طلب الحق والحرکة إلیه إنّما تتمثل بمعضلة «التفسیر بالرأی»; المعضلة التى  تهدد الدین بخطرها العظیم وتقضی على روح أغلب الآیات القرآنیة والروایات الإسلامیة، فتحیلها إلى إلعوبة بید هذا وذاک لتوجیه أهوائهم وسوء مقاصدهم، بعبارة أخرى تحیل الآیات والروایات إلى عجینة یصنع منها هذا المفسر ما یشاء ولایهدف سوى إلى تبریر فساده وإنحرافه وضلاله. وأبسط تعریف للتفسیر بالرأی هو إخلاء الآیات والروایات من معناها الحقیقی وصبغها بالطابع المطلوب ومن الواضح أن الآیات والروایات لا تفقد حقیقتها فی الهدایة على ضوء هذه المعضلة ـ التفسیر بالرأی فحسب، بل تصبح وسیلة لتبریر الضلال والانحراف. ومن هنا أکدت الروایات والأخبار بشدة النهی عن التفسیر بالرأی، وقد مرّت علینا طائفة من هذه الأخبار والروایات فی الأبحاث السابقة، ثم رأینا کیف أنّ أمیرَالمؤمنین علی(علیه السلام) یذکر هذه الصفة فی إطار وصفه لعلماء السوء والضلالة على أنّ أهم صفة من صفاتهم تکمن فی التفسیر بالرأی. فالعبارة التی تضمنها الحدیث المعروف «من فسر برأیه آیة من کتاب اللّه فقد کفر»( 1) تفید أنّ التفسیر بالرأی أرضیة خصبة للنزوع نحو الکفر، وکذلک ما ورد فی الحدیث الآخر بهذا الشأن: «من فسر القرآن برأیه، إن أصاب لم یؤجر، إنّ أخطأخر أبعد من السماء».(2)

وزبدة الکلام فانّ أخطار التفسیر بالرأی کثیرة نشیر إلى جانب منها:

1 ـ ایجاد حالة من الفوضى والا رباک فی فهم الآیات والروایات.

2 ـ إحالة وسائل الهدایة والصلاح إلى ادوات للضلال والفساد ومضاعفة الاخطاء.

3 ـ إیجاد الاختلاف والتشتت والنفاق واثارة التخریب فی القضایا العقائدیة والدینیة.

4 ـ الهبوط بالکتاب والسنة من مقام الزعامة والإمامة إلى مستوى التابع والمقلد.

5 ـ تکییف التعالیم السماویة على ضوء انحرافات الأوساط الموبوءة.

6 ـ إحالة المفاهیم السامیة المطلقة المستندة إلى الوحی إلى أفکار الإنسان المحدودة الضیقة.

7 ـ تمهید السبل والذرائع للأفراد الضالین المضلین.

طبعاً لیس هنالک من علاقة بین التفسیر بالعقل للآیات والروایات وتفسیرها بالرأی. والمراد بالتفسیر بالعقل هو الاستفادة من الأدلة والقرائن العقلیة من أجل فهم معنى الآیات والروایات. على سبیل المثال فان القرائن العقلیة القطعیة تصرح بأن المراد بالید فی الآیة الشریفة: (یَدُ اللّهِ فَوْقَ أَیْدِیهِمْ)(3) القدرة والقوة، لاهذه الید العضو من أعضاء بدن الإنسان المرکبة من اللحم والعظم والجلد. أمّا المراد بالتفسیر بالرأی فهو الاستعانة بالقرائن الظنیة أو الوهمیة الخالیة دون القرائن لتفسیر الآیات والروایات وفقا للأهواء والرغبات. على کل حال فانّ هذا العمل نابع من الجهل أو الأهواء الشیطانیة. ویتضح مما مر معنا أنّ اُولئک الذین حاولوا توجیه ضلالهم وانحرافهم بواسطة التفسیر بالرأی، قد ضلوا حتى فی مسألة التفسیر الرأی وفسروها بوحی من رأیهم، ومن هنا نقف على أهمیة ما ورد فی الخبر الذی صرح بعدم إثابة من فسر برأیه وإن أصاب. فلیس هنالک من رکن یستند إلیه فی التفسیر بالرأی سوى الفرضیات الجوفاء والآراء الظنیة والوهمیة، الأمر الذی یقضی على روح إصالة الوحی واشاعة جو الفوضى والاضطراب فی بیان المسائل الشرعیة، کما یقدح فی نوریة القرآن ویهدد بالغرق سفینة النجاة المتمثلة بأئمة العصمة(علیهم السلام). وإلاّ لو کانت هنا لک الفرضیات العلمیة المسلمة إلى جانب القرائن العقلیة لتعذر تسمیة هذا التفسیر بالتفسیر بالرأی، فهذا تفسیر بالعقل. ومما یؤسف له أنّ المنحرفین قد فسروا حتى مسئلة التفسیر بالرأی برأیهم لیتخذوا من الوحی وسیلة لتوجیه انحرافهم وتحقیق أطماعهم وأغراضهم.


1. تفسیر البرهان 1/19.
2. وسائل الشیعة 18/149، ح 66 الباب 13، أبواب صفات القاضی.
3. سورة الفتح / 10. 

 

1 ـ علماء الضلالة 3 ـ البدع مادة الانحراف
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma